أماني العزازي:
علمت «المال» من مصادر مطلعة أنه يجرى حاليا التنسيق بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والقوات المسلحة لفتح ميناء العريش بشكل كامل أمام حركة الملاحة البحرية تزامنًا مع بدء موسم تصدير الملح لأوروبا .
وأشارت المصادر إلى أن حركة الملاحة فى الميناء توقفت بشكل كامل مع بدء العمليات العسكرية كما تأخر مشروع تطوير الميناء الذى تتولاه شركة المقاولون العرب بإشراف الهيئة الهندسية منذ خمس سنوات .
وقالت إن الدكتور محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء التقى مؤخرا أصحاب شركات التصدير والتوكيلات الملاحية لحثهم على استئناف نشاطهم فى تصدير المواد الخام مؤكدا أن الهدف الرئيسى من فتح ميناء العريش البحرى هو دفع عجلة التنمية الاقتصادية بشمال سيناء، مطالبا بتعاون الجميع حتى يتحقق الهدف الرئيسى لفتح الميناء .
وأوضحت أن عودة الميناء للعمل بكامل طاقته سيتم على ثلاث مراحل تبدأ أولاهما بتصدير الملح والثانية بتصدير الرمل الزجاجى والأخيرة بالرخام، لافتة إلى أن الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة الاقتصادية أصدر تعليمات واضحة بأن يتم تشغيل أبناء سيناء من العمال وشركات المقاولات فى مشروعات التطوير المقرر استئنافها بعد توقفها لصعوبة الحركة على الطرق وبالتالى صعوبة نقل مواد البناء والخامات للمشروع .
وتحول ميناء العريش البحرى بصدور القرار رقم 221 لسنة 1996، من مجرد ميناء صيد الى ميناء تجارى قامت على آثره الهيئة العامة لموانئ بورسعيد بإعداد الميناء لاستقبال السفن التجارية .
ويحوى الميناء رصيفين، أحدهما بطول 242 مترًا يستخدم للسفن التجارية بغاطس 7 مترات والآخر بطول 122 مترا يستخدم للعائمات الصغيرة ولنشات الصيد بغاطس 4 مترات فضلاً عن ساحات تخزينية مغطاة بمساحة 2000 متر مربع وساحات غير مغطاة بمساحة 28000 متر مربع .
وبدأت أعمال تطويره منذ عام 2014، بصيانة وتكريك المسطح المائى وإطالة حاجز الأمواج الغربى وإنشاء حاجز أمواج شرقى وإنشاء رصيف بطول 250 مترا وبغاطس 13 مترا وذلك لاستقبال سفن بحمولة 135 ألف طن وذلك بتكلفة 173 مليون جنيه كمرحلة أولى .
وتتولى أعمال التطوير شركة المقاولون العرب وتشمل إنشاء حاجز أمواج بطول 750 مترًا وإنشاء رصيف ثالث جديد بطول 240 مترا مقابل لحاجز الأمواج .
من ناحيته رحب عبدالعظيم الريدى، أحد مصدرى الملح بقرار فتح ميناء العريش البحرى واستكمال أعمال تطويره، لافتا إلى أن ضعف الطاقة الاستيعابية للميناء يعوق المستثمرين ويكبدهم خسائر يومية ناتجة عن غرامات التـأخير فى تصدير الشحنات للعملاء بالخارج .
وقال إن تطوير الميناء من شأنه زيادة الصادرات المصرية وزيادة معدلات دخول السفن وتداول البضائع، فلا تزيد طاقته الحالية على 2،1 مليون، طن كما سيؤدى التطوير إلى زيادة عمليات الاستيراد والتصدير الى الدول العربية والأجنبية خاصة أن سيناء تحوى العديد من الخامات والثروات التعدينية .
وطالب فؤاد ثابت أحد مصدرى الملح بميناء العريش بمراجعة أسلوب منح حصص السولار المدعم للمصدرين واللازمة لتشغيل معدات استخراج ونقل الملح، لافتا إلى أنه منذ بدء العملية الشاملة بسيناء ويحصل المصدرون على مخصصاتهم بكوبونات من القوات المسلحة والتى تم تقليصلها إلى الربع ولم تعد كافية لتشغيل معدات الاستخراج والمعالجة ووسائل النقل، ما أثر بالسلب على حجم الكميات المصدرة .
وقال إن طلب المصدرين من الهيئة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس تخصيص جزء من رصيف محطة حاويات شرق بورسعيد لتداول الملح لم يجد ترحيبا بسبب إجراءات إدارية متعلقه بتغيير لائحة تأسيس شركة قناة السويس، المشغل الرئيسى للمحطة ما جعلنا نلجأ مؤقتا لميناء دمياط، الأمر الذى زاد المعاناة بسبب التكدس الذى تشهده أرصفة الميناء وكذلك دخوله عمليات تطوير .
فى سياق متصل قال عبدالعظيم الريدى، رئيس غرفة ملاحة دمياط وأحد كبار المصدرين عبر ميناء العريش، إن المصدرين يواجهون مشكلات كثيرة نتيجة الحظر المفروض على شمال سيناء وتقلص عدد ساعات العمل بالميناء إلى 12 ساعة، ما يؤدى إلى تكدس الرصيف بالسفن ومكوثها بالميناء عدة أيام وتكبد المصدرين غرامات أرضيات تتجاوز أحيانا 20 ألف دولار، وفقا لحمولة المركب رغم أن السلع المشحونة رخيصة الثمن، وهو ما يعنى استنزاف العملة الصعبة بلا فائدة .
وأكدت جيهان سالم، رئيس مجلس إدارة شركة multimin التى تعمل فى تصدير بضائع الصب الجاف، إن استكمال تطوير ميناء العريش أصبح أمرًا مهمًا خاصة مع الانتهاء من منظومة أنفاق السيارات بالإسماعيلية وبورسعيد والتى ستسهل من حركة النقل بين شمال سيناء وباقى محافظات الجمهورية وتساعد على تنمية سيناء .
وطالبت سالم الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بتعديل قرارات وزارة النقل 488 و800 التى رفعت إيجارات شون التخزين الخاصة بالسلع من 10 دولارات الى 16 دولارا، ولأن رصيف الميناء الحالى لا يستوعب سوى تشغيل سفينتين فيصبح قيام الشركات بتخزين السلع انتظارا لتحميلها على السفن المترددة على الميناء أمرا إجباريا .
فى سياق متصل تؤكد سامية زين الدين، رئيس مجلس ادارة النصر للملاحات، إن شركتها تملك ملاحتين بالاسكندرية والعريش الأولى يتم توجيه انتاجها لتغطية السوق المحلية، والثانية لأسواق أمريكا وكندا وأوروبا، موضحة أن مشكلات ميناء العريش تزايدت بصورة ملحوظة نتيجة حالة الحرب التى تعيشها شمال سيناء ومع تزايد الطلب على تصدير الملح فى موسم الشتاء تتفاقم المشكلة، وأن نقل الملح إلى ميناء غرب بورسعيد أو دمياط يزيد من تكلفة تشغيله ويرفع سعر تصديره.