كتب الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخرا، رسالة ردا على ممثلي الفنانين العرب المشهورين الذين شاركوا في زيارة “ملتقى فناني طريق الحرير” للصين، وشجعهم على إبداع المزيد من الأعمال الفنية التي تعكس الصداقة بين الصين والعرب، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز الصداقة بين شعوبهم.
وقال بعض الفنانين العرب لوكالة أنباء (شينخوا) إنهم أُلهموا بشدة برد شي، وتعهدوا بتعزيز التبادلات بين الثقافتين الصينية والعربية.
وأكد الفنان المصري إبراهيم الدسوقي فهمي أن “لديه شعور قوي بالفخر والبهجة” عندما علم بمحتويات الرسالة.
وانضم فهمي، الذي درّس الفن في جامعة القاهرة من عام 1992 إلى عام 1997، إلى حوالي 50 فنانا عربيا مشهورا لكتابة الرسالة إلى شي مؤخرا.
وقال إن كلمات الرئيس شي أثرت في قلبي، وخاصة تأكيده على الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والفن في تعزيز التفاهم وتعزيز التعلم المتبادل بين الصين والدول العربية.
وقال شي في الرسالة إن الثقافة يمكن أن تربط القلوب، ويمكن للفن أن يربط بين العالم.
كما أشار إلى أنه منذ افتتاح طريق الحرير القديم إلى تعاون الحزام والطريق، امتدت التبادلات بين الحضارتين الصينية والعربية عبر آلاف السنين مع تقدير متبادل وكتابة إرث تاريخي للتعلم المتبادل.
وقال الفنان المصري أحمد نوار، وهو أحد المشاركين في كتابة الرسالة إلى شي، إنه سعيد للغاية عندما تلقوا الرد من الرئيس الصيني.
وفي حديثه عن سبب رغبته في كتابة الرسالة إلى شي، قال نوار، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان المصرية، إنه شعر أن من واجبه التعبير عن مشاعر الفنانين إزاء التقدم الذي رأوه في الصين في جميع المجالات وخاصة المجالات الفنية والثقافية والحضارية.
وفي معرض وصفه للرحلات بأنها ملهمة في جميع المجالات بما في ذلك الإنسانية والثقافية والفنية، قال نوار إنه يريد أيضا تعزيز الحوار بين الحضارتين العربية والصينية وتعزيز التبادل الفني والثقافي بينهما.
وبعد علمه بأن شي قد رد على الفنانين العرب، قرر الفنان الجزائري جمعي رشيد (76 عاما)، الذي انضم إلى مجموعة من الفنانين العرب في رحلة إلى الصين في عام 2012 وحضر بينالي بكين الدولي للفنون عام 2019، طباعة الرسالة والاحتفاظ بها.
وقال: “لقد كان شرفا عظيما أن أتلقى ردا من الرئيس شي جين بينغ”، مشيدا بـ شي باعتباره زعيما عظيما يقدر بشكل كبير تطور الثقافة والفن، فضلا عن التبادلات الثقافية.
وشدد على إعجابه بتشجيع شي للحوار بين الحضارات والتعلم الثقافي المتبادل في العديد من المناسبات، مثل القمة الصينية-العربية التي عقدت في ديسمبر الماضي.
وأعرب رشيد عن أمله في أن تتاح للفنانين من الدول العربية والصين المزيد من الفرص للتفاعل والتعلم من بعضهم البعض والتحسن معا.
وقال الفنان الفلسطيني ماجد شلا من قطاع غزة، إن العرب شهدوا تقدما في التنمية الاقتصادية للصين، وأن العامل المهم الذي يسهل التنمية السريعة للصين هو حضارتها العريقة والرائعة.
وقال شلا إن الصين والدول العربية حققتا تعاونا مثمرا في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها من المجالات في السنوات الأخيرة، ومن الضروري تعزيز التبادلات الثقافية، ما سيساعد المزيد من الفلسطينيين والعرب في فهم الصين، الدولة ذات التاريخ الثري.
وفي هذا الصدد، أشاد بمبادرات التعاون الثماني الرئيسية التي اقترحها شي خلال زيارته للمملكة العربية السعودية أواخر العام الماضي، والتي تضمنت تعزيز الحوار بين الحضارات بين الصين والدول العربية.
وقال شلا إن الحضارتين الصينية والعربية حضارتان مهمتان في العالم، في حين أن الثقافة والفن جسران مهمان لتعزيز التبادلات بين الشعوب.
وأوضح أنه من خلال الإرادة المشتركة لزعماء كل من الصين والدول العربية، سيتم تعزيز التعاون في المجال الثقافي بشكل أكبر في المستقبل.
ودُعيت زينة برهوم، مغنية السوبرانو الأردنية ومؤسِّسة مهرجان أوبرا عمان، لتقديم عروض في الصين عدة مرات، وأصدرت ألبوما بعنوان “القنطرة 2، زينة في الصين”، يتضمن أغنية بعنوان “حلم طريق الحرير”، وهي دويتو مع تينور صيني.
وأشارت برهوم إلى أن الألبوم يسعى إلى استعراض تاريخ طريق الحرير القديم والصداقة الصينية-العربية طويلة الأمد، بالإضافة إلى تعزيز التواصل الثقافي بين الصين والعالم العربي، مضيفة أن الفنانين الصينيين والعرب، بمن فيهم المغنيون، يمكنهم لعب دور أكبر في تعميق التعاون الثنائي، وتعزيز الروابط الشعبية وتقوية التعلم المتبادل بين الحضارتين.
وفيما يتعلق بمبادرة الحضارة العالمية التي اقترحتها الصين، قالت إن الفنانين بحاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام لميراث الحضارة وابتكارها، الأمر الذي سيحقق الاستفادة من قيمة العصر في التاريخ والثقافة، ويعزز التنمية المبتكرة للثقافة التقليدية في مختلف البلدان.