صلاح السعدني.. عمدة الدراما العربية يغيب وأعماله الفنية تحضر من جديد

رحل عن دنيانا الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عاما ، قدم فيه العديد من الأعمال الفنية التليفزيونية والسينمائية والمسرحية منذ فترة الستينيات حتى الآلفينات

صلاح السعدني.. عمدة الدراما العربية يغيب وأعماله الفنية تحضر من جديد
أحمد حمدي

أحمد حمدي

10:55 م, السبت, 20 أبريل 24

رحل عن دنيانا الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عاما ، قدم فيه العديد من الأعمال الفنية التليفزيونية والسينمائية والمسرحية منذ فترة الستينيات حتى الآلفينات ، وترك في مشواره الطويل رصيد كبير من النجاحات الجماهيرية لأعماله وشخصياته التي قدمها فيها بل وأصبح ملقب ببعضها مثل ” العمدة سليمان الغانم” وهي شخصيته التي قدمها بمسلسل” ليالي الحلمية” وكان أبرز علامات مشواره الفني الطويل .

بالاضافة لتقديمه أدوار عديدة ساهمت في بصمته ومكانته بالفن المصري والعربي ، ويعتبر واحدا من أعمدة الدراما التليفزيونية لعقود كثيرة ، بمسلسلات ” ليالي الحلمية” و” أرابيسك” و” الناس في كفر عسكر ” و” الثروة حسابات أخرى” و” بابا عبده” “ولسه بحلم بيوم” ، “وقال البحر ” ، “يوميات جاب الله” ، “في قافلة الزمان”، “يوميات نائب في الأرياف “، “ينابيع النهر”، “هذا الرجل “، “قصر الشوق” .

قدم السعدني أيضاً مسلسلات “حلم الجنوبي “، “سنوات الشقاء والحب ” ، “أهل الدنيا ” ، “شعاع من الأمل” ، “الناس في كفر عسكر” ، “للثروة حسابات أخرى”، “حارة الزعفراني ” ، “نقطة نظام “، “الباطنية” ، “بيت الباشا “، “الإخوة الأعداء “، “القاصرات”.

بدأ التمثيل منذ مسرح الجامعة حيث كان يشارك فى العديد من المسرحيات بمسرح الكلية مكوناً ثنائياً ناجحاً مع صديق عمره الزعيم عادل إمام.

صلاح السعدني من مواليد عام 1943 بمحافظة المنوفية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بكلية الزراعة، ومع دراسته وحبه للتمثيل بدأ بتقديم عروض مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، شاركه بهذه العروض زميله بالدراسة الفنان عادل إمام وتخرجا سوياً وانطلقا في عالم الفن وسلك كل واحد طريقه.

محمود قاسم : كان صاحب صوت متميز ماجعله يتنوع في أدوار وينضج مع الأيام

أعرب الناقد الفني محمود قاسم عن كون الراحل صلاح السعدني كان ملك الدراما التليفزيونية ، ولم يحصل على هذه المكانة بسهولة بل تمرس في الأدوار الصعبة منذ بدايته بمنتصف الستينيات ، خاصة في مسلسل ” لاتطفئ الشمس ” استطاع أن يتقدم بنجومية كبيرة في أعمال درامية عديدة ثم في السينما بأدوار مميزة وسط العمالقة مثل فيلم ” أغينة عالممر ” ، وبعد ذلك انتقل بنفس المهارة بالتلفزيون في القاهرة والناس وبين المسرح والسينما والاذاعة .

أشار الى أنه كان صاحب صوت متميز ماجعله يتنوع في أدوار وينضج مع الأيام ، وكان في أحسن حالاته مع مؤلفات الراحل أسامة أنور عكاشة مثل ليالي الحلمية وأرابيسك والشهد والدموع

ولفت الى أنه لم يكن من الممثلين الذين يترك نجاحه في أحد الأدوار أي تاثير عليه في دور آخر ، مما يعني أنه في كل دور كان يجسد شخصية مختلفة تماما ، فهو العمدة والصنايعي والعامل البسيط وقد منحته السينما أدوار البطولة والأدوار المتميزة منها فيلم ” كراكيب” اخراج عمر عبد العزيز مع الفنان آثار الحكيم وكان متميزا في فيلم ” المشبوه ” مع عادل امام و” ملف في الآداب” مع الراحل فريد شوقي والمخرج عاطف الطيب .

كما أنه ترك أثره في الأدوار التي شاركه فيها نجوما كبار أمثال يحى الفخراني ومحمود عبد العزيز وعادل امام فكان كل من الطرفين معه في أحسن حالاتهما الفنية وفق” قاسم ” ، لافتا الى أنه لم يتوقف عن العمل الفني والعطاء حتى داهمه المرض وقرر الابتعاد تماما ليحفظ مكانته الفنية الكبيرة ويبقى في أذهان الجمهور العربي والمصري اسما وعلامة فنية لن تتكرر في تاريخ الفن .

أحمد سعد الدين : يعتبر عمدة الدراما المصرية والعربية وواحد من أهم الفنانين الموهوبين

وقال الناقد الفني أحمد سعد الدين أن الراحل صلاح السعدني يعتبر واحد من جيل الموهوبين على مدى أكثر من 60 عاما ، فكان من الرعيل الأول في التلفزيون بفترة الستينات فبدأ من المسرح ثم انتقل للتلفزيون في بدايته ومعه عادل امام وسعيد صالح وهذه المجموعة المتميزة .

أضاف أنه قدم أعمال فنية مميزة في فترة الستينيات مثل ” الضحية” و” لاتطفئ الشمس ” ، ثم أخذته السينما بأفلام ” أغنية على الممر ” و” الأرض ” و” الرصاصة لاتزال في جيبي” ، ثم بدأ التركيز في فترة الثمانينات بداية من ” أبناء الأعزاء شكرا” وكان درة التاج في مشواره الفني ” ليالي الحلمية ” ثم قدم بعدها أعمال مميزة مثل ” حلم الجنوبي” و” حسن أرابيسك ” وغيرها .

تابع قائلا أنه يعتبر عمدة الدراما المصرية والعربية وواحد من أهم الفنانين الموهوبين في تاريخ الفن العربي .

بطرس دانيال : توهج فنيا بفترة الثمانينات بمسلسلات” ليالي الحلمية ” و” حسن أرابيسك” ، وكان يتقمص الشخصيات بقوة ولقبه الجمهور ب” حبيب الناس ” .

من ناحيته علق الأب بطرس دانيال فقال : أن صلاح السعدني يكفي أنه قدم مسلسلي “أرابيسك ” و” ليالي الحلمية ” في مشواره الفني وكذلك ترك بصمة كبيرة مع الجمهور في العديد من الأفلام السينمائية التي قدمها بمسيرته فهو عمدة الفن والدراما حقيقة .

ولفت الى أنه على المستوى الانساني معروف عنه من المقربين حوله ، أنه كان يحترم فريق العمل الذي يتعاون معه دائما في أي عمل فني ، سواء كان مصورا أو مخرجا أو أصغر شخص فيهم .

واستطرد دانيال فقال : ابتعد صلاح السعدني عن الأضواء السنين الأخيرة بسبب ماتعرض له شقيقه الأصغر الكاتب الساخر محمود السعدني ومامر به من دخوله السجن ووفاته ، وفي نفس الوقت لم يجد الأعمال الفنية التي تحمل جودة نفس ماقدم فنيا مع حسن عبد السلام وأسامة أنور عكاشة ، وكان يحب القراءة والثقافة جدا والشعر وكان ملقب ب” ابن البلد ” ويحب ارتداء القفطان دائما رغم شهرته الكبيرة .

أكد أيضا أنه توهج فنيا بفترة الثمانينات بمسلسلات” ليالي الحلمية ” و” حسن أرابيسك” ، وكان يتقمص الشخصيات بقوة ولقبه الجمهور ب” حبيب الناس ” .