تسهم التغيرات المناخية التى تمر بها مصر فى السنوات الأخيرة، فى تغيير دفة منتجى وصناع الأسمدة إلى بعض الأصناف الجديدة اللازمة لمقاومة تلك التغيرات، ليكون 2020 انطلاقة نحو إنتاج هذه الأصناف
وأكدوا أن هناك 3 أنواع من الأسمدة تعتبر فرس الرهان للمصانع التى ترغب فى تحقيق توسعات أو الاستثمارات الجديدة خلال 2020؛ وهي: الفوسفات المحبَّب بدلًا من المسحوق، وكذلك الأسمدة المتخصصة المحبَّبة غير القابلة للذوبان بسرعة، والأنواع العضوية؛ وهى «العناصر الصغرى» و»الأحماض الأمينية» و»مستخلصات الطحالب» بديلًا عن الأسمدة الأحادية مثل اليوريا والنترات، والمتخصصة مثل البوتاسيوم والنشادر .
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد افتتح، فى أغسطس الماضى، مجمع الأسمدة الفوسفاتية المركبة بالمنطقة الصناعية فى العين السخنة، ويضم 9 مصانع على مساحة 400 فدان لإنتاج سماد الفوسفات، إضافة إلى مجمع لإنتاج الأسمدة الآزوتية بالعين السخنة على مساحة 100 فدان يضم 6 مصانع، بإجمالى طاقة إنتاجية مليون طن سنويًّا، ومخطط الانتهاء منه فى أبريل 2022.
وأكد الدكتور ماهر أبو جبل، مدير إدارة التسويق بشركة يارا إنترناشونال للأسمدة، أن الفترة الراهنة تشهد زيادة فى الطلب على السماد المحبب مثل الفوسفات أو الأسمدة العضوية سريعة المفعول، مثل «مستخلصات الطحالب» والأحماض الأمينية والعناصر المغذية، حيث تقوم بمعالجة آثار التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية التى تتأثر بفعل الحرارة الشديدة أو البرودة القاسية .
وأوضح أبو جبل أن الأسمدة المتخصصة المحببة، وكذلك العضوية، يتم التركيز عليها حاليًّا وتكون فرصة للمستثمرين للتوسع فى إنتاجها فى 2020 مثل العناصر الصغرى التى تشمل الحديد والمنجنيز والماغنسيوم .
وأضاف أن مصر تستورد %90 من الأسمدة العضوية مثل مستخلصات الطحالب والأحماض الأمينية، ومن ثم هناك فرص كبيرة أمام المصانع والشركات لإنشاء خطوط جديدة لتلبية الطلب المتزايد فى القطاع الزراعى على هذه الأنواع الرائدة من الناحية البيئية.
ولفت إلى أن الأسمدة المتخصصة المستخرَجة من باطن البحر مثل مستخلصات الطحالب تعتبر من أكثر الأنواع شيوعًا حاليًّا، وتعد أفضل وقاية من انخفاض درجات الحرارة .
ونوه أبو جبل بأن الأحماض الأمينية هى أكثر الأصناف التى تشهد إقبالًا من المزارعين حاليًّا، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة والتغيرات المناخية، مثل حمض الفسفوريك والأنواع السائلة من الأسمدة التى يقوم المزارع بإضافتها على تركبيته التسميدية أو عبر طرق الرش المختلفة، وهذه المنتجات السمادية متوافقة مع المعايير البيئية وغير ضارة بصحة المستهلكين .
فيما قال الدكتور ماهر صالح، رئيس شركة أسمدة متخصصة من الإسكندرية، إن الفرص المتاحة أمام المستثمرين بمصر فى قطاع الأسمدة تتمثل فى الأسمدة العضوية، وهى التى تعتمد على منتجات عضوية تصلح غذاء للإنسان مثل الخميرة ومخلفات البنجر، أو التى التى تدخل فى تصنيعها منتجات عضوية وكيماوية .
وأوضح صالح أن استخدام السماد المحتوى على عنصر النيتروجين ضارّ أثناء الجو المتقلب فى فصل الصيف، خصوصًا التى يحدث فيها ضرر كبير على النبات والثمار وتحتاج لمواد عضوية تكون أكثر قابلية للذوبان وسريعة المفعول وصديقة للنبات أيضًا.
وأكد الدكتور محمود أبو زيد، صاحب شركة توزيع أسمدة فى القليوبية، أنه مع افتتاح القوات المسلحة، فى أغسطس الماضى، مجمع الأسمدة الفوسفاتية والمركبة، يصبح هناك طفرة كبيرة من إنتاج الفوسفات بمصر، بما يمثل وفرة من المنتج تتيح مناخًا يشجع على إقامة مصانع جديدة نظرًا لتشجيع الدولة الاعتماد على ذلك المنتج .
وأوضح أن هناك زيادة فى الطلب على السوبر فوسفات وفرصًا أكبر أمام المستثمرين فى تحقيق توسعات جديدة بمصانعهم وإقامة مصانع جديدة، خصوصًا مع ضعف التربة المصرية وحاجتها إلى السوبر فوسفات؛ لتنشيطها .
يُذكر أن مصر تنتج 250 ألف طن من الأسمدة العضوية سنويًّا و200 ألف طن من الأسمدة الكومبوست التى تعتبر أقل فى الجودة من العضوية، وتعتمد على المخلفات الحيوانية أو الزراعية أو كلتيهما، ويتم استخدامها، مشيرًا إلى أن الأسمدة الكومبوست والكيماوية «نترات- يوريا» تبلغ 12 مليون طن، والفوسفاتية 6 ملايين طن، والبوتاسية 250 ألف طن سنويًّا. وتركز استخدامات الأسمدة بمصر فى الأنواع التقليدية، وإنتاج 12 مليون طن سنويًّا، واستهلاك 8 ملايين طن، لصالح السوق المحلية، والباقى يتم تصديره إلى الخارج، وأبرز الشركات المنتجة للأسمدة أبو قير والدلتا، والمصرية، وموبكو، وحلوان، والنصر، والإسكندرية