صعدت أسعار الذهب بأكثر من 1.7% خلال الأسبوع الماضي للمرة الثالثة خلال أربعة أسابيع ليقترب من 1960 دولارًا للأوقية في التعاملات الآجلة ببورصة كوميكس الأمريكية لعدم إحراز تقدم ملموس في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى سعر المعدِن الأصفر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا وسط الأزمات رغم ارتفاع عوائد السندات في الولايات المتحدة؛ على خلفية المخاوف من إجراءات تشديد السياسة النقدية التي أثّرت على جاذبية السبائك.
واستقرت أسعار الذهب بالمعاملات الفورية في ختام نهاية الأسبوع عند مستوى 1958.3 دولار للأوقية، و1958.8 دولار للأوقية بالأسعار الآجلة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن أسعار الذهب لم تتغير يوم الثلاثاء الماضي مع ارتفاع عوائد السندات الأميركية لأعلى مستوياتها بعدة سنوات.
وزادت عوائد السندات الأمريكية في أعقاب اتخاذ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي موقفًا حاسمًا تجاه التضخم مع تفاقم الحرب الروسية الأوكرانية.
ارتفاع أسعار الذهب لتفاقم الحرب الروسية
وأدى تصاعد الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا منذ أكثر من شهر، الطلب على الذهب الذي يعتبر من الملاذات الآمنة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الأوكرانيين يحتاجون لتحقيق السلام ووقف القصف الروسي الذي أجبر الملايين على الفرار لدول كبولندا.
وتشكك الأسواق في خطة البنك المركزي الأمريكى لضمان انتعاش الاقتصاد مع رفعه أسعار الفائدة لاحتواء التضخم وخفض أسعار الذهب.
ورفع الفيدرالي الأميركي تكاليف الاقتراض 25 نقطة أساس في 16 مارس، واتخاذ نهج متشدد بالسياسة النقدية لمحاربة التضخم المتزايد.
وأشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، إلى أن البنك المركزي سيرفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع عند الضرورة.
وقفزت عائدات السندات الأميركية ذات الأجل عشر سنوات، متجاوزة 2.3% لأول مرة منذ مايو قبل عام الوباء وسيرفع الفائدة أيضًا.
ويتجه مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى لرفع الفائدة عدة مرات، إذا تطلّب الأمر الحد من التضخم الذي ارتفع لمستويات عالية جدًّا.
وقال خبراء الأسواق إن التحركات القوية في سوق السندات الأميركية تشير بشكل متزايد إلى ركود وشيك لترتفع مكاسب .
وتباطأت وتيرة تراجع أسعار الذهب لتصريحات أوكرانيا بأنها لن تذعن لإنذارات روسيا التي طالبتها بوقف الدفاع عن مدينة ماريوبول المحاصَرة.
وارتفعت أسعار الذهب، 21 مارس، مدعومة بالإقبال على الملاذ الآمن بالوقت الذي لم تظهر فيه أية علامات لتراجع الأزمة الأوكرانية.
ولم تساعد خطة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي برفع الفائدة وتطبيق إجراءات جريئة لمكافحة التضخم إلى الحد من مكاسب المعدِن النفيس.
وكانت أسعار الذهب قد خسرت 3.5% لتتكبد أكبر انخفاض أسبوعي منذ ما يقرب من أربعة أشهر لتراجع الطلب على المعدِن الأصفر.
وتراجعت أسعار المعدن النفيس لانحسار الآمال في إحراز تقدم بمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا وتداعيات رفع أسعار الفائدة الأميركية.