أكد محمد جمال صاحب متجر للتحف بسوق خان الخليلي، لوكالة أنباء “شينخوا” إن السوق يجذب آلاف السياح الصينيين كل يوم والحياة عادت من جديد لخان الخليلي بعد سنوات من الركود، ويعتقد أن جهود الحكومة لجذب السياحة الصينية تعمل بشكل جيد، لأن عدد الزوار الصينيين لخان الخليلي يتزايد بشكل ملحوظ على عكس معظم السياح الأجانب، ينفقون بشكل جيد خلال التسوق، وأنهم يتمتعون بذوق رائع تجاه القطع الأثرية والمصنوعات اليدوية المصرية.
وقال محمد جمال الذي تعمل عائلته في خان الخليلي منذ عقود أنه يفضل السياحة الصينية لأنه يتحدث بلغة صينية جيدة.
السياح الصينيون يذهبون إلى خان الخليلي للتسوق والمعرفة التاريخية
وأضاف محمد أن السياح الصينيين لا يأتون فقط إلى السوق للحصول على المعرفة التاريخية، لكن للشراء.
وتمتلئ الأزقة الضيقة لسوق خان الخليلي الشهير في العاصمة المصرية القاهرة بأعداد كبيرة من السياح الصينيين بحسب وكالة شينخوا.
وساعدت السياحة الصينية على انتعاش سوق خان الخليلي لأن في أحد أهم معالم القاهرة السياحية.
وأوضح جمال أنه كان يفكر بجدية في إغلاق متجره منذ بضعة شهور، بسبب الركود الحاد في قطاع السياحة.
التدفقات الأخيرة للسياح الصينيين أعادت النشاط والانتعاش لخان الخليلي
وأكد أن التدفقات الأخيرة للسياح الصينيين أعادت النشاط والانتعاش خلال الشهور الماضية في سوق خان الخليلي مرة أخرى.
وتأثر قطاع السياحة الذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة لاقتصاد البلاد بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، للتوترات السياسية والأمنية.
وزادت هذه المعاناة في 31 أكتوبر 2015، عندما قتل 224 شخصا في انفجار طائرة روسية من طراز “إيرباص 321”.
ووقعت هذه الطائرة فوق شبه جزيرة سيناء، بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، في حادث تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
وأدى هذا الحادث الإرهابى لدفع موسكو ودولًا أخرى إلى وقف جميع الرحلات الجوية وتوقف تدفق السياح إلى مصر.
وبدأت السياحة تستعيد عافيتها مؤخرا بعد أن أعادت بعض الدول الطيران المتوقف إلى المطارات المصرية مجددا، إثر تحسين الإجراءات الأمنية.
وساعد تحسين الإجراءات الأمنية بهذه المطارات على عودة السياحة وكذلك الحملات التي أطلقتها الحكومة خارج البلاد للترويج لهذا القطاع الحيوي.
رانيا المشاط نسعى لجذب المزيد من السياح الصينيين
كانت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط قد أكدت في نوفمبر الماضي، أن بلادها تسعى لجذب المزيد من السياح لمصر.
وأشارت إلى أنه سيتم تنفيذ حملة ترويجية في المهم والواعد لتشجيعهم لزيارة المقاصد السياحية المصرية.
ويقع خان الخليلي، الذي يعود تاريخه لعام 1382 ميلادي بقلب الحي الإسلامي القديم بالقاهرة، ومن أهم مناطق الجذب السياحي بمصر.
ويحتوي سوق خان الخليلي على كل ما قد يحتاجه السائح من التحف إلى العطور المحلية، وحتى التوابل من جميع الأصناف.
ويضفي لمعان الذهب والمصنوعات اليدوية المصنوعة من الزجاج جمالاً على السوق القديم الساحر، ويجذب انتباه الزائرين والسياح، لاسيما الصينيين.
وتملأ محلات السجاد وأزياء الرقص الشرقي والتحف المصنوعة يدويًا أزقة الحي التجاري التاريخي فى خان الخليلي.
ولا يزال سوق التحف يحتفظ بطابعه الإسلامي القديم مع وجود عشرات المباني والمساجد القديمة والفنادق في جميع أنحاء الحي التجاري.
السياح الصينيين زوار دائمون للمطاعم والمقاهي في خان الخليلي
ويوجد العديد من المقاهي والمطاعم وبائعي الطعام المتجولين في جميع أنحاء السوق لخدمة السياح أثناء أو بعد التسوق بالمحلات التجارية.
وقال عادل فتحي، النادل بأحد المطاعم التي تقدم المأكولات المصرية، إن السياح الصينيين زوار دائمون للمطاعم والمقاهي في خان الخليلي.
وأضاف أن الشعب الصيني لديه شغف لمعرفة المزيد عن الثقافة المصرية بما في ذلك الطعام.
وتابع الرجل الثلاثيني مبتسمًا، أنهم يطلبون أنواعا عديدة من الطعام المصري، ويتفاوضون عند دفع الحساب مثل الكثير من السياح الأجانب.
وبدأ فتحي مثل جمال، صاحب متجر التحف، تعلم بعض الكلمات الصينية حتى يتمكن من التواصل مع السياح الصينيين.
وقال إنه منذ بضعة شهور، لم يكن العاملون بخان الخليلي يتحدثون الصينية، لكن معظمهم الآن يستطيع التواصل مع الصينيين جيدا”.
كان المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة شي يوه وين قال بتصريحات مؤخرًا لـ ((شينخوا))، إنه وفقًا لإحصائيات صينية دقيقة فقد زار أكثر من نصف مليون سائح صيني مصر خلال العام الماضي.
وتوقع شي يوه وين المستشار الثقافي الصيني أن يزداد هذا العدد في العام الحالي مع استقرار الوضع في مصر.
وأضاف أن أبرز المقاصد السياحية التي يزورها السياح الصينيون هي أهرامات الجيزة، والأقصر، وأسوان، والإسكندرية، ثم الغردقة وشرم الشيخ.
وفقًا للإحصاءات المصرية الرسمية، فإن إيرادات السياحة خلال العام المالي 2018 – 2019 وصلت إلى 12.57 مليار دولار.
وبلغت إيرادات السياحة 9.8 مليار دولار خلال العام المالي 2017 – 2018.
هذه المادة نقلًا عن وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” وفق اتفاق لمشاركة المحتوى مع جريدة المال.