شينخوا : لأول مرة .. المرأة المصرية تجلس على منصة القضاء بمجلس الدولة

جلست المرأة المصرية، أمس السبت، على منصة القضاء في مجلس الدولة في مصر، لأول مرة في تاريخ المجلس، حيث كان الأمر حكرا على القضاة الرجال فقط.

وذكرت قناة (النيل) الحكومية، أن مجلس الدولة بدأ اليوم، ولأول مرة منذ تأسيسه، في تجليس جميع القاضيات على منصة القضاء مع زملائهن من القضاة، بحيث تحضر القاضية ضمن تشكيل المحكمة كمفوض دولة على مستوى الجمهورية.

ويعد مجلس الدولة أحد أعمدة السلطة القضائية في مصر، وأنشئ العام 1946 على غرار مجلس الدولة الفرنسي، ويختص دون غيره بالفصل في المنازعات الإدارية، والدعاوى والطعون التأديبية، ومراجعة وصياغة مشروعات القوانين ومشروعات العقود التي تكون الدولة أو إحدى الهيئات العامة طرفا فيها.

وجاء جلوس القاضيات على منصة القضاة بمجلس الدولة تنفيذا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الصادر في الثالث من أكتوبر 2021 بتعيين 98 قاضية في مجلس الدولة.

تعيين المرأة المصرية قاضية

وقال المستشار محمد محمود حسام الدين رئيس المجلس، إنه تنفيذا لقرار الرئيس السيسي، فقد تم توزيع القاضيات للعمل في الدوائر المختلفة لهيئة مفوضي الدولة، حيث قمن بدراسة القضايا وإعداد تقارير بالرأي القانوني فيها وشاركن زملاءهن من القضاة في الإنجاز المتميز الذي يتم حاليا بالمجلس.

وأضاف حسام الدين أن جميع القاضيات اجتزن دورة تدريبية مكثفة لاكتساب التقاليد القضائية ومهارات العمل القضائي ودراسة ملفات القضايا وإدارة الجلسات.

    وأشار إلى أنه تأكد من كفاءة وتميز القاضيات وسرعة الاندماج في الهيئة القضائية لمجلس الدولة، كما أثبتت المتابعة المقدمة عنهن الدقة في بحث القضايا وإعداد التقارير القانونية فيها والمشاركة في المداولة والتعاون مع الزملاء والرؤساء.

    من جهته، اعتبر المستشار طه كرسوع الأمين العام لمجلس الدولة أن السبت “يوم تاريخي، حيث بدأت القاضيات في الجلوس على منصات مجلس الدولة والمشاركة في تحقيق العدالة الإدارية وتأدية رسالة العدالة المنوطة بالقضاة”.

    وأضاف كرسوع “نحن في عصر الجمهورية الجمهورية، والأمل (في تعيين المرأة كقاضية) تحقق، والقاضيات جلسن على منصة القضاء لتحقيق العدالة الإدارية، ونحن مهتمون بأن تكون مشاركتهن إيجابية وفعالة ومستمرة”.

    وتابع أن “اليوم اكتملت حلقة الاندماج (في مجلس الدولة) بجلوس القاضيات على منصة القضاء، وهم يشاركونا في العمل الآن على قدم المساواة”.

    ومن بين القاضيات اللاتي جلسن اليوم على منصة القضاء بالمجلس القاضية رضوى حلمي.

مسؤولية كبيرة

    وقالت حلمي، في تصريحات صحفية، “ينتابني شعور بالفخر الشديد كوني إحدى القاضيات اللاتي حظين بشرف التعيين في مجلس الدولة، وهذه خطوة مهمة ومسؤولية كبيرة”.

    وشددت على أن “تعيين المرأة قاضية في مجلس الدولة خطوة كبيرة جدا كنا ننتظرها بفارغ الصبر، ووضع طبيعي بعد ذلك أن تجلس على المنصة”.

    وأردفت “لا يسعني سوى توجيه الشكر لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي على تمكين المرأة بالجلوس على منصة القضاء بمجلس الدولة، والشكر للمستشار محمد محمود حسام الدين رئيس مجلس الدولة على الدعم الفني والمعنوي الكبير جدا الذي قدم لنا”.

    ووجهت حلمي، رسالة للفتيات قائلة “لا تفقدن الأمل، وطورن أنفسكن، وفي وقت ما ستجدن أنفسكن في المكان الذي تستحقوهن”، مشيرة إلى أن جميع القاضيات المعينات في مجلس الدولة حاصلات على درجة الماجستير في القانون.

    وأوضحت أن القاضيات حصلن على دورات تدريبية مكثفة عن طريق مجلس الدراسات بمجلس الدولة و”هذه الدورات كان لها دور مهم جدا حيث أثقلتنا فنيا بشكل كبير جدا، وأهلتنا نفسيا بصورة كبيرة، ونحن كنا نحتاج لهذا التأهيل النفسي”.

    من جانبها، علقت الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة على الحدث قائلة “صعدت المرأة المصرية على منصة مجلس الدولة بعد 72 عاما”.

    واعتبرت، في بيان على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) أن هذا “حق من حقوق المرأة فى عصرها الذهبي..  و5 مارس 2022 يوم سيذكره التاريخ”.

    وأكدت أنها فى “قمة السعادة والفخر بأن تشهد لحظة جلوس هؤلاء القاضيات على منصة القضاء بمجلس الدولة.. إنه يوم تاريخى جديد فى حياة المرأة المصرية”.

    وأوضحت أن “تحقيق هذا الحلم لم يكن يحدث دون وجود ارادة سياسية داعمة ومؤمنة بأن تمكين المرأة المصرية هو واجب وطني”.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.