شيماء بهيج: الاقتصاد المنزلي «علم الحياة».. وترشيد الإنفاق يبدأ من المنزل

الاقتصاد المنزلي لا يقتصر على تعليم الطهي، بل يعزز العديد من المهارات التي تجعل الأفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة اليومية بشكل أكثر كفاءة

شيماء بهيج: الاقتصاد المنزلي «علم الحياة».. وترشيد الإنفاق يبدأ من المنزل
أحمد الأطرش

أحمد الأطرش

9:01 م, الأربعاء, 25 ديسمبر 24

أكدت الدكتورة شيماء بهيج، أستاذة الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن الاقتصاد المنزلي هو “علم الحياة”، حيث يساهم في تعلم المهارات التي يحتاجها الإنسان في كافة جوانب حياته اليومية.

وأضافت «بهيج»  في تصريحات  لبرنامج «البيت»، المذاع على «قناة الناس»، اليوم الأربعاء: «الاقتصاد المنزلي ليس فقط علم الطهي أو التحضير للطعام، بل هو علم التعامل مع كل شيء في الحياة، سواء في التعامل مع الأصدقاء، أو مع العائلة، أو في إدارة الموارد داخل البيت، أو حتى في التعامل مع الجيران».

وتابعت: «من خلال الاقتصاد المنزلي، يتعلم الطالب العديد من المهارات العملية والأكاديمية والقيم الأخلاقية، مثل التفكير الابتكاري، التفكير الناقد، والتحليلي، وهي كلها مهارات أساسية في الحياة، كما يتعلم أيضًا قيم الاحترام، التعاون، وتأسيس المنازل وتنظيمها، وكيفية تحقيق التوازن بين احتياجاته ورغباته»

وأشارت إلى أن الاقتصاد المنزلي يعزز المهارات العملية مثل إعداد الوجبات الاقتصادية التي تحقق فائدة غذائية عالية بأقل تكلفة، وفي الاقتصاد المنزلي، نعلم الطلاب كيف يعدون وجبة غذائية متكاملة باستخدام عناصر غذائية أساسية، وكيفية توازن الوجبة من حيث القيمة الغذائية والتكاليف.

وأضافت: «نحن لا نعلم الطلاب كيفية إعداد الطعام فقط، بل كيفية التفكير في وجبة غذائية متكاملة تعود بالفائدة على الجسم وبأقل تكلفة على الأسرة، وعلم الاقتصاد المنزلي يمتد ليشمل مهارات الحياة اليومية مثل كيفية صنع الهدايا بتكلفة منخفضة، مثل إعداد هدية بسيطة باستخدام مواد موجودة في المنزل، أو تعلم فنون التطريز والكروشيه، وكذلك تعلم مهارات إدارة المنزل مثل ترتيب المائدة وتنسيق الفوط بشكل مبتكر».

ولفتت إلى أن الاقتصاد المنزلي لا يقتصر على تعليم الطهي، بل يعزز العديد من المهارات التي تجعل الأفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة اليومية بشكل أكثر كفاءة. كما طالبت بأن يتم تدريس هذا العلم منذ المراحل المبكرة في المدارس، مؤكدة: “لا ينبغي أن يقتصر تعلم الاقتصاد المنزلي على المرحلة الثانوية فقط، بل يجب أن يبدأ من مرحلة الروضة، لأن هذه المهارات تشكل أساسًا لحياة أكثر توازنًا وقدرة على التعامل مع جميع جوانب الحياة”.

أكدت شيماء بهيج، أهمية تعليم الأطفال مبادئ ترشيد الإنفاق منذ سن مبكرة، منذ عمر خمس إلى عشر سنوات، لافتة إلى أن المفهوم الأساسي الذي نعلمه للأطفال هو أن المال هو عملية تبادل، حيث يتم تبادل المال بالسلع، وهذه السلع قد تكون حاجات ضرورية أو رغبات.

وواصلت: «نبدأ بتوضيح الفرق بين الحاجات والرغبات للأطفال، فالحاجات هي الأشياء التي نحتاج إليها لتلبية متطلبات حياتنا الأساسية، بينما الرغبات هي الأشياء التي نتمناها ولكنها ليست ضرورية، على سبيل المثال، إذا كنا ذاهبين إلى السوبر ماركت، نطلب من الطفل كتابة قائمة بما نحتاجه، ثم نحدد الميزانية المتاحة، وبالتالي يتعلم الطفل كيفية تحديد أولوياته».

وأوضحت أن الأطفال يتعلمون من خلال هذه التجارب كيفية تقسيم المصروف الشخصي بين ثلاثة أمور رئيسية: «أولاً، الادخار، وثانيًا، شراء الأشياء التي يحتاجون إليها، وثالثًا، التبرع لغيرهم، ومن هذا نريد أن يتعلم الأطفال منذ صغرهم أن المال ليس فقط للإنفاق على أنفسهم، بل يمكن أيضًا أن يُستخدم لمساعدة الآخرين».

وتحدثت شيماء بهيج، عن التحديات التي يواجهها الآباء في تلبية رغبات الأطفال قائلة: «أحيانًا نضعف أمام إصرار الأطفال على شراء شيء ما، لكن من المهم أن نعلمهم أنه يجب أن يكون هناك توازن بين حاجاتهم الأساسية ورغباتهم. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يرغب في شراء عصير غالي الثمن بينما يمكنه الحصول على حليب بسعر أقل، فإننا نساعده في اتخاذ قرار رشيد يعتمد على ما هو أكثر فائدة له».

وقالت: «كما كنا نعلمهم في الماضي كيفية ادخار المال في حصالات، فإن التعليم الحالي يجب أن يشمل إرشادهم إلى كيفية اتخاذ قرارات مالية ناضجة، سواء في شراء أشياء تحتاج إليها أو في كيفية تحديد أولوياتهم بشكل عملي، لكي ينشأ جيل قادر على إدارة موارده المالية بكفاءة».