شينخوا: بعد 20 سنة.. لايزال العراقيون يتذكرون بمرارة ويلات الاحتلال الأمريكي

بدأت القوات الأمريكية غزوها للعراق فجر 20 مارس 2003 بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل

شينخوا: بعد 20 سنة.. لايزال العراقيون يتذكرون بمرارة ويلات الاحتلال الأمريكي
أيمن عزام

أيمن عزام

8:07 م, الأثنين, 20 مارس 23

رغم مرور 20 عاما على الاحتلال الأمريكي للعراق، لايزال العراقيون يتذكرون بمرارة ويلاته التي بقيت آثارها تنغص حياتهم اليومية.

وبدأت القوات الأمريكية غزوها للعراق فجر 20 مارس 2003 بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وقصفت بوحشية المواقع العسكرية والمدنية، ما أدى إلى سقوط ضحايا من الأبرياء وحدوث مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وفوضى بمنطقة الشرق الأوسط خلال العقدين المنصرمين.

سندس اللامي، الأم لخمسة أطفال قتل الجيش الأمريكي زوجها العقيد بالجيش العراقي السابق عامر فرحان أمام أطفاله بعد أن أعطوه موافقة لممارسة حياته الطبيعية لكنهم غدروا به وقتلوه بعد اقتحام وحشي لمنزله بمدينة الضلوعية الواقعة على بعد نحو 100 كم شمال بغداد.

ويلات الاحتلال الأمريكي

وخضع العقيد عامر زوج سندس اللامي للتحقيق من قبل الجيش الأمريكي بداية الاحتلال، ولم يثبت عليه أي شيء لذلك منحه الجيش الأمريكي موافقة رسمية مكتوبة بأنه غير مطلوب لهم، وفقا للامي التي لا تزال تحتفظ بنسخة من هذه الموافقة. 

وقالت سندس اللامي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “صباح 18 أكتوبر 2003، هذا التاريخ، أسوأ تاريخ في حياتي وحياة أولادي”، مضيفة أنه “في الساعة الثانية والنصف ليلا، شعرنا بقوة هائلة موجودة داخل البيت قسم ينزل من السلم وفي كل أرجاء المنزل ما أدى إلى فزعنا”.

وأضافت والدموع تتساقط من عينيها أنه “أثناء خروجنا من الغرفة لمعرفة القضية، مد زوجي يده لنكون خلفه. وإذا بالجندي الأمريكي يطلق النار على يدي زوجي وعلى جسمه، فسقط على الأرض”.

وتابعت بألم وحسرة تقول، “بعد سقوطه على الأرض سحبوه فورا وطرحوه أرضا، فقمت بالصراخ، لأن ابني ليث الذي كان طالبا بالسادس الابتدائي أصيب أيضا بجروح”.

سندس اللامي وأطفالها كانوا يشاهدون من فتحة الباب دماء زوجها ووالد أطفالها تسيل، وهم جميعا يرتجفون من شدة الخوف، مبينة أن الأمريكان قالوا أسفون بعد أن قتلوا أبا بريئا بالخطأ ودمروا حياة عائلته.

وأكدت أنها لن تنسى هذه الفاجعة الأليمة، قائلة “مرت 20 سنة، وهذا الموضوع لا يفارقني، هذه الحادثة أثرت علينا نفسيا وعلى أطفالي. منذ 18 أكتوبر 2003 ولحد الأن إذا رأيت سلاحا أصاب بالانهيار”، مبينة أن ابنتها أنفال التي كانت بعمر 3 سنوات تصاب بالخوف عندما تسمع صوت الرصاص.

وتحتفظ سندس اللامي بأثار الرصاص التي قتل بها زوجها على بلاط مطبخها ليبقى شاهدا على وحشية وجرائم الأمريكان.

معاناة مستمرة

عبد الله محمود ضحية آخرى من ضحايا الجيش الأمريكي الذي قصف منزله بصاروخ أدى لمقتل زوجته وابنته وأحد أقاربه وأصابته بالإعاقة الدائمة فضلا عن إصابة 15 شخصا وتدمير المنزل بالكامل.

إن معاناة عبد الله محمود مستمرة لأكثر من 17عاما فقد تحول من إنسان يعمل وينتج إلى شخص مشلول ومريض، ولم يحصل على تعويض من القوات الأمريكية التي دمرت حياته وكل ما قدمته له كلمة أسف.

وقال عبد الله محمود، “فقدت عائلتي وحريتي ومشاعري وحياتي كلها، ماذا تعني كلمة أسف، حياتي دمار، حالتي تعيسة، معاناة في الذهاب للتواليت وفي الاستحمام، وحتى الجلوس بالحديقة معاناة”.

وأضاف عبد الله الذي يبيع الدجاج بمدينة الضلوعية ويستخدم عجلة خاصة بالمعوقين للتنقل، “كسر ظهري وهو مربوط بمادة البلاتين من رقبتي حتى مؤخرتي”.

وأثرت الضربة على عبد الله نفسيا فعندما يرجع للبيت يصاب بحالة من الاكتئاب حينما يتذكر زوجته وابنته، ويساعد عبد الله محمود ولده مصطفى حاليا بالتنقل والاستحمام والعمل، قائلا “الضربة حولت حياتي لجحيم، ابنتي وزوجتي قتلتا، وتركوني مقعدا و15 جريحا من أفراد عائلتي”، مؤكدا أنه لن ينسى ما فعله الأمريكان به.

معتقلات الاحتلال

واختتم حديثه بقوله إن كل ما يقول لك (الأمريكي) “أنا آسف، جئت لأحررك”، ورد عبد الله “أنت لم تأت لتحريري بل دمرت حياتي وذهبت”.

علاء كريم الذي اعتقل عام 2003 قرب سامراء 120 كم شمال بغداد، ذكرياته الأليمة كانت بمعتقلات الاحتلال التي تنقل بأربعة منها، بينها سجن أبو غريب الشهير بفضائحه، وقد لاقى كل صنوف التعذيب الجسدي والنفسي لسنتين ونصف ولاتزال آثارها عليه رغم مرور 20 سنة.

إن علاء كريم الذي كان ذاهبا للدراسة بجامعته بمدينة تكريت، 170 كم شمال بغداد، لبناء مستقبله تحول لمجرد رقم، يؤكد أنه لن ينسى تلك الأيام العصيبة ورحلة العذاب بالمعتقلات، قائلا إنه “في السجن أنت رقم  666 وليس اسما، كل هواتفي خزنتها برقمي بالمعتقل، لن أنساه أبدا وحتى كلمة المرور لهاتفي هي رقمي بالمعتقل”.

وأضاف علاء كريم أنه رغم مرور حوالي 20 عاما على اعتقاله، لا يستطيع نسيانها أبدا. “فقد عانينا من الجوع والإهانة والآذى وخاصة بسجن أبو غريب… والله كانوا لا يرتقون لمستوى البشرية أبدا”.

ويختزن علاء بعقله صورا سلبية عن الأمريكان يستذكرها دائما، مشيرا إلى آثار الأصفاد الحديدية بيده ورجليه، قائلا بألم إن “الأثر لا ينمحي، وهذا الأثر واضح، وضعوا مقابض حديدية وربطوا يديي للخلف وعلقوني بالسقف بالمقلوب ويحققون معي وهم يجلسون على كراسي، وأنا كالذبيحة عند القصاب، يسألني أحدهم ثم يدفعي للشخص الأخر ليسألني”.

وأكد علاء أنه مثال واحد من المعاناة لـ19 ألف معتقل كانوا معه بمعتقل بوكا جنوبي العراق.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.