شهدت مؤشرات البورصة المصرية ارتفاعات جماعية قوية في مستهل تعاملات جلسة اليوم الإثنين مدعومة بإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، مبادرة لدعم سوق المال بقيمة 20 مليار جنيه.
وبمرور 10 دقائق فقط من التداولات، صعد مؤشر “egx30” الرئيسي بنسبة 6% ليصل إلى مستوى 10276 نقطة، ومؤشر “egx70” للأسهم الصغيرة والمتوسطة 2.53% ليسجل 891 نقطة ومؤشر “egx100” الأوسع نطاقا بنسبة 4% ليصل إلى مستوى 1009 نقطة.
وأكد خبراء السوق أن مبادرة رئيس الجمهورية بتخصيص 20 مليار جنيه من البنك المركزى لدعم البورصة والتى أعلن عنها أمس تعزز رحلة التعافى، شريطة استغلال تلك الأموال بطريقة احترافية، متوقعين فى الوقت ذاته استمرار التحركات الإيجابية على المدى القريب.
وسجلت السوق تعاملات قوية أمس للجلسة الثانية على التوالى، مدعومة بمشتريات المؤسسات المصرية عقب إعلان البنك الأهلى وبنك مصر استثمار 3 مليارات جنيه فى سوق الأسهم.
قال أحمد أبو السعد، العضو المنتدب لشركة أزيموت مصر لإدارة الأصول، إن إعلان السيسى تخصيص 20 مليار جنيه من البنك المركزى لدعم البورصة، يساهم فى تعزيز رحلة صعودها شريطة استثمار الأموال وضخها بشكل احترافى.
ووصف أبو السعد صعود السوق فى جلسة الإثنين بأنه غير صحى، وجاء مدعومًا بشراء المؤسسات لأسهم بعينها، مؤكدًا أن ذلك يحفز لدخول البائع مجددا، ما يجب تلافيه فى مبادرة الرئيس الجديدة.
قال إن مبادرة البنك المركزى الجديدة لا يجب اعتبارها فى إطار الدعم فقط ويستوجب النظر إليها كاستثمار يهدف للربح، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى انعكاس اتجاه السوق بتلك الطريقة أمر غير صحى.
ونصح أبو السعد المستثمر بدراسة الأسهم جيدًا قبل الشراء، مع وضع أسوأ السيناريوهات أو التوقعات فى الحسبان كاحتمالات واردة التحقق.
وقال عادل عبدالفتاح، رئيس مجلس إدارة شركة ثمار لتداول الأوراق المالية، إن 20 مليار جنيه رقم ضخم من شأنه التأثير بقوة على تحركات السوق.
وأشار إلى أن السوق صعدت خلال جلستى الخميس الإثنين مع إعلان بنك مصر والأهلى استثمار 3 مليارات جنيه فى شراء الأسهم فقط.
ورجح عبدالفتاح أن تدعم المبادرة الرئاسية عودة ثقة المستثمرين فى سوق المال، لافتا إلى أن دخول تلك الأموال يشكل استفادة للبورصة بشكل عام، والدولة بشكل خاص، ويتم توجيهها لشراء أسهم بأسعار زهيدة، وتحمل فرصاً قوية لتحقيق العديد من المكاسب.
وأشار إلى أن صعود مؤشر السوق الرئيسى 03XGE بنسبة 6% تقريباً فى جلسة الإثنين يعكس حالة من التفاؤل لاسيما مع تراجع معدلات الإصابات اليومية الجديدة بفيروس كورونا.
وقال إنه حال استمرار انخفاض حالات الإصابات اليومية بكورونا فإن البورصة تكون مرشحة للصعود على الأجل القصير والمتوسط، ليتجه مؤشرها الرئيسى صوب 11000 نقطة مجددا.
ونصح عبدالفتاح المستثمر بالتحفظ فى اتخاذ القرار والاحتفاظ بجزء من السيولة ضمن المحافظ الاستثمارية، وتحويل الاستثمارات من أسهم المضاربات وأسهم القطاعات الأكثر عرضة للمخاطرة تجاه القوية ماليًا، التى من المرجح أن ترتد بقوة عقب زوال الأسباب الاستثنائية التى دفعتها للهبوط بعنف.
ومن جهته قال ريمون نبيل، عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إن ارتفاع سهم البنك التجارى الدولى CIB أمس بنسبة %4.62 -وهو الأكبر وزنًا بالمؤشر- ساهم فى صعود المؤشر الرئيسى EGX30 بنحو 545 نقطة، لافتًا إلى أن المؤشر لم ينته من تكوين قاع حتى الآن، ما يشير إلى أن الصعود الراهن يأتى فى إطار ارتداد تصحيحى بعد الانهيار القوى تحت وطأة تخوفات انتشار فيروس كورونا.
اعتبر نبيل مبادرة الرئيس السيسى بمثابة خبر جوهرى لتحريك المياه الراكدة فى السوق، وبصفة خاصة لأسهم البنوك والأوراق المالية التابعة لقطاع الأعمال العام والقطاع الصناعى، التى يرى أنها تدخل فى قائمة أولويات الأموال الجديدة التى تضخ فى السوق.