شينخوا: الصدام الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة سيخلق وضعا نادرا قريبا

سيختفى السفراء لدى بعضهما البعض

شينخوا: الصدام الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة سيخلق وضعا نادرا قريبا
أيمن عزام

أيمن عزام

8:41 م, السبت, 17 أبريل 21

تأجج الصدام الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة، ليصل إلى مستوى جديد بعدما أعلنت موسكو عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية ردا على العقوبات الأمريكية الأخيرة.

    ففي رد سريع، قالت وزارة الخارجية الروسية يوم الجمعة في بيان إنها ستطرد 10 دبلوماسيين أمريكيين، وستمنع ثمانية من كبار المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين من دخول روسيا إلى أجل غير مسمى، وذلك من بين قيود أخرى.

    يبدو أن تبادل الانتقادات المريرة يضعف الاحتمال الطفيف في تحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد محادثة هاتفية جرت بين الرئيسين في وقت سابق من هذا الأسبوع، ولا يمكن استبعاد سيناريو أسوأ.

    — إجراءات مضادة شديدة

    بالإضافة إلى طرد الدبلوماسيين، فرضت وزارة الخارجية الروسية حظرا على دخول ثمانية شخصيات أمريكية إلى أراضيها “لتورطهم في تنفيذ نهج معاد لروسيا”، ومن بينهم  وزير العدل الأمريكي ميريك غارلاند، ووزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي، ومديرة الاستخبارات الوطنية آفريل هاينز.

    ستحد روسيا من ممارسة السفارة الأمريكية المتمثلة في استخدام الرحلات قصيرة الأجل لموظفي وزارة الخارجية لدعم عمل البعثات الدبلوماسية، من خلال تقليل إصدار التأشيرات لهم إلى الحد الأدنى: ما يصل إلى 10 أشخاص سنويا.

    وستحظر موسكو تماما على البعثات الدبلوماسية الأمريكية تعيين مواطنين من روسيا أو دول ثالثة في المناصب الإدارية والفنية.

    قالت الوزارة إن مذكرة التفاهم الثنائية لعام 1992 بشأن “الأرض المفتوحة” أُعلن بطلانها بسبب الانتهاكات المنهجية من جانب الدبلوماسيين الأمريكيين لقواعد الرحلات في روسيا.

    وستنهي روسيا أنشطة المؤسسات والمنظمات غير الحكومية الأمريكية التي تسيطر عليها وزارة الخارجية أو غيرها من الوكالات الحكومية الأمريكية.

    وقال ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية بدوما الدولة الروسي، مجلس النواب في البرلمان، إن روسيا قدمت “ردا كافيا ومتناسقا” على سياسة المواجهة التي ينتهجها البيت الأبيض.

    — وضع مؤسف

    قد يظهر وضع نادر قريبا لا يكون فيه لروسيا والولايات المتحدة، القوتان النوويتان الرائدتان في العالم ، سفراء لدى بعضهما البعض.

    “هذا الوضع المتوتر للغاية يتطلب موضوعيا تواجد سفراء دولنا في عواصم بلدانهم لتحليل التطورات وإجراء المشاورات”، هكذا ذكرت الوزارة الروسية.

    فقد تم استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف للعودة إلى موسكو منذ ما يقرب من شهر وسط تدهور العلاقات.

    واستعدادا لرد محتمل من واشنطن، هددت وزارة الخارجية الروسية بأنها قد تخفض عدد الأفراد في البعثات الدبلوماسية الأمريكية في روسيا إلى 300 من الحد الأقصى الحالي البالغ 455 فردا.

    وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي إن روسيا لديها فرص “لاتخاذ إجراءات مؤلمة” ضد الشركات الأمريكية، ولكن في الوقت الحالي سيتم الاحتفاظ بالأدوات في الترسانة.

اشتعال الصدام الدبلوماسي

    وقد ألقى هذا الصدام الدبلوماسي بظلاله على مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة القادة حول المناخ التي جاءت بمبادرة من واشنطن والمقرر عقدها في الأسبوع المقبل، هذا إلى جانب الاجتماع الشخصي المحتمل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الصيف في أوروبا.

    وقالت الخارجية الروسية إن موسكو قيّمت عرض بايدن للقاء بوتين بشكل إيجابي، لكنها الآن ستعيد النظر فيه في سياق التطورات الأخيرة.

    وذكر بيان الوزارة “نحن مستعدون للدخول في حوار هادئ ومهني مع الولايات المتحدة من أجل إيجاد طرق لإعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها. لكن الحقيقة هي أننا نسمع شيئا واحدا من واشنطن ولكننا نرى شيئا مختلفا تماما في الممارسة العملية”.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.