نشرت وكالة أنباء شينخوا الصينية مقالة هذا الأسبوع عن متحف النوبة بمدينة أسوان الساحرة في صعيد مصر المطلة على نهر النيل، والذى يعرض مجموعة متنوعة من القطع الأثرية التي تربط بين تاريخ المصريين القدماء والثقافة والحضارة النوبية والتى تبلغ عددها حوالي ثلاثة آلاف قطعة أثرية ما بين المعروض والمخزون والحديقة المتحفية والتي يعود تاريخها إلى العصور الجيولوجية والفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية.
وجرى افتتاح متحف النوبة في عام 1997 بعد بنائه بمبادرة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وجاءت المبادرة بعد حملة قامت بها المنظمة بين 1960 و1980 لإنقاذ الكنوز المصرية القديمة ونقلها بعيدا عن فيضان نهر النيل.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمتحف 50 ألف متر مربع، منها سبعة آلاف متر مربع مخصصة للمبنى بينما يخصص الباقي للحدائق.
ويوثق المتحف ثقافة وتراث وتاريخ بلاد النوبة إحدى الممالك والحضارات القديمة التي سكنت ضفاف النيل بين جنوب مصر وشمال السودان.
ويتميز النوبة بالآثار المصرية الجيولوجية والفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية، والوحيد في مصر الذي يحتوي على معرض إثنوغرافي للتراث الثقافي.
وأوضح حسني عبد الرحيم مدير متحف النوبة أن المتحف يروي قصة بلاد النوبة منذ ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث.
ويستقبل الزوار من البوابة الخارجية للمتحف الحديقة بمسلة محفور عليها نصوص هيروغليفية ومحاطة بتماثيل يعود تاريخها إلى الأسرة 19الفرعونية.
وينزل الزوار بعد الباب الرئيسي على سلالم لقاعة العرض الرئيسية التي يتوسطها تمثال للملك رمسيس الثاني طوله 8 أمتار.
متحف النوبة به تمثال ضخم للملك رمسيس
ويجذب تمثال الملك رمسيس الثاني الضخم الواقف انتباه الزوار من بعيد بمجرد دخولهم المتحف.
ويحتوي ا أيضا على العديد من القطع الأثرية الفرعونية منها تمثال من الحجر الرملي لإله الحكمة جحوتي (تحوت).
ويرجع تاريخ تمثال إله الحكمة جحوتي الذى على هيئة قرد البابون للأسرة التاسعة عشرة التى حكمت مصر منذ 3200 سنة.
ويوجد أيضا تمثال كوارتزيت للكاهن حور إم آخت يعود للأسرة 25 وتمثال بالحجر الجيري للقائد العسكري سنبيبو من الأسرة 12 .
ومن التماثيل الشيقة تمثال صغير للإلهة إيزيس ترضع ابنها الطفل المعبود حورس ويعود إلى العصر المتأخر.
ويوجد بمتحف النوبة ممرات صاعدة وهابطة لمساعدة الزوار المعاقين للتجول بداخله، والأسقف أو الحوائط بدون زخارف للتركيز على المعروضات.
وصمم متحف النوبة الفائز بجائزة الآغا خان للعمارة عام 2001، المعماري المصري محمود الحكيم، وشاركه العديد من الفنانين التشكيليين والأثريين.
ولا يدخل المتحف أضواء الخارجية أو أشعة الشمس حتى لا تضر القطع الأثرية وبه مكتبة ومخازن ومعامل للترميم في القبو.
وناشد مدير المتحف، وزارة السياحة والآثار المصرية بإدراج النوبة بالخريطة السياحية نظرا لأهميته لإضافة ليلة سياحية لإقامة السائحين بأسوان.
ويعرض متحف النوبة تاريخ بلاد النوبة منذ عصور ما قبل التاريخ إلى مملكة كوش النوبية حتى عصور النوبة المسيحية والإسلامية.
وتم إنقاذ العديد من القطع الأثرية المعروضة بالمتحف من بحيرة ناصر أثناء مشروع اليونسكو لإنقاذ الآثار الذي استمر 20 عاما.
ومن الآثار النوبية التى تم إنقاذها التماثيل والمومياوات والتمائم والأواني والحلي والفخار وغيرها والتى تجذب السائحين الأجانب بشدة.
وأمام قاعة العرض الرئيسية يوجد جناح كامل لمعرض إثنوغرافي للتراث الثقافي النوبي يضم نماذج بالحجم الطبيعي للعادات والتقاليد النوبية.
ويجذب متحف النوبة العشرات من السائحين المصريين والأجانب كل يوم، حتى أن بعضهم زار المتحف أكثر من مرة.
ووصفت ديان هاغنر، السائحة الأمريكية المتحف بأن “تصميمه جميل للغاية” لأنه يجمع الآثار النوبية معا في رحلة تطور عبر الزمن.
وقالت السيدة الأمريكية إن هذه الزيارة الثانية لمتحف النوبة، فتصميم المتحف وسيناريو العرض يأخذانك عبر جميع فترات تطور الحضارة النوبية.
وأضافت ديان أن التجول بالمتحف يشبه المرور برحلة عبر الزمن منذ ذلك الحين إلى الآن، إنه حقا متحف رائع.