Find Out More

Is your organization one of the Best Places to work in Egypt

workL

صناعة السلاح.. لتنمية الاقتصاد!

صناعة السلاح.. لتنمية الاقتصاد!
جريدة المال

المال - خاص

12:54 م, الخميس, 12 يوليو 12

يبدو – والله أعلم – أن الإدارة الأمريكية قد اطمأنت إلى أن المنطقة العربية كلها قد أصبحت فى أيدى إسرائيل الأمينة على مصالحها، ومن ثم غيرت اتجاه اهتمامها الاستراتيجى إلى «منطقة آسيا والمحيط الهادئ » ، تاركة أسطولها السادس الراقد فى الموانئ الإسرائيلية «لساعة عوزة » لمساندة إسرائيل – عسكريًا – إذا استدعى الأمر ذلك، وغالبًا «لن يستدعى الأمر ذلك أبدًا » بسبب «صوت الشخير » الصادر عن الأرض العربية بما يشى بـ «نوم عميق » ، وهو من نوع «نوم العوافى » الذى نعلم جميعًا «لذة عمقه »!

ولقد تم تغيير الاتجاه الاستراتيجى الأمريكى إلى تلك المنطقة البعيدة طبقًا لخطة «أوباما » الجديدة التى أعلنها فى يناير الماضى، وحتى نهاية 2014 ، فيما يتصور هو وجنرالاته أنه عام نهاية الصراع فى أفغانستان بين قواته المحتلة والأفغان الذين لا يطيقون قدمًا أجنبية فوق أراضيهم، وهو ما يشى باستمرار القتال طالما وجد جندى أمريكى، أو متحالف فوق تلك الأرض التى قرر هو سحب قواته المقاتلة فى العام الموعود، فيما يدعى هو – برضه – بأن السنوات الباقية حتى 2014 هى سنوات إعداد جيش حكومة أفغانستان العميلة لتولى الأمر الأفغانى برمته ضد طالبان .. وغيرهما من المناضلين ضده فوق الأرض هناك .

ويعد تغيير الاتجاه الأمريكى بمثابة طلاق بين الأمريكيين و «حكومة كرزاى » ، و «بداية جفاء » بين الأمريكيين وحكومة باكستان ضمن تصور أمريكى بتهاون الباكستانيين فى حماية قواتهم هناك، وكأنها مسئولة عن حماية الاحتلال، إلا أن كل تلك الحجج الأمريكية الهايفة لا تغطى السبب الرئيسى لتغيير الاتجاه إلى حيث النفوذ الصينى المتزايد – عسكريًا واقتصاديًا – وهو النفوذ الذى تهاون فيه الأمريكيون فى أول الأمر بتصور إمكانية قيام تحالف أمريكى / صينى فى المنطقة إلى أن أدركوا استحالة ذوبان الزيت فى الماء .. وهو ما حدث، رغم اعتماد الأمريكيين فى حكم المنطقة على تحالفهم مع الهند، ذلك أن النفوذ الصينى – حيث أرض الصين مترامية الأطراف وشعبها المعيارى – لا يمكن الاستهانة به منذ قررت الحكومة الصينية أن تكون إحدى القوى الكبرى الحاكمة فى العالم، وهو ما كان رغم «التحالف الأمريكى الهندى » لتبقى القوة الصينية المتنامية «شوكة » فى الحلق الأمريكى، خاصة مع عدائها التقليدى مع الهند !

وفى مواجهة الخطر الأمريكى تجدد الصين علاقاتها التقليدية مع الروس الذين لا يرتاحون كثيرًا للالتفاف الأمريكى، لتأتى مشاركة الاثنين – الروس والصينيين – فى قمة «منظمة شنغهاى للتعاون » ، فرصة ذهبية لتجديد العلاقات بشكل مختلف من أهم بنود التبادل العسكرى الذى أفرز المناورات البحرية العسكرية المشتركة بينهما فى البحر الأصفر، تطويرًا للشراكة الشاملة بينهما، إلا أن الظهور الأمريكى المكثف بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ – رغم تغيير أطراف التحالفات فى المنطقة – لن يكون هو ختام تلك التحالفات التى أغلبها مفتوح للمزيد من الحلفاء للولايات المتحدة، والأطراف الأخرى المناوئة، وهو ما يشى مع قادم الأيام والسنين بتغييرات كثيرة – بعضها معروف الآن وجزء منها ما زال فى رحم الغيب – ولسوف يرتبط تغيير التحالفات بالمنطقة دائمًا بقدر تكثيف الوجود الأمريكى وتشعب نفوذه فيما يصنع مقاومة من أطراف ضد أطراف أخرى، وإن كانت كل تلك الأطراف تعتمد فى   تحالفاتها على القوة العسكرية لكل منهم، وهو ما لا يطمئن كثيرًا القوى العالمية الكارهة للحرب والصراع المسلح، ذلك أن التنمية، والتنمية وحدها هى الآن «الهاجس الأعظم » لدى كل القوى – الدولى منها والإقليمى والمحلى – تعويضًا عن سنوات طويلة من شظف العيش ثمنًا لحروب وصراعات فرضت عليها، بينما ترى القوى الكبرى أن الحروب هى أحد طرق تنمية الصناعات الحربية التى لا تنتعش بغير الحروب واستخدام السلاح، بصرف النظر عن أعداد الضحايا !

جريدة المال

المال - خاص

12:54 م, الخميس, 12 يوليو 12