وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ، هنا مساء أمس الخميس، ليبدأ زيارة دولة إلى طاجيكستان عقب جدول أعمال مزدحم في قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي عقدت في العاصمة الكازاخية، أستانا.
استقبل الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن، الرئيس شي في مطار دوشنبه الدولي ورحب به في مراسم فخمة، حيث كان نحو 1500 شاب طاجيكي يرتدون الملابس التقليدية ويرقصون ويلوحون بأعلام الصين وطاجيكستان.
وفور وصوله، أعرب شي عن تطلعه إلى إجراء مناقشات مع رحمن لصياغة خطط وترتيبات جديدة لتنمية العلاقات الصينية-الطاجيكية في ضوء الظروف الجديدة.
وقال شي إنه يتطلع إلى أن تحقق هذه الزيارة نجاحا كاملا، وأن تسفر عن الارتقاء بالتعاون الشامل بين الصين وطاجيكستان إلى آفاق جديدة، بفضل الجهود البناءة من البلدين.
وأخبر رحمن وكالة أنباء (شينخوا) في مقابلة حديثة أن زيارة الدولة التي يجريها الرئيس شي إلى طاجيكستان ستضخ زخما جديدا وقويا في تنمية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الدولتين وتعزيزها.
وقال أيضا إن العلاقات الصينية-الطاجيكية دخلت مرحلة تاريخية جديدة، فتحت فيها آفاقا جديدة أمام التعاون واسع النطاق.
وشهدت السنوات القليلة الماضية تفاعلات وثيقة بين رئيسي الدولتين. خلال زيارة الرئيس شي إلى طاجيكستان في 2019، قلده رحمن وسام التاج في دوشنبه. وتعهدت الصين وطاجيكستان ببناء مجتمع تنموي ومجتمع أمني بين البلدين.
وفي مايو 2023، خلال قمة الصين-آسيا الوسطى، أعلن الزعيمان بشكل مشترك بناء مجتمع مصير مشترك صيني-طاجيكي يتسم بصداقة أبدية وتضامن ومنفعة متبادلة.
وقال عبد الغفور عبد الجبار، الرئيس السابق لإدارة العلاقات الدولية بوزارة الثقافة في طاجيكستان “تلك المبادرات والقرارات المشتركة لخلق مجتمع مشترك صيني- طاجيكي حققت بالفعل نتائج ملموسة”.
وسلط عبد الجبار الضوء على الصرحين اللذين تم بناؤهما بمساعدة الصين في شارع روداكي، الطريق الرئيسي في دوشنبه: وهما مبنى الحكومة ومبنى البرلمان، مشيرا إليهما باعتبارهما معلمين جديدين في العاصمة.
وتابع قائلا في حديثه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)) ” هذه ثمرة الصداقة بين زعيمينا”، مضيفا “إنهما يتشاركان تعاطفا كبيرا وصداقة نقية وفهما متبادلا”.
وأردف قائلا “كلمات شي تتماشى مع أفعاله، وما يقوله محسوس دائما من خلال الممارسة”.
طاجيكستان جارة للصين، وقد تضاعفت التجارة بين الصين وطاجيكستان مرتين خلال الفترة من 2013 إلى 2023. وأصبحت الصين المصدر الأكبر للاستثمار في طاجيكستان، وثاني أكبر شريك تجاري لها.
وكانت طاجيكستان بين أوائل الدول في دعم مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي في عام 2013، وفي توقيع وثائق تعاون ذات صلة مع الصين. وضمن إطار مبادرة الحزام والطريق، تم تنفيذ سلسلة من مشروعات التعاون والمساعدة الصينية-الطاجيكية في مجالات رئيسية مثل البنية التحتية والمعادن والطاقة والأسمنت وصناعة المنسوجات القطنية.
وقال السفير الصيني لدى طاجيكستان جي شو مين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن “مجال التعاون العملي بين الصين وطاجيكستان واسع، والآفاق واعدة”.
وذكر أن الدولتين تدعمان بعضهما البعض بقوة بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما الأساسية، مضيفا أن كل من البلدين عانى من “قوى الشر الثلاث” وهي الإرهاب والتطرف والانفصالية، وأن البلدين يناصران مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.
وفي شوارع دوشنبه، يوجد العديد من الشبان الذين يمكنهم الحديث باللغة الصينية، ومن الشائع الاستماع إلى السكان المحليين وهم يقومون بتحية الزوار من الصين بكلمة “نيهاو” ما يعني “أهلا” باللغة الصينية القياسية.
وقال عبد الرحيم جورايف، أستاذ في الجامعة الطاجيكية الحكومية للقانون والأعمال والسياسة، “في طاجيكستان، هناك اهتمام متزايد ملحوظ بالصين، وبدراسة الخبرة الصينية في التحديث والثقافة الصينية واللغة الصينية”.
وفي السنوات القليلة الماضية، هناك زيادة كبيرة في عدد الطلاب الطاجيك الذين يدرسون في معاهد كونفوشيوس في بلدهم أو يدرسون في الصين. وعلى سبيل المثال، منذ إقامة معهد كونفوشيوس بالجامعة الوطنية الطاجيكية في أغسطس 2008، قام المعهد بتدريب ما يقرب من 39 ألف متعلم للغة الصينية.
وتقوم ورشة لوبان في طاجيكستان التي شاركت في تأسيسها كلية تيانجين لإدارة البناء الحضري والتكنولوجيا المهنية في الصين، والجامعة التقنية الطاجيكية، بتدريب المهنيين المهرة، ما يقدم إسهامات في التعليم المهني والتصنيع وجهود التحديث في طاجيكستان.
وذكر جورايف أن زيارة الرئيس شي ستضخ زخما جديدا في التعاون بين البلدين، وستسهم في الازدهار الشامل لوسط آسيا.