أشادت وكالة شينخوا للأنباء بالعلاقات الثنائية بين الصين ومصر التى شهدت دفعة قوية في بداية العام الجديد، حيث قام عضو مجلس الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يي بزيارة القاهر خلال شهر يناير الجاري.
وتأتي زيارة الوزير الصيني لمصر كمحطة أولى في جولة أفريقية تشمل كل من مصر وجيبوتي وإريتريا وبوروندي وزيمبابوي ويعد هذا العام الـ 30 على التوالي، منذ العام 1991، الذي يزور فيه وزير خارجية صيني أفريقيا في بداية هذا العام.
وأصبحت زيارة وزير الخارجية وانغ يي تقليدا صينيا يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها بكين لتطوير علاقاتها مع القارة السمراء.
وتعد زيارة وزير الخارجية وانغ يي دليلا قويا على الصداقة الراسخة والقوية بين الصين والعديد من دول أفريقيا ومنها مصر.
ويعكس اختيار لمصر، التي ترأس الاتحاد الإفريقي حاليا، لتكون أولى محطاته بجولته الإفريقية العلاقات القوية بين بكين والقاهرة.
أهمية زيارة وزير الخارجية وانغ يي بعد رفع العلاقات لشراكة استراتيجية شاملة
وتزداد أهمية زيارة وزير الخارجية وانغ يي خاصة بعد رفع العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة في العام 2014.
وشهدت الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر دفعة غير مسبوقة في العام 2019، حيث عمّق البلدان تعاونهما في مختلف المجالات.
وقال الدكتور سمير غطاس رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، إن الصين ترسل وزير خارجيتها سنويا لأفريقيا منذ 30 عاما.
وتعكس زبارة وزير الخارجية وانغ يي فى بداية كل عام اهتمام الصين بتعزيز العلاقات مع القارة الأفريقية بحسب سمير غطاس.
وأكد غطاس أن مصر والدول الإفريقية تقدر هذه الزيارة تقديرا عاليا، نظرا للمكانة المتميزة التي تتمتع بها الصين في أفريقيا.
الصين لديها استثمارات مهمة بالبلدان الإفريقية منها مصر
وأضاف غطاس أن تملك علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة مع دول القارة السمراء.
وأوضح أن الصين لديها استثمارات مهمة بالبلدان الإفريقية، وأن هذا التعاون أسهم كثيرا لتحقيق التنمية البشرية والمالية والاقتصادية للعديد منها.
وقعت الصين ومصر في العام 2019،العديد من الاتفاقيات في مختلف المجالات، خاصة مشاريع البنية التحتية والتصنيع في مصر.
وتأنى هذه المشروعات بإطار مبادرة “الحزام والطرق” الصينية، التي تهدف لتحقيق ا بين الدول المشاركة بالمبادرة عبر الكسب المشترك.
وتنفذ الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، وهي شركة عالمية رائدة بمجال البناء، حي المال والأعمال الضخم بالعاصمة الإدارية الجديدة.
الشركة الصينية تبنى فى القاهرة الجديدة أطول ناطحة سحاب في إفريقيا
وتبنى الشركة الصينية هذا الحى في إطار “الحزام والطريق”، فى العاصمة الجديدة التي تبعد حوالي 50 كلم شرق القاهرة.
ويشمل بناء حى المال إنشاء برج يبلغ ارتفاعه 385 مترا، وسيكون أطول ناطحة سحاب في أفريقيا.
وتعمل شركات صينية كبيرة أخرى في عدد من مشروعات الطاقة العملاقة في مصر، بما في ذلك شركات (سينوهيدرو) و (دونغفانغ إلكتريك)، و (شانغهاي إلكتريك)، و (ستيت جريد) و (هواوي).
وأعلن الجانبان المصري والصيني في سبتمبر الماضي، بدء تنفيذ “مصر سات 2” الذي تموله الصين.
وقع الجانبان وثائق إطلاق المشروع الذي تموله حكومة بكين باجتماعهما الذي عقد بمدينة الفضاء المصرية بالقرب من العاصمة الإدارية الجديدة.
ووقعت مصر والصين في يناير الماضي اتفاقية تمول حكومة بكين بموجبها حكومة القاهرة بمنحة قيمتها 72 مليون دولار أمريكي.
وتهدف هذه المنحة الصينية من أجل بناء القمر الصناعي المصري، وهو قمر صغير للاستشعار عن بعد بدقة عالية جدا.
وتعد الصين أيضا الشريك التجاري الأكبر لمصر، كما أنها تتصدر المستثمرين الأجانب من حيث معدل نمو الاستثمار في مصر.
وبلغ حجم ا بين الصين ومصر رقما قياسيا ليصل إلى 13.87 مليار دولار أمريكي في العام 2018.
بينما ارتفعت الصادرات المصرية للصين إلى 1.8 مليار دولار لأول مرة، وفقا للإحصاءات الرسمية للبلدين.
حجم الاستثمارات الصينية بمصر 7 مليارات دولار
كما بلغ حجم الاستثمارات الصينية بمصر 7 مليارات دولار أمريكي، من خلال 1500 شركة صينية توفر 30000 فرصة عمل للمصريين.
وشهد العام 2019 زيادة ملحوظة في التعاون الثقافي بين مصر والصين، حيث قام الفنانون والوفود الثقافية والموسيقية بزيارات متبادلة.
وقال المستشار الثقافي الصيني شي يوه وين، إن المركز الثقافي الصيني بالقاهرة نظم أكثر من 100 حدث خلال العام الماضي.
وأضاف المستشار الثقافي شي يوه وين أن كل هذه الفعاليات كانت تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي الصيني المصري.
كما استمر تعزيز في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا وأصبحت التبادلات الشعبية أكثر تواتراً بحسب المستشار الثقافي شي يوه وين.
وقدمت الصين خلال 2019 أكثر من 300 منحة دراسية للمصريين لإنهاء درجة الماجستير والدكتوراه وفقا للسفارة الصينية في القاهرة.
تدفقات الصينيين أنعشت قطاع السياحة المصري
وأعادت التدفقات الأخيرة للسائحين الصينيين الحياة لقطاع السياحة المصري مع زيارة أكثر من نصف مليون سائح صيني في عام 2018.
ومن المتوقع أن تكون أعداد السياح الصينيين الذين زاروا مصر في العام الماضى أكبر مما كانت عليه في 2018.
ولتشجيع المزيد من السياح الصينيين على زيارة مصر، قامت مصر بإعفاء السياح الصينيين من متطلبات الحصول على التأشيرة.
ويسمح الإعفاء بالحصول على التأشيرات عند الوصول للأراضي المصرية إذا كان السائحون ضمن فوج سياحي تنظمه وكالة سياحية.
وأعلنت شركة مصر للطيران نوفمبر الماضي عن تسيير أولى رحلاتها المباشرة لمدينة هانغتشو الصينية، بخط جوي جديد لتنشيط السياحة لمصر.