شينخوا : الرسم على وجوه الأطفال في غزة لتعزيز التمسك بحق العودة للاجئين

إنجاب الأطفال وسيلة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي

شينخوا : الرسم على وجوه الأطفال في غزة لتعزيز التمسك بحق العودة للاجئين
أيمن عزام

أيمن عزام

6:25 م, الأحد, 28 يونيو 20

لجأ فنان شاب إلى الرسم على وجوه الأطفال في غزة كوسيلة لتعزيز التمسك بحق العودة للاجئين، واصطف العشرات منهم بانتظار أن يحظوا برسم على وجوههم، وهو ما يثير البهجة في نفوسهم.

وفي إحدى الأزقة الضيقة في مخيم “الشاطئ” للاجئين غرب غزة، ينتظر الأطفال دورهم ليرسم الفنان محمد عبد العال على وجوههم، فيما راح بعضهم للتصفيق والغناء.

الرسم على وجوه الأطفال في غزة

ويسخر عبدالعال (22 عاما) موهبته العالية في الرسم لترسيخ ثقافة التمسك بحق العودة للاجئين لدى الأطفال ويختار في سبيل ذلك رموزا متنوعة ذات ارتباطات قوية بالقضية الفلسطينية.

ويقول عبد العال لوكالة أنباء (شينخوا)، إنه يستهدف بهذه الرسومات تكريس التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين لدى الأطفال وتوجيه رسالة للعالم بأن قضية اللاجئين لا يمكن أن تنتهي دون حل عادل لهم.

ويضيف بينما يرسم شجرة زيتون على وجه طفلة صغيرة ” أن يطلق عليك لقب لاجئ ليست بالشيء الهين على نفوسنا، خاصة أن أرواحنا تواقة دوماً للعودة إلى بلادنا الأصلية”.

خريطة فلسطين التاريخية

ومن بين ما يرسمه عبد العال خارطة فلسطين التاريخية وأشجار الزيتون على وجوه الأطفال لما لها من قيمة رمزية كبيرة لدى الفلسطينيين، تعني بقوة تواجدهم وتمسكهم بأرضهم، فيما كتب عبارات رافضة لمخطط الضم الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية.

ويخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 بما فيها منطقة الأغوار ذات الأهمية الاستراتيجية.

واعترض الفلسطينيون على خطة الضم وكذلك المجتمع الدولي والأمم المتحدة باعتبارها انتهاكا للقانون الدولي وتقويض لرؤية حل الدولتين لحل الصراع.

مخطط ضم أجزاء من الضفة الغربية

ويعقب عبد العال على مخطط الضم “سترتكب إسرائيل جريمة جديدة ضد الفلسطينيين إلى جانب جرائمها الأخرى، وذلك بتهجير المزيد من السكان الأصليين وتحويلهم إلى لاجئين جدد ينتظرون المساعدات من المؤسسات الدولية”.

وينبه إلى أنه اعتاد منذ أن كان صغيرا أن يستمع إلى حكايات أجداده حول بلدتهم الأصلية، مما جعله يبحث أكثر عن مدينة المجدل ليعرف المزيد عنها، مشيرا إلى أن “حب البلاد بات جزءاً أساسياً من شخصيته الفلسطينية”.

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين نحو 13.4 مليون لاجئ في العالم وفق آخر تقرير أصدره جهاز المركز الإحصائي يوم (الأحد) الماضي، بينهم 6.64 مليون لاجئ في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

أزمة مالية تضغط على منظمة الأونروا

وبحسب الاحصاء، فإن ما نسبته 28.4 في المائة من اللاجئين يعيشون في 58 مخيماً رسمياً تابعاً لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث تتوزع بواقع 10 مخيمات في الأردن، و9 مخيمات في سوريا، و12 مخيماً في لبنان، إضافة إلى 19 مخيماً في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة.

وتوفر أونروا الخدمات الأساسية للاجئين مثل التعليم والصحة والغذاء، إلإ أنها تعاني في السنوات الأخيرة من أزمة مالية حادة، نتيجة لتقليل الدعم المالي المقدم لها من الدول المانحة، إضافة إلى وقف تمويلها من الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى إنهاء وجود المنظمة.

تزايد أعداد المخيمات

ويقول اللاجئ الفلسطيني محمد بنات (39 عاما) من مخيم الشاطئ، وهو والد أحد الأطفال الذين رسموا على وجوههم، لـ ((شينخوا)) إن “مخيمات اللاجئين منذ أن تم إنشاؤها وتأسيسها لم يتغير عليها شيء، سوى أن أعدادنا ازدادت أضعافا مضاعفة”.

ويضيف محمد بنات بينما كان يشير إلى عدد من الأطفال الحفاة “هذا هو حال اللاجئين فهم ينتظرون المساعدات من المنظمات الدولية التي تسكتنا بالقليل من الطعام والشراب ولكن دون وجود أي أمل لنا بالعودة إلى بلادنا واستعادة حياتنا الكريمة”.

إنجاب الأطفال سلاح اللاجئين الوحيد

وينوه بنات وهو والد لثمانية أطفال “سلاحنا الوحيد لمواجهة هذا الاحتلال الذي يتجاهل قضيتنا الأساسية هو إنجاب الكثير من الأطفال وزيادة أعدادنا لنكون عاملا أساسيا باستعادة الخارطة الديمغرافية لنا كفلسطينيين”.

وبعد أن أنهى عبد العال الرسم على وجه الطفل أحمد بنات (13 عاما)، حتى انطلق فرحاً بين أصدقائه الذين ينتظرون دورهم، وتغمره السعادة بالرسومات التي رسمت على وجهه.

ويقول الطفل أحمد لـ ((شينخوا)) “نحن نعيش هنا في مخيم للاجئين لا يوجد لدينا كهرباء ولا مياه ولا حياة مناسبة لأطفال مثلنا، ونأمل أن يساعدنا العالم على العيش بأمان وسلام بعيدا عن الحروب”.

يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة “المال”