صفحة جديدة للمشرق العربى إزاء الزمن الأميركي

صفحة جديدة للمشرق العربى إزاء الزمن الأميركي
شريف عطية

شريف عطية

10:55 ص, الأحد, 14 فبراير 21

وبحكم ارتباط «بوش الابن» بأوساط اليمين المسيحي، مقاربات لقراءة حرفية للكتاب المقدس بالمشاركة مع جناح حزب الليكود، اليمينى التوراتى، الذى تمرد رئيسه «نتنياهو» 2009.

فى إطار مواجهة التحديات المحيطة بالعالم العربى.. وسط تطورات حرجة- إقليمية ودولية- غير مسبوقة فى توقيتاتها، تعزز مصر مشاوراتها مع أعضاء منظومة «المشرق العربي»- العراق والأردن- فيما لا تستثنى مركزية العلاقات مع السعودية- كركيزتين إستراتيجيتين لاستقرار المنطقة، كما فى التنسيق المصرى مع السلطة الفلسطينية لتأمين جهد دولى مكثف بشأن القضية الفلسطينية.. التى تقع مسئولية تسويتها على مصر- حربًا أم سلمًا- منذ مؤتمر لندن بشأنها فى العام 1939.. مرورًا بجولات من التصادم العسكرى حتى منتصف سبعينيات القرن الماضى، قبل أن تنحو مصر لأسبابها إلى السلام مع إسرائيل 1979ليلحقها العرب خلال العقدين التاليين (مؤتمرا قمة فاس وعمان- اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل- المؤتمر الدولى فى مدريد- اتفاقيتا «أوسلو» و»وادى عربة»)، حيث احتكرت خلالها الولايات المتحدة دور الوسيط طوال ربع قرن من 1974 حتى 2000برزت عندئذ متاعب جديدة فى المشرق العربى، بالتوازى مع تغيرات جذرية للزمن الأميركى، سواء مع الدخول العربى عصر السماوات المفتوحة.. ما عاد بالسخرية على الميديا الرسمية، كما فى انخراط المشرق العربى مجددًا فى دورة أخرى من توترات شديدة إزاء عملية السلام.. أدت إلى انتفاضة ثانية (الأقصى) اتسمت بالاستخدام المفرط للقوة، أو سواء من حيث تطور التوابع الأميركية المترتبة عن انفجارات نيويورك وواشنطن سبتمبر 2001 التى أدت إلى غزو كل من أفغانستان ثم العراق، ما استثارت حركة شعبية جديدة على جميع مستويات المجتمعات العربية، ذلك فيما انتقلت إدارة «بوش الابن» إلى سياسة داخلية وخارجية فى إطار الحرب على الإرهاب، وإلى إشاعتها الدمقرطة العلنية المفروضة من الخارج تجمع بين القوى المحافظة للإسلام السياسى مع العناصر الديمقراطية بالفعل، وعلى النحو المشهود فى موجات الربيع العربى منذ 2011تلبية لتطلعات الملايين من الشباب العاطلين.. كما لمحاولة الإشباع الليبرالى لمن نشأوا فى مناخ دينى جذرى يفتقد آفاق المؤهلات الحقيقية، أو سواء لما بات واضحًا تمامًا من جانب ثالث للشبان الفلسطينيين عن مصير الحمل الكاذب لاتفاقية «أوسلو» فى إنجاب جنين مشوه لدولة لا تجسد كل المثل العليا التى ناضلوا فى سبيلها، إيذانًا بتغييب زمن «عرفات» الذى لم يعد له وجود، لكن ليس قبل أن يغرس الحزب الجمهورى (المحافظين الجدد)، وبحكم ارتباط «بوش الابن» بأوساط اليمين المسيحي، مقاربات لقراءة حرفية للكتاب المقدس بالمشاركة مع جناح حزب الليكود، اليمينى التوراتى، الذى تمرد رئيسه «نتنياهو» 2009 عبر سياسة غير مسبوقة للدولة العبرية فى مواجهة الرئيس الأميركى «أوباما» ومبادراته المتعددة لتسوية المسألة الفلسطينية 2009 – 2017 وبتشجيع صريح من اليمين الأميركى الشعبوى، وبلغة بذيئة لم يسبق توجيهها إلى أى رئيس أميركى من قبل، إيذانًا بوصول «ترامب» إلى البيت الأبيض 2017 -2021 الذى لم يسبق لمثله من الرؤساء الأميركيين أن أهدى لنظيره من اليمين الشعبوى الإسرائيلى أو لغيره هكذا هدايا سياسية مجانية على حساب الحقوق العربية، ذلك قبل أن يفوز اليسار الديمقراطى بالرئاسة الأميركية التى تبث رسائل تورى بانقضاء عهد «تقديم الهدايا» الأميركية (القدس- الجولان- ضم الأراضى المحتلة.. إلخ) لمساندة «نتنياهو» فى معاركه الانتخابية، ربما فى عودة من إدارة «بايدن» لما كانت عليه سياسة سلفه الأسبق و»أوباما» حين جعل من حل النزاع الفلسطينى- الإسرائيلى أحد أولوياته السياسية منذ 2009، وذلك فى التزام واضح من الرئيسين الديمقراطيين الأسبق واللاحق بـ»حل الدولتين»، ما يعنى وجود تغيير فى واشنطن إزاء المسألة الفلسطينية، من المتعين على إسرائيل استيعابها، كما على المنظومة العربية البناء عليها وهى بصدد الانفتاح على صفحة جديدة للمشرق العربى إزاء الزمن الأميركى.