أشاد أخيم شتاينر، مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بجهود الصين لحماية التنوع البيولوجي، وأعرب عن توقعاته الكبيرة للاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي(كوب15)، الذي بدأ يوم الاثنين في مدينة كونمينغ بالصين.
وفي حديثه إلى وكالة ((شينخوا)) عبر رابط زووم، أشاد شتاينر، المسؤول عن جهود التنمية العالمية للأمم المتحدة، بقرار الصين دعوة مؤتمر الأطراف حول التنوع البيولوجي للانعقاد في الصين.
وفيما يتعلق بجهود الصين لحماية التنوع البيولوجي، أشار رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى أن عمليات التصنيع والحضرنة السريعة في الصين، مثل العديد من البلدان الأخرى، أدت إلى فقدان بنيتها التحتية الإيكولوجية على مدى الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية، مضيفا أنه بعد إدراكها التأثير الكارثي، اتخذت الصين العديد من التدابير “التصحيحية” لاستعادة النظم البيئية من خلال “نُهج استثمارية مختلفة” وسياسات للحد من الدمار واستعادة صحة النظام الإيكولوجي في النهاية.
وقال شتاينر إن وضع خطوط حمراء في خطط التنمية الوطنية ممارسة جيدة، مشيرا إلى أن الصين قد رسمت خطوطا حمراء واضحة جدا في خططها التنموية الوطنية لـ “النظم البيئية الهامة” التي تحتاج إلى الحماية.
ووفقا لمدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن أهم جانب من جوانب الحماية البيئية في الصين هو أن “الناس قد طوروا وعيا بمدى أهمية الطبيعة”.
وأضاف أن “الوعي العام أمر أساسي لأنه في نهاية المطاف يمكن للحكومة أن تنظم” في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة.
ومن بين ما أشار إليه شتاينر أيضا جهود الصين لزراعة الأشجار في العقود الأخيرة، والتي “أدت بمفردها إلى التوسع الإيجابي الصافي في الغطاء الحرجي في آسيا”.
وتحدث شتاينر عن حماية المحيط أيضا، موضحا أن الناس يميلون إلى التقليل من شأن مقدار التلوث الكيميائي والنيتروجين والمواد الخطرة الأخرى التي ينتهي بها الأمر في البحر، مضيفا أن “الصين اتخذت أيضا مرة أخرى إجراءات لمحاولة تقليل هذا التسرب” في المحيطات.
كما أشاد بجهود الصين لمكافحة تلوث الهواء وتخضير المدن.
وفي حديثه عن توقعاته لمؤتمر كوب15، قال شتاينر إنه يضع “توقعات عالية جدا” للحدث، لأن “أداء أنظمتنا البيئية، بشكل واضح مع كل عام يمر، ينتقل أكثر فأكثر إلى منطقة حرجة وخطرة”.
وأضاف أن التقارير العلمية التي نُشرت هذا العام “تشير إلى تدمير الأسس التي تدعم حقا، ليس فقط الحياة الطبيعية على كوكب الأرض، ولكن اقتصاداتنا ومجتمعنا”.
وتابع: “أعتقد أن كوب15 يمثل لحظة حيوية حيث يتوجب على العالم حقا اعتماد إطار عمل جديد، إطار التنوع البيولوجي العالمي لما بعد عام 2020، والذي سيسمح للبلدان على الصعيدين الوطني والدولي برفع مستوى الطموح حتى نتمكن من إيقاف هذا التدمير للطبيعة”.
وتقر مسودة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن السياسات لتحويل النماذج الاقتصادية والاجتماعية والمالية على مستويات مختلفة بحيث تستقر الاتجاهات التي أدت إلى تفاقم فقدان التنوع البيولوجي بحلول عام 2030، مما يسمح باستعادة النظم البيئية الطبيعية في الـ20 عاما القادمة، مع تحسينات صافية بحلول عام 2050.
وشدد رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أن “كونمينغ تمثل لحظة قد تكون على غرار رحلة تغير المناخ التي استغرقها العالم من عقدين (إلى) ثلاثة عقود لفهم التهديد العميق لرفاهية الإنسان ومستقبل تغير المناخ لدينا”.
وقال “في الواقع، يتحدث العلماء غالبا عن أننا نعيش أزمة الانقراض السادسة في تاريخ هذا الكوكب. وهذه الأزمة ناتجة إلى حد كبير عن الإنسان. لذا، فهذا يعني أيضا أن بإمكان البشر فعل شيء حيال ذلك”.
وأتم “أعتقد أننا في مرحلة بدأ فيها العالم أيضا يدرك أنه لا يمكن للبشر أن يتواجدوا في القرن الحادي والعشرين بدون الطبيعة”.