صانعة الرقائق «برودكوم» توافق على شراء «في إم وير» نظير 61 مليار دولار

واحدة من أكبر الصفقات التكنولوجية على الإطلاق

صانعة الرقائق «برودكوم» توافق على شراء «في إم وير» نظير 61 مليار دولار
أيمن عزام

أيمن عزام

12:16 ص, الجمعة, 27 مايو 22

وافقت “برودكوم” على شراء شركة الحوسبة السحابية “في إم وير” مقابل 61 مليار دولار في واحدة من أكبر الصفقات التكنولوجية على الإطلاق، والتي من شأنها تحويل صانعة الرقائق لقوة أكبر في مجال البرمجيات.

يمكن لمساهمي “في إم وير” الاختيار بين تلقي 142.50 دولار نقداً للسهم، أو 0.2520 سهم في “برودكوم” مقابل كل سهم في شركة “في إم وير”، وفق بيان صدر يوم الخميس.

أكبر صفقة استحواذ لشركة تصنيع رقائق

ويمثل العرض علاوة تناهز 44% على سعر إغلاق “في إم وير” يوم 20 مايو، وهو آخر يوم تداول قبل إعلان “بلومبرج نيوز” عن محادثات استحواذ محتملة.

وتعتبر الصفقة أكبر عملية استحواذ على الإطلاق لشركة تصنيع رقائق، وهي امتداد لنوبة من نشاط الاستحواذ من قبل الرئيس التنفيذي لشركة “برودكوم”، هوك تان، الذي بنى واحدة من أكبر الشركات وأكثرها تنوعاً في هذا القطاع.

وتدعم “في إم وير” منتجات البرمجيات الخاصة بـ”برودكوم”، وتشكل تلك المنتجات جزءا أساسياً من استراتيجية تان في السنوات الماضية، والذي استحوذ على “سي إيه تكنولوجيز” لبرمجيات الشركات في عام 2018، وكذلك أعمال أمن المؤسسات لشركة “سيمانتك كورب” في 2019.

يحظى عرض “برودكوم” – الذي يأتي أثناء تراجع أسهم التكنولوجيا – بدعم المساهمين الرئيسيين في شركة “في إم وير”، مايكل ديل، و”سيلفر ليك”، ويتضمن العرض بنداً يعرف بـ”التسوق” الذي يسمح لـ” في إم وير” بالتماس عروضٍ منافسة.

انتعاش صفقات الاستحواذ

شركة “برودكوم” هي واحدة من الشركات الأعلى قيمة في صناعة الرقائق، وتبيع مكونات لكل شيء من “أيفون” إلى المعدات الصناعية، لكنها تشهد أكبر نمو لها من مراكز البيانات مراكز الخوادم الضخمة التي تدعم خدمات الحوسبة السحابية، ويساعدها توسيع أعمال البرمجيات على خدمة هذه السوق بشكل أكبر.

ويمثل الشراء إضافة إلى سلسلة من صفقات قطاع التكنولوجيا العالمي العام الجاري إذ وافقت “مايكروسوفت” في يناير على شراء ناشرة ألعاب الفيديو “أكتيفيجن بليزارد” مقابل 69 مليار دولار.

كما استحوذ تحالف مدعوم من “فيستا إكويتي بارتنرز” على شركة “سيتريكس سيستمز” لتصنيع البرمجيات مقابل 13 مليار دولار.

وأعلن إيلون ماسك عن صفقة شراء “تويتر” بقيمة 44 مليار دولارفي أبريل، بينما كانت أكبر صفقة سابقة تضمنت صانعة رقائق هي استحواذ “إيه إم دي” على “زيلينكس” بقيمة 34.1 مليار دولار.

وأبلغ تان المستثمرين في مارس أنه سينطلق في رحلة اصطياد صفقات، قائلاً في ذلك الوقت إن الشركة لديها القدرة على اقتناص استحواذ “كبير الحجم”، ونقلت “بلومبرج نيوز” للمرة الأولى في 22 مايو أن المفاوضات مع “في إم وير” جارية، وأن أسهم تلك الشركة ارتفعت بنسبة 25% في اليوم التالي.

خفض النفقات

كان خفض النفقات جزءاً أساسياً من استراتيجية تان عندما يشتري الشركات، وخفضت “برودكوم” قاعدة التكلفة في “سي إيه” وأعمال “سيمانتك” بنسبة 60% إلى 70%، وفق شركة الاستشارات “سانفورد سي بيرنستاين”.

قال تان في بيان: “بناءً على سجلنا الحافل من عمليات الاندماج والاستحواذ الناجحة، تجمع هذه الصفقة بين أعمالنا الرائدة في أشباه الموصلات وبرمجيات البنية التحتية وبين رائدة مبدعة ومبتكرة في مجال برمجيات المؤسسات”.

تلقت “برودكوم” من تحالف بنكي تعهدات بقيمة 32 مليار دولار في تمويل ديون ملتزم به بالكامل للمساعدة في تمويل الصفقة المتوقع أن تُستكمل في السنة المالية 2023 لـ”برودكوم”.

سابقاً، كانت “برودكوم” تجري محادثات لشراء “إس إيه إس انستيتيوت”، وهي شركة برمجيات محدودة الملاك تتراوح قيمتها بين 15 و20 مليار دولار، لكن انتهت تلك المناقشات العام الماضي دون اتفاق.

فشلت محاولات الاستحواذ الأكثر طموحاً من “برودكوم” أيضاً في المضي قدماً، إذ حاولت الشركة شراء “كوالكوم” المنافسة، لكنها اضطرت للانسحاب من الصفقة في 2018 بعد مقاومة من حكومة ترمب، وكان المقر الرئيسي لشركة “برودكوم” في سنغافورة يمثل مشكلة بالنسبة للمنظمين في ذلك الوقت، ولكن الشركة غيرت محل إقامتها منذ ذلك الحين إلى الولايات المتحدة، ويقع مقرها الآن في سان خوسيه، بولاية كاليفورنيا، على بعد حوالي 20 ميلاً من المقر الرئيسي لشركة “في إم وير” في بالو ألتو.

وتأسست “في إم وير”، وهي شركة رائدة في سيليكون فالي، عام 1998، وهو نفس العام الذي تأسست به “غوغل”، واخترعت برنامج المحاكاة الافتراضية، والذي دمج التطبيقات وأعباء العمل على عدد أقل من أجهزة كمبيوتر الخادم، وسهّل الابتكار على الخوادم التعامل مع أكثر من برنامج واحد.

جوهرة التاج

كانت مثل هذه البرامج ذات قيمة عندما كانت الشركات تدير خوادمها الخاصة، ولكن عندما بدأت الشركات في الاعتماد بشكل أكبر على موفري الخدمات السحابية العمالقة، كان دور “في إم وير” أقل وضوحاً، وكافحت للحفاظ على النمو وأقامت في النهاية شراكة مع “أمازون دوت كوم”، أحد أكبر مزودي خدمات التخزين والحوسبة السحابية.

يقول أنجيلو زينو، المحلل في “سي إف آر إيه”: رغم التحديات، يمكن أن تصبح “في إم وير” جوهرة التاج لقسم برمجيات “برودكوم”.

وتغير مالكو “في إم وير” بالفعل من قبل، ففي عام 2004، استحوذت عليها شركة تكنولوجيا التخزين العملاقة “إيه إم سي كورب”، والتي باعت بعد ذلك جزءا من حصتها ضمن الطرح العام الأولي لشركة “في إم وير” بعد ثلاث سنوات، ثم انتقلت ملكيتها لشركة “ديل تكنولوجيز” عندما استحوذت على “إيه إم سي” في عام 2016.

انفصلت “في إم وير” عن “ديل” العام الماضي، لكن تظل هي و”سيلفر ليك”، شركة الملكية الخاصة، أكبر المستثمرين في شركة البرمجيات.

تقليل الاعتماد على الرقائق

ستساعد أعمال البرمجيات في تقليل اعتماد “برودكوم” على الرقائق، لكن غزواتها السابقة في هذه السوق لم يرحب بها المستثمرون دائماً، وجادل تان بأنه يبحث عن شركات “امتياز” وهي تلك التي تحتل مكانة قوية في السوق ويمكن أن تكون أكثر ربحية دون ضخ استثمارات ضخمة.

وتمتعت شركات تصنيع الرقائق مثل “برودكوم” بمبيعات مزدهرة في السنوات الماضية بفضل انتشار أشباه الموصلات في المزيد من المنتجات، إضافة إلى الحاجة إلى تكنولوجيا العمل من المنزل أثناء الوباء، لكن حذّر تان من أن فترات الازدهار ربما لن تدوم.

حتى بعد تقديم توقعات مبيعات وردية في مارس، قال تان إن صناعة أشباه الموصلات لن تكون قادرة على البقاء في مسارها الحالي، ويتوقع أن تتباطأ أعمال الرقائق إلى معدلات النمو المعتادة البالغة حوالي 5%.

قال في مؤتمر عبر الهاتف في ذلك الوقت: “إذا أخبرك أحد بخلاف ذلك، فلا تصدقه، لأن ذلك لم يحدث أبداً من قبل”، مضيفاً أن قادة القطاع الذين يزعمون أن صناعة أشباه الموصلات يمكن أن تنمو بالمعدل الحالي لفترة طويلة “يحلمون”.