تستعد شركة «شنايدر إلكتريك» للبدء فى تنفيذ المرحلة الثانية لتنفيذ 5 مراكز تحكم آلية بالطاقة باستثمارات تقارب نحو 4 مليارات جنيه، ضمن خطة وزارة الكهرباء والطاقة للتحول إلى الشبكات الذكية.
وكشف المهندس وليد شتا رئيس الشركة لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا – فى تصريحات لـ «المـال» – أن المراكز الخمس التى سيتم تنفيذها فى المرحلة الثانية تضم كلاً من المنيا، والمدن الجديدة، ووسط الإسكندرية، وشرم الشيخ، ومصر الجديدة.
وأضاف أنه من المرتقب أن يتم البدء فى تنفيذ مركز مصر الجديدة «هيلوبوليس» ثم يأتى بعد ذلك باقى المراكز فى توقيت واحد ، لافتا إلى أنه جار حاليا وضع الاشتراطات من جانب شركات توزيع الكهرباء تمهيدا لتنفيذه والذى قد يستغرق نحو 18 شهرا.
وكشف عن أن مراكز التحكم الآلية ستساهم بشكل كبير فى خفض الفقد فى الشبكات والخطوط لنسب قد تصل لنحو %10 مقارنة بنحو %30 حاليا نتيجة سرقات التيار الكهربائى والانقطاعات الخاصة بالتيار الكهربائى، والتى قد تساهم فى زيادة الفقد ويزيد من الخسائر الخاصة بشركات الكهرباء.
600 مليون حجم الاستثمارات خلال السنوات الثلاث الماضية
فى سياق متصل، أوضح «شتا» أن «شنايدر» انتهت من تنفيذ استثمارات وتوسعات ضخمة خلال السنوات الثلاث الماضية باستثمارات تقارب 600 مليون جنيه (ما يعادل نحو 30 مليون يورو) بنهاية عام 2020.
وتمثلت الاستثمارات التى ضختها الشركة فى 20 مليون يورو نقدا كزيادة رأس مال الشركة، فى أغسطس 2020 ، على الرغم من أزمة كورونا، بالإضافة إلى ضخ 10 ملايين يورو لإضافة خط إنتاج جديد بمصنع الشركة فى بدر وتطوير مركز التوزيع فى العاشر .
وتمتلك الشركة مصنعا ضخما فى مدينة بدر ، ومؤخرا مركز التوزيع الجديد فى مدينة العاشر من رمضان وعدد من المعامل ، بالإضافة إلى 1600 موظف فى شنايدر إلكتريك – مصر.
السوق المصرية قوية وحققت نتائج إيجابية خلال «كورونا» عكس اقتصادات ضخمة
وقال “شتا” إن أزمة كورونا أصابت الاقتصاد العالمى كله، لافتا إلى أنه على الرغم من ذلك لا تزال مؤشرات النمو للاقتصاد المصرى إيجابية ، رغم تباطؤ قطاعات عديدة بسبب الأزمة، وبشهادة المؤسسات الدولية مثل البنك الدولى الذى أشار إلى أن تأثير أزمة جائحة COVID-19 على نمو الاقتصاد المصرى حتى الآن، أقل حدة مما كان متوقعًا.
وأكد أنه من المتوقع خلال العام المقبل أن يشهد الاقتصاد المصرى مزيدا من التحسن والنمو خاصة مع التوسع فى التطعيم باللقاحات الخاصة بفيروس كورونا بشكل كبير على مختلف الوزارات والمصانع والشركات والتعليم والجامعات، بالاضافة إلى التطعيم على مستوى العالم، مما سيقلل كثيرا من حالة عدم اليقين السائدة فى عالم الأعمال.
وأشار إلى أن الاقتصاد المصرى تخطى جائحة كورونا باحترافية كبيرة فى التعامل مع تلك الأزمة بل وحقق نتائج إيجابية وزادت الصادرات وحركة النمو الاقتصادى بشكل ملموس عكس دول كثيرة، مما يثبت إيجابية القرارات والإجراءات الاقتصادية التى تتخذها الحكومة بشكل متواصل لتنمية حركة الاستثمارات الأجنبية والمحلية بشكل مستمر.
وعن أزمة الطاقة التى تضرب العالم حاليا والتضخم فى الأسعار، كشف “شتا” عن أن الدولة المصرية اتخذت خطوات كبيرة فى السنوات الماضية لتفادى مثل تلك الأزمات أبرزها تنويع مصادر توليد الطاقة بشكل كبير، وعدم الاعتماد على مصدر واحد مما قلل من وقع الأزمة على القطاعات المختلفة مثل التوسع فى الطاقة المتجددة والوقود الحيوى.
لم نتأثر بشكل كبير بأزمتى المعادن والطاقة التى تضرب الأسواق العالمية
وأشار إلى أن “شنايدر” لم تتأثر بشكل ملحوظ بأزمات ارتفاع الخامات مثل المعادن “ لأنها تقوم بتصنيع جزء كبير من المكونات عبر السوق المحلية بمصر، وتستهدف زيادة نسبة المكون المحلى ، كما أن أغلب مشروعات “شنايدر” فى الفترة الحالية تعتمد على الرقمنة والتكنولوجيا والمعرفة، وهو ما لم يتأثر بشكل كبير مثل باقى القطاعات الأخرى.
%40 صادرات الشركة عبر مصنعها فى «بدر» ومخطط لزيادتها إلى 50% فى 2022
وأكد أن نسبة المنتج المحلى تصل داخل مصنع “شنايدر مصر” من %40 إلى %60 ويتم استيراد الصاج والنحاس من الشركة الأم التى عادة ما يكون لديها احتياط كبير فى مستلزمات الإنتاج ومتواجد فى مناطق متعددة، مضيفاً لذلك لم يكن لدينا مشكلة فى مصر ، وتأثرنا لم يكن كبيرا مقارنة مع دول أخرى معتمدة على الاستيراد بشكل كبير.
نسعى لزيادة الاستثمار فى العامل البشرى.. و40 – 60 مكونا محليا نستهدف زيادتها
وأضاف “شتا” أن الشركة ستركز استثماراتها خلال الفترة المقبلة على العامل البشرى لزيادة إنتاجية وكفاءة العامل البشرى، موضحا أن %99 من العاملين فى “شنايدر مصر” مصريون مقابل %1 من جنسيات أخرى، لافتا إلى أنه من المتوقع أن تزيد الشركة استثماراتها فى معامل الاختبار أو الجودة.
وكشف “شتا” عن أن شركة شنايدر قامت مؤخرا بزيادة نسبة صادراتها عبر مصر بنسبة تصل لنحو %10 ليسجل إجمالى الصادرات من مصانع الشركة بمصر لنحو %40 تستهدف الوصول بها إلى %50 من إنتاج مصنع بدر للشرق الأوسط وأفريقيا، كما تتواجد الشركة بالفعل فى أفريقيا عبر جنوب أفريقيا والجزائر والإمارات والسعودية ويتم التصدير لهم من مصنع بدر. يذكر أن “شنايدر إلكتريك” تعمل فى مصر منذ عام 1987، وتقدم حلول الطاقة لـ 4 قطاعات تتضمن قطاع الرقمنة، ومراكز البيانات، وقطاع الطاقة بما يحتويه من كهرباء وبترول وغاز وطاقة جديدة ومتجددة، وقطاع المبانى بكافة أنواعها التجارية والمولات والمنازل والمستشفيات والمدارس، والقطاع الصناعى من المصانع الصغيرة والكبيرة