مع قدوم موسم الحصاد في المملكة العربية السعودية، تعج أسواق التمور للبيع بالجملة والتجزئة بأنواع متعددة من التمور في جميع أنحاء البلاد ما يميز المملكة بكونها تضم أكبر عدد من أشجار النخيل في العالم وهي ثالث أكبر منتج للتمور الطازجة على المستوى الدولي.
ويوجد أكبر سوق للتمور في المملكة في بريدة، الواقعة في شمال وسط القصيم وتبعد 330 كيلومترا عن العاصمة الرياض ويوجد في المدينة أكثر من 7 ملايين نخلة، وهو أعلى رقم لأشجار النخيل في جميع المناطق في المملكة.
%15 من الإنتاج العالمي
ويعتبر مهرجان التمور في بريدة الذي يختتم فعالياته اليوم (الخميس) من أهم الفعاليات التي تسلط الضوء على زراعة وأهمية النخيل، وهو ينظم بشكل سنوي منذ حوالي 60 عاما، ويشمل على العديد من الأنشطة والفعاليات، وبيع التمور التي تتسم بالجودة العالية.
ووفقا للمركز الوطني السعودي للنخيل والتمور، يبلغ الإنتاج السنوي من التمور الطازجة في السعودية حوالي 15% من الإنتاج العالمي، حيث يصل إلى 1.3 مليون طن سنويا من 28 مليون نخلة، وهناك أكثر من 1000 كيلومتر مربع من الأراضي مخصصة لزراعة النخيل في المملكة لإنتاج حوالي 400 نوع من التمور.
شريان حياة لآلاف المزارعين والشباب
واجتمع المزارعين من القصيم ومناطق أخرى خلال أيام المهرجات التي امتدت لـ 35 يوما للمشاركة في أكبر حدث من نوعه ، وما يميز المهرجان هو مدينة بريدة الواقعة في منطقة نجد التاريخية التي تعد مركزا للثقافات المتنوعة ومجموعة متنوعة من المهرجانات، حيث تتميز الأسواق فيها ببيع المواد الغذائية والحرف اليدوية.
ويعد التسوق في المهرجان الموسمي تجربة فريدة من نوعها، خاصة خلال موسم الحصاد الذي يصادف شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام، فالفعالية ليست مجرد سوق سنوي ولكنه أيضا شريان حياة لآلاف المزارعين والشباب الذين يعتمدون على زراعة النخيل كمصدر رزق، ويعتبر المهرجان فرصة لتنظيم المزادات للراغبين بالحصول على أعلى كمية من التمور.
ويشهد المهرجان قدوم مئات الشاحنات محملة بصناديق من التمور المتنوعة يعتليها البائعون بالثياب التقليدية يدعون الزوار لفحص وشراء ما يقدمونه من أجود التمور.
عرض 45 نوعا من التمور
وبين رئيس الفريق الإعلامي للمهرجان، خالد عبد الله الربيعة بأن هذه الفعالية هي أكبر نشاط زراعي واقتصادي موسمي في المملكة، فهو يوظف أكثر من 400 شاب وشابة لتولي العمليات الترويجية والمحاسبة والإدارة.
وقال: “المهرجان هو الأكبر في العالم من حيث معاملات البيع التي تجري داخل ساحات السوق، بالإضافة إلى أكثر من 2000 سيارة محملة بمئات الأطنان من التمور بشكل يومي”.
وأوضح أن المزارعين والتجار يعرضون في المهرجان 45 نوعا من التمور التي تزرع في منطقة القصيم.
زيادة حصة السعودية في سوق التمور العالمي
وتشهد المملكة خلال موسم حصاد التمور الذي يبدأ من شهر أغسطس ويستمر حتى شهر أكتوبر تنظيم أسواق لبيع التمور ويستقطب مهرجان بريدة العديد من المستهلكين والتجار من دول الخليج والعالم العربي.
تسعى الهيئة السعودية لتنمية الصادرات، من خلال جناحها في مهرجان بريدة للتمور، إلى زيادة حصة المملكة في سوق التمور العالمي عن طريق زيادة وعي التجار بأهمية التصدير وجذب مصدرين محتملين.
كما تهدف إلى تسليط الضوء على فرص السوق العالمية في قطاع التمور، استنادا إلى دورها في زيادة نسبة الصادرات السعودية غير النفطية، وتشجيع الانفتاح على الأسواق الدولية ، ورفع الجودة التنافسية للمنتجات المحلية، وتحقيق رؤية المملكة الاقتصادية 2030 .
وبلغت الصادرات السعودية من التمور 758 مليون ريال سعودي (202 مليون دولار أمريكي) في عام 2018، بما في ذلك إعادة الصادرات، بزيادة قدرها 8 في المائة مقارنة بعام 2017، وفقاً لهيئة تنمية الصادرات السعودية.
يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شيننخوا بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال