صناعة الدواء تعيد رسم خطتها الإنتاجية للاستفادة من آثار «كورونا»

«المال» تحصر أداء الشركات المقيدة بالبورصة خلال الربع الأول من العام

صناعة الدواء تعيد رسم خطتها الإنتاجية للاستفادة من آثار «كورونا»
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

6:25 ص, الأثنين, 22 يونيو 20

اتجهت شركات صناعة الدواء لإعادة رسم خريطتها الاستثمارية من جديد، بعد الموجة الضخمة من الآثار المتباينة التى أحدثها فيروس كورونا على جميع القطاعات الاقتصادية، والذى أغلق العالم أجمع لمدة تخطت 100 يوم.

بدأت شركات الأدوية المقيدة فى البورصة التعامل مع الوضع الطارئ الذى فرضته جائحة فيروس كورونا على الصناعة منذ فبراير الماضي، بالمزيد من التركيز على الأدوية المتربطة بعلاج الفيروس سواء التى تتعلق بالمضادات الحيوية أو الفيتامينات، ومنتجات التطهير.

«المال» تواصلت مع الأطراق المختلفة بملف صناعة الدواء من مسئولين ومحللين ماليين وخبراء بتلك الصناعة، أكدوا أن الفيروس بدأ يعيد رسم خريطة صناعة الدواء، وانعكس بشكل إيجابى على الشركات المقيدة بالبورصة نهاية الربع الأول من العام الحالي.

يذكر أن هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، عقدت مطلع شهر يونيو الحالي، اجتماعاً مع ممثلى عدد من شركات الأدوية لمناقشة سبل زيادة إنتاجية الأدوية الأساسية المعلنة فى بروتوكولات علاج فيروس كورونا، مطالبة بزيادة القدرة الإنتاجية للأدوية خاصة أدوية المناعة، وزيادة ضخها بالصيدليات، لتلبية احتياجات المواطنين، مؤكدة على تذليل أى عقبات أو تحديات تواجه تلك الشركات بالتعاون مع الجهات المعنية لضمان سير العمل وزيادة الإنتاج.

قالت مصادر مطلعة داخل مجموعة من شركات الأدوية المدرجة بالبورصة، إن بعض الشركات بدأت فعليًا إيقاف التقليل من إنتاج الأدوية غير الضرورية وزيادة معدلات إنتاج المضادات وخوافض الحرارة والفتيامينات والمرتبطة ببروتوكول العلاج الخاص بجائحة كورونا.

أوضحت أن شركة النيل للأدوية حولت أحد خطوط إنتاجها بالكامل إلى إنتاج الكحول نتيجة زيادة الطلب، وبالتالى ساهمت فى تحقيق طفرات ربحية خلال الربع الأول.

لفتت إلى أن شركة الإسكندرية للأدوية تنتج دواء «بانادول» ويمثل %40 من حجم مبيعاتها، وهو منتج استراتيجى يدخل ضمن بروتوكول علاج «كورونا»، وأحد الأسباب الرئيسية لزيادة ربحية الشركة الفترة الأخيرة نظراً لزيادة الكميات المنتجة منه.

ذكرت أن شركة راميدا للأدوية لديها باقة متنوعة من الأدوية تتعلق بالفيتامينات، وبالتالى من المتوقع أن ترفع مبيعاتها منها، وشركة القاهرة للأدوية، والعربية للأدوية لديهما باقة متنوعة من الأدوية المرتبطة بالمناعة والفيتامينات.

غرفة صناعة الدواء

قال أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إن شركات الأدوية شهدت أداء جيدًا خلال 2019، استمر خلال الربع الأول من العام الحالى سواء على الصعيد الكمى أو الكيفي، مستفيدة من تخوفات «كورونا» إذ دفع الصيدليات والمنازل لتخزين الدواء.

أشار إلى أن الربع الأول شهد زيادة فى الكميات المباعة من المطهرات والمستلزمات الطبية الأخرى، ما ساهم فى ارتفاع نتائج الأعمال، مستبعداً استمرار هذا الأداء مع تأكد المواطن من قدرة الدولة على توفير الدواء وبالتالى فإنه ليس فى حاجة إلى تخزينه.

أكد أن شهر أبريل الماضى كان من الأشهر السيئة على شركات الأدوية باستثناء عدد محدود منها، نتيجة الحالة الاقتصادية الصعبة والإقبال الضعيف على العيادات الخارجية والمستشفيات، متوقعاً تحسناً طفيفاً نهاية الربع الثالث من العام.

أوضح أنه منذ بداية يونيو الجارى يرجح أن تشهد الشركات بعض التحسن، مع بداية طرح المنتجات غير المتوفرة فى السوق والمتعلقة بدعم الجهاز المناعى مثل فيتامين سى والزنك وغيرها، مع التوسع فى إنتاجها من عدد كبير من الكيانات المحلية.

لفت إلى أن معظم الشركات لديها خطوط تسمح لها بإنتاج الأدوية الخاصة بتقوية المناعة، فضلا عن قيام وزارة الصحة بالسماح للشركات بإنتاج هذه النوعية من الأدوية دون قيد أو شرط حتى إذا لم تكن ضمن خطتها التوسعية.

أكد أن نقص بعض أصناف الدواء فى الوقت الحالى مؤقت نتيجة تكالب المواطنين على التخزين وتوفير احتياجات المستشفيات الحكومية، على أن تتاح بكميات كبيرة من فيتامين سى وبانداول وباراسيتامول والزنك خلال يونيو.

بايونير فارما

يرى محى حافظ، رئيس شركة «بايونير فارما» للأدوية، أن الشركات المقيدة فى البورصة مستقرة، ولن تتأثر نتائجها فى الغالب بالجائجة، مشيراً إلى أن الحكم على نتائج أعمال الربع الأول غير دقيق، لأنه حصاد لنتائج الربع الأخير من كل عام.

بايونير فارما: إنتاج بعض الكيانات تراجع بين 25 و %40 وتأخر فى تدفق الخامات الدوائية

لفت إلى أن هناك تحركات نسبية للمبيعات خلال الربع الأول، جاءت متباينة بين شركة وأخرى، مؤكداً أن الحكم على الأداء سيكون أكثر واقعية خلال النصف الثانى مع بداية ظهور تأثير تأخر وصول خامات الإنتاج للمصانع مما يؤثر على سيولة وتدفق الخامات الدوائية.

قال إن حركة الدعاية والتسويق بشركات الأدوية «شبة متوقفة» كما أن إنتاج بعض الشركات انخفض بين 25 و%40 خلال الربع الثانى بسبب إجراءات الحظر.

قال هشام الشبيني، رئيس قطاع البحوث بشركة «مباشر» لتداول الأوراق المالية، إن نجاح إدارة كل شركة يتمثل فى أن تقتنص حصص سوقية جيدة، وتحقيق أرباح من خلال باقة متنوعة من الأدوية التى تعمل عليها، عبر التركيز على إنتاج الأدوية المطلوبة فى التوقيت الصحيح.

أوضح أن وزارة الصحة تتولى التنسيق مع الشركات لإنتاج الأدوية التى تحتاجها الدولة لمعالجة الفيروس، ضمن برتوكول العلاج وبالتالى تكون الوزارة هى المتحكمة فى الأمر باعتباره مسألة أمن قومي، وليس إلزاماً تحقيق هوامش ربحية.

بنك الاستثمار «بلتون»

يرى على عادل، محلل القطاع الاستهلاكى ببنك الاستثمار «بلتون»، أن الربع الأول شهد متغيرات مختلفة، تتمثل فى ضعف مبيعات قطاع الصيدليات نتيجة انخفاض الإقبال على المستشفيات، والعيادات الخارجية، لتنمو %5 فقط مقابل %15 النمو الطبيعي.

بلتون تتوقع نموًا محدودًا لمبيعات قطاع الصيدليات بنسبة %5 فى2020

أوضح أن أدوية الأمراض المزمنة والطلب على بعض الأنواع مثل المضادات الحيوية والفيتامينات وخوافض الحرارة وغيرها شهد معدلات طلب قوية خلال الربع الأول، ومن المنتظر أن تقفز بشكل أكبر خلال الربع الثاني.

أشار إلى أن «إيبيكو» تنتج دواء «سيتال» المضاد الحيوى وحقق مبيعات قوية خلال مارس الماضي، كما أنه من المتوقع أن يواصل تاثيره الإيجابى على القطاع خلال الربع الثاني.

لفت إلى أن الربع الأول شهد مبيعات قوية للأدوية فى قطاعات المناقصات الحكومية والمستشفيات بغرض تأمين الدواء، الأمرالذى من المفترض أن يكون تحقق خلال الربع الأول نتيجة حاجة المستشفيات لتأمين المستلزمات الطبية والأدوية.

توقع أن تواصل مبيعات الصيدليات من الأدوية انخفاضها خلال الربع الثانى من العام الحالى نتيجة تراجعها فى أبريل %13 وأن يصل إجمالى الانخفاض خلال الربع الثانى 2 إلى %3.

لفت إلى أن مبيعات الربع الثانى مرجح أن تكون مدعومة بشكل أكبر من المستشفيات، ومناقصات الحكومة حيث من المتوقع أن تصل معدلات النمو بها إلى %15 على مدار العام الحالي، لا سيما أن المستشفيات الخاصة بدأت فى استقبال حالات كورونا مع الفتح التدريجى للاقتصاد.

توقع بلتون أن تصل مبيعات سوق الدواء عن طريق الصيدليات بين 78 و80 مليار جنيه بهاية العام، متوقعاً أن زيادات أسعار البيع بنحو %8 خلال الفترة المذكورة تتضمن مراجعات أسعار بعض أصناف الدواء.

لفت إلى أن شركات الأدوية المصدرة ستواجه أزمة خلال الفترة المقبلة، الأمر الذى بدأ فى الظهور على بعض الكيانات مثل «ايبيكو» بسبب نقص مستلزمات وخامات الإنتاج فى الدول الموردة لها، على رأسها الصين والهند، على أن تتحسن النتائج خلال الربعين الثالث والرابع.

«ميداف»: توقعات بربع ثان قوى.. وأداء الشركات المالى لم ينعكس على أسعار الأسهم

قال محمد حسن، العضو المنتدب لشركة «ميداف» لإدارة الأصول، إن قطاع الأدوية من أهم القطاعات فى الوقت الحالي، وأن أداء شركات الأدوية المالية القوى لم ينعكس على أداء الأسهم المقيدة نتيجة غياب الرؤية بسوق المال.

تايكون لتداول الأزوراق

يرى محمود أمين، رئيس قسم التحليل المالى بشركة «تايكون» لتداول الأوراق المالية، أن الفترة الأخيرة شهدت اهتمام المواطن بالرعاية الصحية، لا سيماً بعد حملة «فيروس سي»، مرجحًا أن جائحة كورونا ستنعكس بالإيجاب على الشركات خلال الربع الثاني.

تايكون: نقص بعض الأصناف يخفض معدلات «البيع بالخصم» ويرفع هوامش الربحية

لفت إلى أن الشركات تبيع منتجاتها بخصم بين 20 إلى %25 إلى الصيدليات وذلك فى الاوقات العادية، وترتفع تلك المعدلات إلى %40 مع نهاية كل عام، لكن مع نقص الأدوية الحالى تنخفض معدلات الخصم بشكل كبير الأمر الذى ينعكس على الشركات بشكل ايجابى للغاية.

توقع نمو معدلات المبيعات بنسبة %20 خلال العام الحالي، بينما تتأثر باقى الشركات البعيدة عن إنتاج الادوية المرتبطة ببروتوكول علاج فيروس كورونا.

أوضح أن الحالة النفسية للمرضى بعد كورونا مع زيادة الاهتمام بالرعاية الصحية بشكل عام تدعم تحركات القطاع الإيجابية مستقبلاً.

سيجما لاستثمار

ترى وحدة بحوث شركة «سيجما» للاستثمار»، أن القطاع يتضمن بعض الفرص حيث يعد الطلب على منتجات الرعاية الصحية والأدوية محصناً ضد التداعيات السلبية لفيروس كورونا.

أكدت أن اضطرابات سلاسل التوريد من الخارج حال استمرار الإغلاق يعد أبرز المخاطر فضلاً عن تقلبات سعر الصرف لدى المورد الأساسى لاستيراد المادة الخام.