رأى خبراء مصريون أن جماعة الإخوان المسلمين تتجه إلى التفكك بعد القبض على محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام وفقدان العديد من قياداتها.
وأكدوا أن أجهزة الأمن المصرية سيطرت بشكل كامل على الجماعة التي أصبحت بلا قيادة.
القبض على محمود عزت
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، أمس الأول الجمعة، القبض على محمود عزت مختبئا في إحدى الشقق السكنية بضاحية التجمع الخامس في القاهرة.
ويعد عزت المسئول الأول عن تأسيس الجناح المسلح بجماعة الإخوان المسلمين، والمشرف على إدارة العمليات الإرهابية التي ارتكبها التنظيم في البلاد عقب ثورة 30 يونيو 2013 وحتى ضبطه، حسب الوزارة.
ومن أبرز هذه العمليات الإرهابية، عملية اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات، وحادث اغتيال العميد أركان حرب عادل رجائي، وتفجير سيارة مفخخة أمام معهد الأورام في أغسطس 2019، والذي أسفر عن مقتل 20 مواطنا وإصابة 47 آخرين.
وصدرت عدة أحكام قضائية بحق عزت، أبرزها حكما الإعدام في قضيتي “التخابر” و”الهروب من سجون وادى النطرون”، إلى جانب حكمين بالمؤبد في قضيتي “أحداث مكتب الإرشاد”، و”أحداث الشغب والعنف بالمنيا” جنوب القاهرة.
جميع القيادات في السجون
وبإلقاء القبض على عزت، يكون كل القيادات الكبرى لجماعة الإخوان داخل السجون، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع ونائبه عزت الشاطر.
وفي هذا الصدد، قال الخبير الأمني خالد عكاشة، إنه “دون شك، القبض على محمود عزت سوف يتسبب في حدوث زلزال كبير داخل جماعة الإخوان المسلمين، لأنه أحد القيادات التاريخية لها، كما أنه كان المشرف على كل النشاط المسلح والأعمال الإرهابية التي تنفذها الجماعة منذ العام 2013”.
مؤسس “حسم”
وأضاف عكاشة، وهو عميد شرطة سابق ومدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حاليا، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن عزت هو من أسس اللجان النوعية والحركات المسلحة التابعة للإخوان المسلمين مثل حركات “” و”لواء الثورة” و “العقاب الثوري” وغيرها.
وكان يقوم بإدارة هذه التنظيمات، كما تم توكيله أيضا بعد القبض على المرشد العام للجماعة بإدارة منصب المرشد، وهو المنصب الأول فى جماعة الإخوان.
وأوضح أن عزت كان يتمتع بنفوذ كبير داخل الجماعة، ولا يوجد شخص من القيادات الأخرى في الجماعة حتى من بين المتواجدين خارج مصر مرشح لأن يتولى منصبه.
الجماعة تسير نحو التفكك
وتابع أن “الجماعة أمام مأزق داخلي يدفعها للدخول في طريق مظلم جدا، وأعتقد أن الإخوان يتجهون نحو مرحلة تفكك وتحلل الجماعة بشكل نهائي داخل مصر، لكن سيبقى تنظيمها الدولي، وستحاول قياداتها المصرية التى تعيش في الخارج عبر وسائل الإعلام الترويج بأن الجماعة مازالت موجودة فى الساحة المصرية”.
ورأى أن إلقاء القبض على عزت “ضربة أمنية ناجحة وجهت للعمل الإرهابي والنشاط المسلح الذى تنتهجه الجماعة طوال فترة قيادة محمود عزت”.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل بكل طاقتها من أجل عدم ظهور قادة جدد للجماعة، وستقف بالمرصاد لمن يلجأ للعنف من الجماعة.
ومع ذلك، أكد عكاشة أن “المواجهة مع الجماعة مازالت مفتوحة إلى أن يتم القضاء عليها بشكل تام أو تعلن الجماعة بشكل واضح وصريح أنها ستخضع للقانون وتلتزم بعدم تهديد المجتمع المصري بأي شكل من أشكال العنف”.
الكشف عن أسرار الجماعة
من جانبه، اعتبر الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية أن محمود عزت “صيد ثمين”، وبالقبض عليه سيكشف الكثير من أسرار جماعة الإخوان خصوصا في الفترة منذ العام 2013 حتى اليوم.
وقال غباشي لـ (شينخوا)، إن عزت هو المسئول منذ العام 2013 عن جماعة الإخوان، التي كانت تقوم خلال السنوات الماضية بتمويه من خلال بث أخبار تشير إلى أن عزت موجود خارج مصر.
ورغم ذلك، رأى غباشي أنه من الصعب أن يكتب القبض على عزت نهاية الجماعة، خاصة أن هناك كوادر كثيرة من الجماعة تعيش فى الخارج.
وأشار إلى أن “نهاية جماعة الإخوان تحتاج إلى سنوات طويلة”.
لكن الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية أحمد بان كان له رأي آخر، قائلا إن “جماعة الإخوان المسلمين ماتت سريريا”.
وأوضح أن القبض على محمود عزت سيكون له تأثير على جماعة الإخوان لكنه ليس التأثير الأكبر بالنظر إلى أن الجماعة فقدت عددا كبيرا من قياداتها.
وأردف أن الجماعة تعاني حاليا من “الخلل القيادي الذي لابد أن ينعكس على حركتها”.
وأشار إلى أن محمود عزت ينتمي إلى “تيار الصقور” داخل الجماعة، وكان يراهن على الحراك السلمي والمزج بين تنفيذ عمليات عنف محدودة والحراك في الشارع.
وأكد أن “الدولة سيطرت بشكل كبير على الجماعة” التي أصبحت بلا قيادة.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”.