أعلنت شركة ريفينيتيف لأبحاث الأسواق المالية العالمية أن إجمالى قيمة صفقات الدمج والاستحواذ على مستوى العالم قفز، خلال العام الماضى، إلى أكثر من 3.9 تريليون دولار، فى رابع أعلى مستوى فى تاريخها.
ومن أكبر صفقات العام الماضى استحواذ شركة بريستول مايرز سكويب للأدوية على كولجين بحوالى 74 مليار دولار، واندماج ريثون للمنتجات العسكرية مع يونايتيد تكنولوجيا بأكثر من 135 مليار دولار فى الولايات المتحدة، بينما اشترت «آبفى الأمريكية للعقاقير» شركة اليرجان الأيرلندية صاحبة منتجات بوتوكس المستخدم لتجميل بعض أعضاء الجسم، بقيمة 64 مليار دولار.
وتجاوزت قيمة الصفقات الأمريكية %50، أو ما يعادل 1.8 تريليون دولار خلال 2019، بزيادة %6 على عام 2018، بينما بلغت القيمة فى أوروبا وآسيا أكثر من 740 مليار دولار لكل منهما، كما جاء فى تقرير «ريفينيتيف» الصادر هذا الأسبوع.
وذكرت وكالة رويترز أن العديد من الشركات العالمية تتوقع انحسار التوترات السياسية فى بعض دول العالم، ومنها الشرق الأوسط، خلال العام الجديد؛ لتتابع صفقات الدمج والاستحواذ العابرة للحدود، التى انخفضت إلى أدنى مستوى منذ عام 2013.
قال كريس فينتريسكا، رئيس قسم الدمج والاستحواذ ببنك JP مورجان تشيز الأمريكى، إن هبوط الصفقات العابرة للحدود يرجع إلى تفاقم التوترات الجيوبوليتيكية والقواعد المتشددة التى وضعتها الهيئات الرقابية على تلك الصفقات وجعلت رؤساء الشركات ورؤساء مجالس إداراتها تحذر من التوسع خارج أسواقها المحلية.
ورأى فينتريسكا أن الشركات العالمية شعرت براحة أكثر فى عقد صفقات الدمج والاستحواذ داخل بلادها العام الماضى بسبب مخاطر الاقتصاد الكلى، مثل أزمة التعريفات الجمركية التى انتشرت بسبب الحرب التجارية الأمريكية الصينية، والتداعيات المرتقبة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، أو ما يعرف بمشكلة بريكسيت، مما أدى لانخفاض الصفقات العابرة للحدود.
ومع ذلك انتعشت الصفقات الضخمة داخلياً بفضل الأداء القوى لأسهم الشركات الكبرى وأسعار التمويل الرخيصة، مما جعلها قادرة على الاستحواذ على شركات أخرى، لدرجة أن العمليات التى تجاوزت 10 مليارات دولار زادت نسبتها من %8 فى 2018 إلى %43 هذا العام، لتسجل أفضل مستوى منذ 2015.
وتراجعت الصفقات فى الأسواق الرئيسية بأوروبا، ومنها بريطانيا وألمانيا وفرنسا بسبب الشكوك فى البريكسيت، وتباطؤ النمو، والتوترات الاجتماعية، كما أكد باير لويجى كوليتزى، رئيس قسم الدمج والاستحواذ لمناطق أوروبا والشرق الأوسط فى بنك باركليز البريطانى.
وهبط نشاط الدمج والاستحواذ فى بريطانيا أكبر سوق للصفقات فى أوروبا، بنسبة %4 العام الماضى لتنخفض إلى 220.6 مليار دولار، رغم أن العام الماضى شهد أغلبه جدلًا سياسيًّا حول متى وكيف ستترك بريطانيا عضوية الاتحاد الأوروبى.
أما فى آسيا فتراجعت قيمة هذه الصفقات فى الصين %14 بسبب تباطؤ نموها الاقتصادى لتنخفض إلى 380 مليار دولار مع نهاية 2019، إلى جانب أن التوترات والمظاهرات السياسية فى هونج كونج أبعدت الشركات عن النشاط، بحسب سيروس كاباديا المدير التنفيذى لشركة لازارد للأسواق المالية.