تباينت ردود فعل دول الشرق الأوسط على اتفاق الإمارات وإسرائيل يوم الخميس الماضى بوساطة أمريكية حول تطبيع العلاقات الثنائية، ما بين الترحيب والرفض.
فقد أعلنت الإمارات التوصل مع الولايات المتحدة وإسرائيل لاتفاق يوقف ضم الأراضى الفلسطينية، واتخاذ خطوات تعزز فرص السلام فى الشرق الأوسط.
اتفاق الإمارات وإسرائيل مثير للخلاف
وأعلنت القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثى الأمريكى الإسرائيلى الإماراتى، معتبرة إياه “نسفا لمبادرة السلام العربية وقرارات القمم العربية والإسلامية والشرعية الدولية”.
وأكد العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة يوم الجمعة، أن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل سيسهم في دفع وتعزيز جهود السلام وفتح آفاق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وهنأ في مكالمة هاتفية مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالإنجاز الذي سيخدم تطلعات الأمن والتقدم والازدهار لشعوب المنطقة، كما ذكرت وكالة أنباء البحرين (بنا).
وأشاد الملك حمد بما تم الاتفاق عليه بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والذى تم بموجبه إيقاف قرار إسرائيل ضم الأراضىى الفلسطينية بما يحافظ على حل الدولتين ويبقي على فرص السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
مصر تؤيد الاتفاق
كما أشاد الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، بالاتفاق، وقال في بيان على حسابه بموقع (فيسبوك)، “تابعت باهتمام وتقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضى الفلسطينية، واتخاذ خطوات من شأنها إحلال السلام فى الشرق الأوسط”.
وثمن “جهود القائمين على هذا الاتفاق من أجل تحقيق الازدهار والاستقرار لمنطقتنا”.
وأجرى السيسى، اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، أعرب خلاله عن “التهنئة لخطوة السلام التاريخية التي قامت بها دولة الإمارات”، حسب بيان رسمى.
واعتبر الرئيس السيسى أن هذه الخطوة “من شأنها أن تدفع وتفتح آفاق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
تأييد من سلطنة عمان
وقد أعربت سلطنة عمان يوم الجمعة عن تأييدها لقرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن علاقاتها مع إسرائيل، في إطار الإعلان التاريخي المشترك بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وبحسب وكالة الأنباء العمانية (الحكومية) أصدرت وزارة الخارجية العمانية هذا اليوم بيانا رسميا جاء فيه “أعرب ناطق رسمى بوزارة الخارجية عن تأييد سلطنة عمان قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن العلاقات مع إسرائيل فى إطار الإعلان التاريخى المشترك بينها وبين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وأضاف البيان “وتأمل السلطنة أن يسهم ذلك في تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى الشرق الأوسط وبما يخدم تطلعات شعوب المنطقة في استدامة دعائم الأمن والاستقرار والنهوض بأسباب التقدم والازدهار للجميع”.
وفى اليمن، قال وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي في بيان إن “موقفنا سيظل ثابتا ولن يتغير تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف”.
معارضة إيرانية حادة
ومن ناحية أخرى، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف يوم الجمعة، أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل خيانة للقضية الفلسطينية.
وقال قاليباف، في تغريدة على صفحته الشخصية على تويتر، إن هذا الاتفاق تسوية مذلة وخيانة للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن النضال ضد إسرائيل سيستمر بقوة.
كما أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية فجر يوم الجمعة بيانا تدين فيه اتفاق الإمارات وإسرائيل على التطبيع، وقالت إنه “حماقة إستراتيجية” ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة فى المنطقة.
موقف تركى صارم
وفى تركيا، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يوم الجمعة، إن تركيا قد تعلق علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، أو تستدعى سفيرها بالإمارات بسبب اتفاق الإمارات مع إسرائيل.
وأوضح أردوغان من أسطنبول أننا “نقف مع الشعب الفلسطيني. ولن نترك فلسطين تنهزم أو نترك الفلسطينيين ينهزمون”.
وقال: “لقد أصدرت التعليمات الضرورية لوزير خارجيتي. وقد نعلق العلاقات الدبلوماسية (مع الإمارات) أو نستدعى سفيرنا هناك”.
وتعتقد تركيا أن الاتفاق الذي سيؤدي لتطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وإسرائيل، يتجاهل إرادة فلسطين.
وفي نفس الوقت، ذكر المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين عبر حسابه على موقع ((تويتر)) الإلكتروني أن “سياساتهم البائسة لن تعطل الذين يؤمنون بالعدالة والحرية والقيم النبيلة بل ستعطيهم قوة”.
مظاهرات فلسطينية
وفى الضفة الغربية وقطاع غزة، تظاهر المئات من الفلسطينيين يوم الجمعة، ضد إعلان اتفاق تطبيع العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل برعاية أمريكية.
وجابت تظاهرة الشوارع الرئيسية لمدينة غزة بدعوة من حركة الجهاد الإسلامى رفع خلالها المشاركون الأعلام الفلسطينية ولافتات مكتوبة تندد باتفاق أبو ظبي وإسرائيل.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش خلال التظاهرة، إن الاتفاق المذكور يشكل “مرحلة سوداء في تاريخ الأمة العربية” ووصفه بـ”الجريمة”.
وأكد البطش أن “الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين والتطبيع مع المحتل سرا أو علانية هو خيانة”، مطالبا بسحب الاعتراف بإسرائيل.
حماس وفتح تعارضان الاتفاق
من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مشير المصرى، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي “خيانة عظمى للقضية الفلسطينية ورذيلة دبلوماسية لا يمكن أن تغتفر”.
وأضاف المصرى أن الاتفاق “طعنة غادرة في خاصرة القضية الفلسطينية، ويشكل خدمة مجانية للاحتلال، وتعديا صارخا على الحقوق الوطنية الفلسطينية”.
وشهدت مدن رام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية تظاهرات مماثلة عقب أداء صلاة الجمعة.
وقال أمين سر حركة فتح في نابلس جهاد رمضان خلال التظاهرة، إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي خيانة للقضية الفلسطينية وتنكر لكل روابط العروبة والقومية والإسلام”.
وأضاف أن الاتفاق “يمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني فى وقت يواجه فيه عدوانا ومؤامرة”، مطالبا الأمة العربية والإسلامية بالزحف لكل السفارات الأمريكية والإسرائيلية برفض الاتفاق ومناهضته.
وشهدت ساحات المسجد الأقصى في شرق القدس تجمعات لعشرات المصلين الفلسطينيين عقب أداء صلاة الجمعة للاعتراض على اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وذكرت مصادر فلسطينية أن عناصر من الشرطة الإسرائيلية داهمت أماكن التجمعات وصادرت الشعارات والصور المنددة بالاتفاق.
الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل “باطل شرعا”
وفى خطبة الجمعة، أكد مفتى فلسطين خطيب المسجد الأقصى محمد حسين، أن اتفاق العلاقات بين الإمارات وإسرائيل “باطل عرفا وشرعا ومؤامرة مفضوحة ضد الشعب الفلسطيني وقضيته”.
وفى هذه الأثناء، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، إن الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل على التطبيع “تم على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني”.
جاء ذلك فى بيان لعريقات عقب اجتماعه في الضفة الغربية مع القنصل العام الإيطالى جوسبي فيدلي، والقنصل الإسباني العام أيجاناسيو جارسيا فالديكاساس، والقائم بأعمال رئيس البعثة الألمانية في فلسطين مايكل هارولد، كل على حدة.
وطالب عريقات هذه الدول بوجوب “استمرارها بالثبات على مواقفها المؤيدة للقانون الدولى والشرعية الدولية والرافضة لصفقة القرن والضم والاستيطان وفرض الحقائب على الأرض”.
يشار إلى أن هذه المقالة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.