نشرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقالا للكاتب مارك جاليوتي بعنوان “هل هذه نهاية بوتين؟” إذ يرى الكاتب أن الرئيس الروسي يواجه أخطر تحدٍّ له منذ 23 عاما في السلطة، مشيرا إلى نشْر مركبات مصفحة في شوارع موسكو، وسقوط مدينتين روسيتين بأيدي مرتزقة فاجنر، وإثارة أسئلة حول ولاء القوات الأمنية للرئيس بوتين.
وقال جاليوتي إنه حتى لو نُزع فتيل هذه الأزمة، بفضل وساطة الرئيس البيلاروسي لوكاشنكو، فإن الضرر قد وقع بالفعل. وعندما يسجل التاريخ عملية سقوط بوتين، فإن لعبة النهاية ستبدأ من هذه الأزمة.
ولفت الكاتب إلى أن المذهل في هذا التمرد هو أن قائده وحامل لوائه -يفغيني بريجوجين- هو نفسه صنيعة من صنائع الكرملين، كما أنه يدين بشهرته إلى علاقته بالرئيس بوتين منذ عمله في المطاعم في حقبة التسعينيات وما تلاها.
ونوّه صاحب المقال إلى أن بريجوجين لم يكن يوما ضمن بطانة بوتين، لكنه مع ذلك يقوم بما يحتاج الكرملين إلى القيام به – من تشكيل الكتائب الإلكترونية التي يُعتقد أنها أثرت على الانتخابات الأمريكية في عام 2016، إلى تدشين قوات فاجنر شبه العسكرية.
ما أن أثير الحديث عن زحف قوات فاجنر باتجاه العاصمة موسكو، حتى سارع معلّقون إلى عقد مقارنات بين بريغوجين وبينيتو موسوليني وزحفه إلى روما – على أن بريجوجين ليس في وضع يمكّنه من تحقيق ذلك، فضلا عن تحقيق انقلاب ناجح، وذلك على الرغم من تشتّت القوات الأمنية الروسية على نطاق واسع.
ولا تزيد أعداد قوات فاجنر في كل من أوكرانيا وروسيا على 10 آلاف مسلح، أضِف إلى ذلك أن عددا من هؤلاء المسلحين لن يسيروا في رِكابه إذا هو قرر الزحف صوب موسكو لما قد يرون في ذلك من خيال جامح.
ويرى كاتب المقال أن العقبات التي تعترض نجاح مثل هذا التمرد أو الانقلاب هي عقبات صعبة؛ فنحن إزاء نظام مصمَّم ضد الانقلابات في ظل العديد من الوكالات الأمنية الروسية التي تراقب وتعارض بعضها بعضا. فضلا عن مرابطة وحدات عسكرية نخبوية عديدة على تخوم العاصمة موسكو.