يتم توزيع وجبات الإفطار المجانية في مصر عوضا عن “موائد الرحمن” التي كان يقيمها العديد من ميسوري الحال لتقديم موائد الإفطار الخيرية في رمضان.
“مائدة الرحمن – وجبتك جاهزة، خذها وتناول الإفطار في بيتك”، هكذا كتب على لافتة كبيرة بأحد شوارع حي دار السلام بالعاصمة المصرية القاهرة، لتشجيع الفقراء على القدوم وأخذ علب الطعام للإفطار خلال شهر رمضان.
وكان قد تم منع هذه الموائد مؤخرا من قبل الحكومة التي أوقفت كافة أشكال التجمعات لمنع انتشار مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19).
موائد الإفطار الخيرية تتحول لوجبات جاهزة
وقال الحاج سيد عبدالرحمن، وهو مقاول يبلغ من العمر 55 عاما، “أقيم موائد الرحمن الرمضانية سنويا منذ 17 عاما، ولكننا استبدلناها هذا العام بوجبات إفطار جاهزة للحفاظ على العمل الخيري والامتثال للإجراءات الحكومية الاحترازية في نفس الوقت”.
ويستعين عبدالرحمن بطهاة محترفين لإعداد كميات كبيرة من الطعام يوميا تتراوح بين 80 إلى 100 كيلو جرام من اللحم وحوالي 100 كيلو جرام من الأرز وكميات مماثلة من الخضار، لتوزيع مئات الوجبات كل يوم خلال شهر رمضان.
مصر مليئة بأهل الخير
وأضاف عبدالرحمن لوكالة أنباء ((شينخوا))، “مصر مليئة بالناس الخيرين، وعلينا جميعا أن نتكاتف وندعم بعضنا البعض وندعم بلدنا في أوقات الأزمات”، مؤكدا أنه سيواصل مساعدة أهالي منطقته حتى تنتهي أزمة فيروس كورونا.
وفي حي المعادي جنوب القاهرة، قام رجل أعمال مصري بعمل مماثل، حيث استبدل موائد الرحمن التي ظل يقيمها لحوالي 20 عاما بوجبات الإفطار الجاهزة.
وقال سامي محمد، 52 عاما، “بعد حظر موائد الرحمن هذا العام، فضلت أن أقوم بتجهيز الوجبات كما أفعل كل عام، لكني هذه المرة أقدمها لضيوفي ليأخذوها ويتناولوها في منازلهم أو أماكن عملهم”.
أنواع مختلفة من الطعام
وكان عشرات الأشخاص يتناولون الإفطار سويا في مائدة كبيرة أمام منزله كل عام، حيث يستمتعون بأنواع مختلفة من الطعام والمشروبات والحلويات.
وقال رجل الأعمال المصري لوكالة (شينخوا)، “معظمهم ضيوفي من المحتاجين، لذلك لا يمكنني التخلي عنهم خلال هذا الشهر المبارك”.
ويقوم محمد بتوزيع ثلاثة أحجام مختلفة من علب الوجبات، العلبة الصغيرة التي تكفي لشخص واحد، والمتوسطة لشخصين، والكبيرة لثلاثة أو أربعة أشخاص، “ويمكن للأسرة الكبيرة أن تأخذ أكثر من علبة”.
عمال اليومية من رواد موائد الإفطار الخيرية
ومعظم الفقراء الذين يأتون ويأخذون وجبات الإفطار المجانية هم من رواد موائد الرحمن الرمضانية التي تم إلغاؤها هذا العام، ومنهم عمال اليومية.
وجاء أحمد نصار، وهو عامل بناء يبلغ من العمر 41 عاما، إلى منزل رجل الأعمال للحصول على وجبة الإفطار المجانية له ولأسرته، فقد اعتاد أن يأتي بصحبة زوجته وأولاده إلى مائدة الرحمن التي كانت تقام في نفس المكان لسنوات.
وقال نصار، “لدي خمسة أطفال أكبرهم يبلغ من العمر 14 عاما، وهذه الوجبات المجانية تساعدني كثيرا في إعالة أسرتي خلال شهر رمضان بعد أن توقفت عن العمل بسبب انتشار فيروس كورونا”.
منظمات المجتمع المدني تدعم الفقراء
ولا تقتصر الأعمال الخيرية على الأثرياء خلال شهر رمضان، ولكن بعض منظمات المجتمع المدني تقوم أيضا بدورها في دعم الفقراء خلال هذا الشهر الكريم.
وتعد مؤسسة “لبلدنا” للتنمية والخدمات الاجتماعية إحدى هذه المنظمات، حيث تأسست في عام 2006 من قبل الدكتورة نوال الدجوي، مؤسسة جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، بمحافظة الجيزة جنوب غرب القاهرة.
وعلى مدار 14 عاما ظل المتطوعون في مؤسسة “لبلدنا”، وهم معظمهم من طلاب أو خريجي جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، يعملون في تجهيز وتعبئة وجبات الإفطار المجانية في رمضان بمنطقة المطاعم بالجامعة لتوزيعها على الفقراء في الأماكن المجاورة أو التعاون مع الجمعيات الأخرى لتوزيعها.
وقال سيف هاشم، مدير الموارد البشرية بمؤسسة “لبلدنا”، “كلنا هنا متطوعون ولا نتقاضى أجرا على الإطلاق”.
وأضاف الشاب المصري لـ ((شينخوا)) أثناء إعداده للوجبات بكافتيريا الجامعة، “هذا العام نقوم بتوزيع 30 ألف شنطة طعام و30 ألف وجبة إفطار على المحتاجين خلال شهر رمضان”.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.