تضيء الشعلة الأولمبية الآن الاستاد الوطني الذي احتضن حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022 في مساء نفس اليوم لأول يوم من 24 يوما شمسيا صينيا، ما يمثل بداية فصل الربيع في 4 فبراير الجاري.
ندفة ثلج كبيرة تطورت إلى مرجل، وارتفعت ببطء من وسط المكان، مُحاطة بأطفال يحمل كل منهم حمامة سلام بين يديه، بينما تحتوي ندفة الثلج على ست زوايا لأغصان الزيتون، مع 91 ندفة ثلجية أصغر تمثل 91 دولة ومنطقة مشاركة في الألعاب.
ولأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، يُصور المرجل حلماً مشتركاً للعالم لأنه يردد شعار بكين 2022 الرسمي – معاً من أجل مستقبل مشترك.
وقال توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية: “لا يمكننا كتابة هذا الفصل الجديد في تاريخ الرياضة إلا بفضل مضيفينا الكرام – الشعب الصيني، الذي نشكره من صميم القلب على الترحيب بنا جميعاً بحرارة”.
وعلى وقع الموسيقى الديناميكية، تم نقل الشعلة التي أُوقدت في مكان ولادة الألعاب الأولمبية في أولمبيا القديمة باليونان لأول مرة من متزلج السباق السريع السابق تشاو وي تشانغ المولود في الخمسينيات من القرن الماضي، إلى أربعة رياضيين آخرين ولدوا على التوالي في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ما يرمز إلى انتقال الرياضات الشتوية من جيل إلى جيل.
وبعد ذلك؛ حمل كل من دينيغير ييلماوجيانغ، وهي متزلجة عبر البلاد، وتشاو جيا ون، وهو رياضي من بلدان الشمال الأوروبي مجتمعة، ولدا في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حملا الشعلة معاً وسارا إلى الأمام لوضع الشعلة في قلب ندفة الثلج التي ارتفعت فوق الاستاد الوطني “عش الطائر” ما يرمز إلى بداية ألعاب بكين.
ولم يشهد التاريخ الأولمبي منذ أثينا 1896، مستوى مرموقاً ومتميزاً من الخيال الإبداعي في المعاني الرمزية لإيقاد المرجل، وذلك من خلال وضع الشعلة على المرجل مباشرة، بدلاً من إشعال كامل المرجل بطرق متعددة كما جرت العادة في الافتتاحات الماضية.
وقال بول روبنسون، التقني من وكالة رويترز: “لقد أذهلني ذلك، ليس فقط لأن ندفة الثلج جميلة، ولكن طريقة إيقاد المرجل التي لم تستخدم قط في أولمبياد سابق”.
وبدوره؛ قال تشانغ يي مو، الذي عمل أيضاً كمخرج عام لحفل الافتتاح في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بكين 2008، إن الشعلة ستظل مشتعلة كتقليد حتى حفل الاختتام، لترمز إلى الروح الأولمبية الخالدة، إلا أن الاستهلاك الكبير للوقود الأحفوري لإبقائها مُتقدة، سيعود بآثار غير صديقة للبيئة، ما دفعنا للتفكير ملياً في ضرورة إجراء بعض الإصلاح بشأن هذا الأمر للتعبير عن مفهوم التنمية منخفضة الكربون في العصر الجديد”.
وتابع تشانغ: ” إن تحويل النار الأولمبية الملتهبة إلى شعلة صغيرة مقدسة ورشيقة كنُدَف الثلج، هي فكرة مستوحاة من المفهوم المذكور. وأعتقد أننا نسعى نحو مزيد من الإجراءات الإبداعية الخضراء، فيما سيتعين على أجيالنا اللاحقة مواصلة العمل على تطوير ذلك”.
وعلى خلفية تغير المناخ والاحترار العالمي، قامت الصين التي وعدت بتحقيق ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيها قبل العام 2030، وتحقيق حياد الكربون قبل العام 2060، قامت بترجمة تعهدها إلى إجراءات ملموسة.
وشهدت بكين، أول مدينة عالمية على الإطلاق تستضيف كلاً من الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، شهدت تغيراً هائلاً من حيث استقطاب انتباه العالم بعظمة في عام 2008 إلى إضاءة مستقبل أخضر للبشرية في عام 2022.
وتم تحويل العديد من الأماكن التي تم إنشاؤها لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2008 إلى دورة الألعاب الشتوية لعام 2022، حيث تم إدخال مُبردات ثاني أكسيد الكربون لصنع الثلج، في محاولة لتقليل الضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون.
وأذهل حفل الافتتاح العالم بأسلوبه الفريد، لتواصل الصين كتابة فصل جديد من الألعاب الأولمبية الخضراء لمستقبل البشرية.