رأى خبراء مصريون، أن قيام القاهرة بتكثيف مساعداتها لبعض الدول وإظهار التضامن معها وقت الأزمات، فيما يمكن تسميته بـ “دبلوماسية المساعدات”، يعزز الدور الخارجي لمصر ويقوي علاقاتها الثنائية.
تدشين دبلوماسية المساعدات
ودشنت مصر، جسرا جويا عقب انفجار مرفأ بيروت لنقل المساعدات الغذائية والطبية إلى لبنان، وأرسلت حتى الآن ثماني طائرات عسكرية تقل المساعدات كان آخرها أمس (الإثنين).
فيما استقبل المستشفى الميداني المصري في بيروت الجرحى، أكد وزير الخارجية سامح شكري خلال زيارة لبيروت “التزام مصر بالعمل على تلبية احتياجات الشعب اللبناني”.
وبالتزامن مع ذلك، أعلنت مصر أنها ستقوم بعلاج 250 ألف سوداني من فيروس سي ضمن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لعلاج مليون أفريقي، ونقل تجربتها “100 مليون صحة” للسودان للاستفادة منها.
مساعدات للسودان
وأرسلت القاهرة شحنتي مساعدات للسودان يومي الجمعة والسبت الماضيين.
واتفقت القاهرة مع الخرطوم على علاج أعداد من مصابي الثورة السودانية في المستشفيات المصرية.
وقررت زيادة المنح الدراسية لأعضاء الكادر الطبي السوداني.
وكذلك افتتحت القاهرة يوم (الأربعاء) الماضي مركزا طبيا مصريا، بعد تطويره وزيادة تخصصاته، بمدينة جوبا لتقديم العلاج لمواطني جنوب السودان.
و أرسلت مساعدات من المستلزمات الطبية للأخيرة لمساعدتها في مواجهة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
مساعدات إلى إيطاليا
وفي محاولة لإظهار التضامن في مواجهة الأزمات ومن بينها أزمة فيروس كورونا، أرسلت مصر أخيرا شحنات من المساعدات إلى بعض الدول مثل إيطاليا و وفلسطين وكينيا وغيرها.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن إرسال مصر مساعدات إلى عدة دول في الفترة الأخيرة يكشف أن الدبلوماسية المصرية تتبع أساليب مختلفة لتعزيز العلاقات الخارجية للبلاد.
وأضاف فهمي في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن “هذه المساعدات بالتأكيد تؤثر على العلاقات الخارجية لمصر، حيث تؤدي إلى تطوير وتنامي هذه العلاقات، وتعزز الدور الخارجي لمصر بصورة كبيرة، وتؤكد حضور الدبلوماسية المصرية في القضايا العربية والدولية”.
تصريحات إيجابية تجاه مصر
وتابع أنه “مثلا، عندما أرسلت مصر مساعدات إلى إيطاليا فإنها بعثت رسالة مهمة، كان لها انعكاس فى البرلمان والحكومة الإيطالية، ودفعت رئيس الوزارء الايطالي جوزيبي كونتي للإدلاء بتصريحات إيجابية تجاه مصر، وهو الأمر الذي تكرر مع دول أخرى”.
وأردف أن “ما تقدمه مصر من مساعدات يساهم ليس فقط في تغيير الصورة الذهنية لدى الشعوب عن مصر، بل أيضا الصورة النمطية الخاصة بأن مصر دولة ذات إمكانيات محدودة، وهذا غير صحيح”.
وأشار إلى أن تقديم هذه المساعدات له أيضا دلالة إنسانية، ويبعث رسالة رمزية مفادها بأن مصر تتضامن مع هذه الدول، وهو ما له تداعيات إيجابية على مستوى العلاقات.
أما السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق، فرأى أن إرسال القاهرة مساعدات طبية وغذائية لعدة دول أمر ليس غريبا على الدولة المصرية.
مصر مانحة للمساعدات
وقال بيومي لـ ((شينخوا))، أن “مصر دولة فى العموم متلقية للمساعدات لكنها أيضا مانحة لها ولم تبخل بتقديم مساعدات عن طريق الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية” التابعة لوزارة الخارجية.
وأوضح أن مصر تهدف من تقديم المساعدات الأخيرة إلى إظهار التضامن مع شعوب هذه الدول.
وأشار إلى أن “هذه المساعدات توضح روح المجاملة المصرية وتسهل الطريق (لتعزيز العلاقات).. لأنها تخلق بالتأكيد مناخ مناسب جدا للعلاقات الخارجية بين مصر والدول المتلقية للمساعدات”.
واختتم قائلا “بالتأكيد، هذا المساعدات تعزز الدور الخارجي لمصر، وجزء من سياسة مصر هو تقديم مساعدات للدول الصديقة والشقيقة”.
بدوره، قال الدكتور محمد صادق أسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية، إن أغلب المساعدات المصرية تذهب لدول أفريقية.
دولة رائدة في أفريقيا
وأوضح أسماعيل لـ ((شينخوا))، أن مصر دولة رائدة فى القارة الأفريقية، وتهدف من خلال “استخدام دبلوماسية المساعدات” إلى العودة للقارة الأفريقية بقوة، وإثبات أنها مازالت قادرة على العطاء داخل القارة.
وأكد أن “تأثير هذه المساعدات إيجابي جدا” على علاقات مصر الخارجية، لأنها تزيد التقارب بينها وبين الدول المتلقية للمساعدات، التي لم تقتصر فقط على الدول الأفريقية بل امتدت لدول أوروبية وأمريكا.
وواصل أن “تقديم هذه المساعدات سيقوي الروابط بين الشعب المصري والشعوب المقدم لها المساعدات”.
وأشار إلى الدور البارز للقوات المسلحة المصرية في تقديم هذه المساعدات، وإثبات أن مصر دولة قوية تراعى البعد الاجتماعي فى علاقاتها مع الدول الأخرى.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.