اتفق الرئيس الأذربيجاني وشيخ الأزهر على أهمية استمرار حشد الجهود الدولية لمواصلة الضغط من أجل وقف العدوان على غزة ولبنان، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المعزول، ورفضهما الكامل للتعدي على ممتلكات منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وعرقلة عملها ومنعها من تقديم خدماتهم للفلسطينيين الأبرياء، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المخيمات، واستشهاد أكثر من 40 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، وتهجير قرابة المليوني شخص من منازلهم.
جاء ذلك خلال لقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، إلهام علييف رئيس أذربيجان، في مستهل زيارته للعاصمة باكو، للمشاركة في الدورة الـ29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ(COP29) .
وأعرب شيخ الأزهر عن تقديره لأذربيجان ولرئاسة مؤتمر الدول الأطراف على هذا التنظيم المتميز لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) والقمة العالمية لقادة وزعماء الأديان من أجل المناخ، داعيا أن يكلل جهود القادة والعلماء المشاركين في هذا المؤتمر، وأن يؤتي ثماره المرجوة في مواجهة أخطر ما يهدد البشرية، أزمة تغير المناخ.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن تزامن زيارته لأذربيجان مع إعلان مدينة شوشة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2024، يحيي في نفوس المسلمين ضرورة العمل على استعادة العالم الإسلامي لموقعه في النظام العالمي الجديد، وقدرته على الانطلاق من تراثه الإسلامي العريق لتحقيق نهضة إسلامية شاملة في مختلف المجالات، وأن أولى خطوات الانطلاق هي العمل على لم شمل الأمة ووحدتها، مؤكدا أن هذا هو السبيل الأوحد لرقيها وتقدمها.
وأشار إلى أن الأزهر ومجلس حكماء المسلمين يبذلان جهودا كبيرة في تحقيق الوحدة الإسلامية المرجوة من خلال عقد مؤتمر في مملكة البحرين لتعزيز الحوار بين مختلف مدارس الفكر الإسلامي، وبخاصة السنة والشيعة، للخروج بصوت إسلامي موحد قادر على التعبير عن موقف علماء الدين الإسلامي تجاه مختلف التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة.
كما أكد الإمام الأكبر استعداد الأزهر لرفع مستوى التعاون مع أذربيجان لتحقيق الأهداف المشتركة، وكذلك تعزيز أوجه التعاون بين مجلس حكماء المسلمين وإدارة مسلمي القوقاز بما يخدم مسلمي أذربيجان.
من جانبه، أعرب الرئيس الأذربيجاني عن امتنانه لتلبية شيخ الأزهر دعوته للمشاركة في “COP29” وتقديره لجهوده في نشر قيم السلام العالمي والأخوة والتسامح، وأنه ما زال يتذكر الزيارة التي قام بها للأزهر الشريف خلال العام الحالي، مؤكدا أن زيارة شيخ الأزهر لأذربيجان تسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين خاصة في مجال الحوار بين الأديان، وتقديره للجهود التي يبذلها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين في تحقيق الوحدة الإسلامية، مؤكدا أن أذربيجان لا تدخر جهدا من أجل رفع مستوى التنسيق والتقارب بين الدول الإسلامية، انطلاقا من إيمانها بأن العالم الإسلامي لن يستطيع النهوض والتقدم إلا بالتكامل والتنسيق الكامل بين مختلف مكوناته، وأن مؤتمر البحرين للحوار الإسلامي يمثل خطوة مهمة في تعزيز وحدة الأمة وتقاربها، وأن أذربيجان حريصة على المشاركة وبقوة في هذا الحدث الإسلامي المهم.
وأشار الرئيس الأذربيجاني إلى أن مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر الدول الأطراف COP29 لأول مرة هو تشريف لأذربيجان، وتعكس حرص أذربيجان الجاد في تنسيق التعاون بين القادة والزعماء الدينيين وصناع القرار السياسي لرفع الوعي بخطورة أزمة تغير المناخ، واستنهاض كل الهمم من أجل إيجاد حلول واقعية لأخطر ما يهدد بقاء البشرية واستدامة الموارد الطبيعية للكوكب، مشيدا بمبادرة “جناح الأديان” التي ينظمها مجلس حكماء المسلمين للمرة الثانية على التوالي في COP29، وثقته في أن يسهم هذا الجناح المهم في تعزيز ونشر الوعي الديني تجاه الأزمات البيئية والمناخية.