صناعة الطوب تواجه شبح الانهيار.. والمصنعون: نطالب بدعم الدولة

محمود زكي شهدت صناعة الطوب في الآونة الأخيرة أزمة كبيرة نتيجة القرارات الاقتصادية على مدار العامين الماضيين، ولعل آخر قرار بزيادة أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 66% أسهم في ضرر كبير لدى صناعة الطوب بالكامل. وقال عدد من العاملين بالقطاع إن الصناعة تواجه أزمة كبيرة مطالبين الحكومة بمساندتهم للنه

صناعة الطوب تواجه شبح الانهيار.. والمصنعون: نطالب بدعم الدولة
جريدة المال

المال - خاص

4:48 م, الخميس, 20 سبتمبر 18

محمود زكي

شهدت صناعة الطوب في الآونة الأخيرة أزمة كبيرة نتيجة القرارات الاقتصادية على مدار العامين الماضيين، ولعل آخر قرار بزيادة أسعار الغاز الطبيعي بنسبة 66% أسهم في ضرر كبير لدى صناعة الطوب بالكامل.

وقال عدد من العاملين بالقطاع إن الصناعة تواجه أزمة كبيرة مطالبين الحكومة بمساندتهم للنهوض مرة أخرى بالقطاع وذلك بعد أغلق عدد كبير من المصانع أبوابها نتيجة عدم قدرتهم على الزيادة الحادثة لتكاليف الإنتاج مما تسبب في خسائر فادحة لهم.

قال مسعد الشاذلي رئيس الجمعية الإنتاجية لمصانع الطوب بمنطقة عرب أبو ساعد والصف إن مصانع الطوب تعاني بشكل كبير بعد زيادة أسعار المحروقات مشيرًا إلى أن أغلب مصانع الطوب بمحافظة الجيزة بدأت في الإغلاق نتيجة عدم قدرتها مجابهة الزيادة في تكاليف الإنتاج.

وأضاف الشاذلي أنه يجب على الحكومة التدخل لإنقاذ صناعة الطوب من الانهيار والاندثار، مشيرًا إلى أنه يجب على الدولة مساندة المصانع من خلال خفض قيمة المحروقات، بالإضافة إلى وجود استراتيجية موضوعة للنهوض بالصناعة.

وأشار رئيس الجمعية إلى أن مديونيات المصانع لدى شركة إيجاس للغاز الطبيعي تجاوزت مليار جنيه، منوهًا بأن عدد مصانع الطوب الطفلى في منطقة عرب أبو ساعد تصل إلى 291 مصنعًا في حين يبلغ عدد مصانع الطوب بالصف إلى 25 مصنعًا مشيرًا إلى أن الزيادة في أسعار المحروقات وبالأخص الغاز الطبيعي وكذلك الكهرباء أدى إلى إغلاق عدد كبير من المصانع بالمنطقة نتيجة عدم القدرة على سداد الديون.

وأكد الشاذلي أن أرسل عددًا من الخطابات إلى وزير الصناعة والتجارة وكذلك وزير البترول بضرورة إنقاذ صناعة الطوب من الانهيار، مع زيادة الأزمات الكبيرة التي تحدث للمصنعين نتيجة زيادة التكلفة عليهم.

وأوضح رئيس الجمعية الإنتاجية أن إيجاس تقوم باحتساب تكلفة الفواتير بأسعار الدولار وهو ما يسبب عبئًا كبيرًا على المصنعين بالإضافة إلى أنها تقوم بتحصيل الفواتير كل 15 يومًا، مشيرًا إلى أن رفع الدعم على الوقود أدى إلى توقف عدد كبير من الشركات عن التصنيع، غير أن المصانع التي تقوم بعملية الإنتاج حاليًّا لا تتجاوز الطاقة الإنتاجية لها 20%، موضحًا أن ذلك سيؤدي إلى اندثار صناعة الطوب بمصر.

ولفت إلى أنه يجب على الحكومة تقديم الدعم لمصانع الطوب الطفلى وذلك للحفاظ عليها من التوقف إذ يصل عدد العمالة في تلك المنطقة عن 40 ألف عامل بالإضافة إلى تقنين أوضاع الأراضي التي يقام عليها المصانع والذي طالب بها المصنعين مرارًا وتكرارًا إلا أنه لا يوجد استجابة من أي من المسئولين. 

وفي السياق ذاته قال على سينجر رئيس شعبة الطوب باتحاد الصناعات إن مصانع الطوب تواجه أزمة حقيقية نتيجة عدم قدرة المصانع على تطوير خطوط إنتاجها مشيرًا إلى أن إلى أن الشعبة أعدت إستراتيجية لعملية التطوير ولكن ضعف فرص التمويل أدت إلى توقف تنفيذها خاصة وأن عوائد الصناعة لن تغطي تكاليف التطوير.

وأضاف رئيس الشعبة أنه وبرغم أن هناك مشكلات تواجه القطاع إلا أن السوق في تحسن طفيف مشيرًا إلى أن الإستراتيجية تتضمن تطوير حوالي 50 مصنع طوب بحث أن عملية تطوير خطوط الإنتاج لتلك المصانع تصل تكلفتها إلى حوالي 150 مليون جنيه لكل مصنع ولكن مع وجود مكاسب هامشية للقطاع فإن المصنعين غير قادرين على تمويل عملية التطوير لذلك تعد صناعة الطوب في مصر بدائية للغاية مقارنة بالدول الخارجية.

وعن مطالب القطاع من الدولة لتطوير صناعة الطوب قال رئيس الشعبة قال نحتاج لمساندة الجهات الممولة وذلك من خلال زيادة الحد الائتماني وكذلك الوقت الإئتماني بالإضافة إلى تقنين أوضاع منطقة عرب أبو ساعد والصف وكذلك منطقة جرزة وتحويلهم إلى مناطق صناعية

وذكر أن الشعبة طالبت في الإستراتيجية التي وضعتها تطبيق المواصفة والجودة على الإنتاج، من خلال هيئة العامة للمواصفات والجودة، خصوصًا أن هناك عددًا من المصانع لا تهتم بالمواصفة في ظل عدم وجود إلزام من جانب الهيئة.

وقال صلاح غريب، رئيس جمعية مصنعي الطوب بمنطقة عرب أبو ساعد بالجيزة ورئيس مجموعة العمار للرخام والجرانيت، إن مصانع الطوب الطفلى بالمنطقة تشهد تراجعًا كبيرًا في عملية الإنتاج والتى جاءت نتيجة ركود المبيعات بعد ارتفاع أسعار الطوب خلال الفترة الأخيرة، والتي جاءت بعد قرار البنك المركزي بتعويم الجنيه، بالإضافة إلى رفع الدعم عن الوقود مما أسهم في زيادة أسعار الغاز والمازوت المستخدم في حرق وتسوية الطوب.

وأوضح أن مصانع الطوب أنتجت ما يقارب من 7 مليار طوبة خلال عام 2017 مشيرًا إلى أن الطاقة الإنتاجية الكاملة لمصانع الطوب تبلغ حوالي 15 مليار سنويًّا، حيث تتراوح أسعار الطوب الطفلي بن 350 جنيه إلى جنيه لكل ألف طوبة، في حين يتراوح أسعار الألف طوبة الأسمنتي بين 750 و950 جنيهًا.

وأضاف رئيس الجمعية أنه بالإضافة إلى زيادة أسعار الطاقة فإن المصانع تعاني فرض ضرائب عقارية على المصانع دون وجه حق، مشيرًا إلى أن تطبيق قانون ضريبة القيمة المضافة بنسبة 3% أدى إلى زيادة الضغط على مصنعي الطوب الطفلى في التكاليف.

جريدة المال

المال - خاص

4:48 م, الخميس, 20 سبتمبر 18