صعوبات بالجملة تواجه إنشاء فيس بوك مصرى

محمد سعيد: “الانتشار العالمى” و”التنوع الثقافى” مقومات نجاحها
هشام عبدالغفار: الموقع العالمى يهدد مستقبل صحف نيويورك تايمز وفاينشال 
تامر عبدالنعيم: تبنى الفكرة أمر يحتاج دراسة.. و”وى شات” و”كيو كيو” نماذج ناجحة 
رئيس شركة: الصين نموذج استثنائى يصعب تكراره 

محمود جمال

تواجه فكرة إنشاء “فيس بوك” مصرى جملة مشكلات، منها ضعف شبكة البنية التحتية للاتصالات، وغياب محتوى عربى ملائم قابل للنشر، علاوة على تبنى الحكومة للفكرة. 

وقال عدد من خبراء القطاع، إنه من الأجدى توجيه الاستثمارات الضخمة التى يحتاجها المشروع إلى مجالات أخرى، منها تطوير شبكة البنية الأرضية، وإطلاق تراخيص الجيل الخامس للاتصالات 5G، لمواكبة التطورات العالمية. 

كان المهندس ياسر القاضى، وزير الاتصالات، قد أعلن فى تصريحات صحفية، الأسبوع الماضى على هامش توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة العدل، أن مصر لديها شباب مبدع قادر على عمل تطبيقات ذات جودة عالمية على غرار فيسبوك، وأن المبادرة الرئاسية “رواد تكنولوجيا المستقبل”، سيكون لها دور فى بناء القدرات، وخلق شباب مبدع قادر على ابتكار تطبيقات تكنولوجية متقدمة. 

يرى محمد سعيد، رئيس شعبة البرمجيات بجمعية اتصال لتكنولوجيا المعلومات، أن قوة تطبيقات التواصل الاجتماعى تنبع من الانتشار العالمى والتنوع الثقافى والعلمى والفنى والأدبى، فكلما كانت الشبكة ذات نطاق كبير أصبحت ذات قيمة مضافة.

وقال إن قوة “فيس بوك” على سبيل المثال، تأتى من ارتباطه بمجموعة من التطبيقات الأخرى التى استحوذعليها خلال الأعوام الماضية،منها “واتس آب” و”إنستجرام”، مؤكدا أن السوق المصرية تمتلك كفاءات فنية قادرة على تطوير منصات اجتماعية ذات أهداف محددة، سواء كانت خيرية أو اجتماعية. 
كما أكد أن الصين لديها فعليا شبكات اجتماعية خاصة بها، إلا أن ظروفها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تختلف عن السوق المصرية، كما أن عدد السكان الضخم يعوض انعزالها عن باقى دول العالم.

وأوضح الدكتور هشام عبد الغفار، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن مصر مازالت تفتقر إلى وجود بنية تحتية قوية ومتطورة، قادرة على إنشاء داتا سنتر يتحمل ملايين المشتركين، من مواقع التواصل الاجتماعى، ومن الأفضل توجيه تلك الاستثمارات الضخمة فى تحسين كفاءة شبكة الاتصالات الأرضية، وإطلاق تراخيص الاتصالات الجديدة، وعلى رأسها خدمات الجيل الخامس للاتصالات 5G.

ولفت إلى أنه يوجد 55 مليون مشترك مصرى على موقع “فيس بوك ” حاليا، وسنواجه صعوبة أخرى تتمثل فى تطوير محتوى ملائم للشبكة بعكس “فيس بوك”، الذى يشمل محتوى من 170 دولة، بجميع اللغات المعروفة. 

وأضاف أن التطورات التكنولوجية المتلاحقة جعلت “فيس بوك”مهددا لمحتوى العديد من الصحف والمجلات العالمية، مثل نيويورك تايمز، وفاينشال تايمز.

وقال تامر عبدالنعيم، رئيس شركة الخليج للحلول التقنية، إن تبنى الحكومة مشروع إنشاء فيس بوك مصرى، وإعلان الفكرة دون إجراء دراسات تفصيلية، تحدد حجم الميزانية المطلوبة للتمويل على مدار 10 سنوات، من أجل الوصول إلى 10 ملايين مشترك كمرحلة أولى، أمر بحاجة إلى إعادة نظر.
وأشار إلى أن تدشين شبكة اجتماعية محلية، يحتاج إلى مجموعة مقومات، أهمها توافر بنية تحتية قوية، وضمان حرية تداول البيانات والمعلومات بدون رقابة حكومية، إلى جانب إعداد تصميم مناسب للبيئة المصرية، من خلال إنشاء صفحات للربط بين سكان المنطقة الواحدة، على غرار التجارب الناجحة لجروبات “ائتلاف سكان التجمع الخامس”، و”ائتلاف سكان المعادى”. 

وتابع أن هناك ضرورة لتسويق الفكرة نفسها بين أوساط الشباب على “فيس بوك”، بحيث يقوم المستخدمين بنقل بروفايلاتهم الشخصية إليها عند تسجيل الإعجاب “LIKE” أو “JOIN”.

واستشهد بنجاح التجربة الصينية،التى طورت محرك بحث “بايدو” مشابه لجوجل، بالإضافة تطبيقى “الوى شات” و”كيو كيو”، كبديل عن الفيس بوك، معتبرا أن الأخير يمثل حل كومبو – على حد تعبيره،لاحتوائه على إيميلات المستخدمين، وجميع البيانات المرتبطة بالاهتمامات الشخصية،كما يقدم خدمة التراسل الفورى بين المستخدمين من خلال موقع إلكترونى، وتطبيق على هواتف “الآندرويد” و”الأيفون”.

وأشار رئيس شركة تكنولوجيا – رفض ذكر اسمه – إلى أن بناء منصة تحاكى فيسبوك ليس أمرا سهلا، وتكلفتها كبيرة للغاية،لافتا إلى أن الصين نموذج استثنائى يصعب تكراره فى حجب مواقع التواصل الاجتماعى، وتطوير تطبيقات خاصة على غرار “وى شات”بسبب الكثافة السكانية المرتفعة، والتى تمثل ثلث سكان العالم تقريبا.