كشف شريف لقمان، وكيل محافظ البنك المركزي المصري للشمول المالي، عن خطة لزيادة عدد مراكز خدمات تطوير الأعمال التي يجري إنشاؤها من خلال مبادرة رواد النيل، التابعة للبنك المركزي، بالتعاون مع عدد من البنوك، من 33 مركزًا إلى 100 مركز؛ بهدف التوسع في نشر الخدمات غير المالية لأصحاب المشروعات الناشئة والصغيرة والمتوسطة ومساعدة المرأة والشباب من الجنسين بمختلف المحافظات في إنشاء مشروعات خاصة بهم.
وقال لقمان، خلال مشاركته في جلسة حول الشباب والمرأة وريادة الأعمال في إفريقيا وتضييق الفجوات للاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارّية التي عُقدت على هامش اجتماعات بنك التصدير والاستيراد الإفريقي أفركسيم بنك 2022 وتختتم أعمالها اليوم السبت، إن مبادرة رواد النيل التي تأسست عام 2019، تعدّ واحدة من أهم المبادرات التي تقدم العديد من الخدمات غير المالية للعديد من الفئات وتسهم في زيادة قاعدة الشمول المالي والاندماج في الاقتصاد الرسمي.
وأضاف أن مبادرة رواد النيل تقدم خدماتها المختلفة في مجالات التصنيع والزراعة والتحول الرقمي، وأسهمت حتى نهاية ديسمبر 2021، في توفير خدمات الاحتضان لأكثر من 240 شركة ناشئة و600 شركة صغيرة ومتوسطة ثلثها شركات تمتلكها سيدات، استفاد منها أكثر من 51 ألف مستفيد، 28% منهم سيدات، وقدمت أكثر من 131 ألف خدمة، 40 ألف حدمة منها ذهبت للسيدات.
وأشار وكيل محافظ البنك المركزي إلى أن هناك اهتمامًا خاصًّا بالمرأة، لزيادة اندماجها في الاقتصاد الرسمي، من خلال تقديم العديد من المبادرات والبرامج التي تسعى لزيادة استفادتها من البرامج التمويلية والخدمات المالية وغير المالية،
وقد أطلقت مبادرة رواد النيل التابعة للبنك المركزي الشهر الماضي 3 برامج خاصة بالمرأة تسهم في زياة تمكينها اقتصاديًّا.
وأكد أن التمكين الاقتصادي للمرأة يسهم في زيادة معدلات النمو الإقتصادي، وخلق المزيد من فرص العمل والتشغيل، وتحسين مستوى المعيشة في العديد من المناطق،
كما أشار إلى إطلاق البنك المركزي نهاية العام الماضي لحساب النشاط الإقتصادي للشركات الصغيرة والعاملة في في القطاع غير الرسمي بهدف شمولها ماليًّا وإتاحة الفرصة لها للاستفادة من الخدمات البنكية بإجراءات ومستندات مبسطة بعيدًا عن التعقيد، وهناك عدد من البنوك لديها هذا الحساب حاليًّا.
وعلى الصعيد الإفريقي قال شريف لقمان، وكيل محافظ البنك المركزي المصري، إن التمويل يعدّ أحد أكبر التحديات أمام السعي لتقليص الفجوة التمويلية بين الجنسين في القارة الإفريقية،
بجانب ضرورة توافر قاعدة بيانات توضح الاحتياجات والعوائق، ومنها التعقيدات في الإجراءات والمستندات للحصول على التمويل، وهو ما يتطلب معالجته، فضلًا عن إرتفاع تكلفة الإقراض للمرأة والذي يصل في بعض الأحيان إلى 40%.
وشدد على أهمية تغيير النظرة نحو عملية تمويل المرأة في إفريقيا، وتأكيد أن دمج المرأة الإفريقية اقتصاديًّا، يسهم في زيادة معدلات الإنتاج والنمو الاقتصادي، ومن ثم الناتج المحلي الإجمالي، كما يعدّ أحد أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن إقصاء المرأة في كثير من المناطق داخل القارة الإفريقية، من خدمات الشمول المالي، والتركيز فقط على عواصم البلدان والمدن الرئيسية يبقى أحد أكبر التحديات أمام تلقيص الفجوة التمويلية بين الجنسين،
مؤكدًا أهمية الوصول بالخدمات المالية والتمويلية إلى المناطق المستبعدة والنائية، ويمكن الاستفادة من التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم، من خلال الآليات الجديدة مثل الرقمنة والتكنولوجيا المالية للوصول إلى هذه المناطق وتوفير التمويل لها،
كما يجب ألا نغفل أيضًا أهمية التدريب والتثقيف وبناء القدرات وخلق منتجات خاصة بهذه الفئات المهمّشة حتى يتم بناء جسور الثقة بينها وبين البنوك في القارة.
ونبّه وكيل محافظ البنك المركزي المصري على أهمية تنمية قدرات ومهارات جمعيات التمويل في قارة إفريقيا؛ حتى تتمكن من التعامل مع تلك الفئات واقناعها بالإندماج في القطاع الرسمي، مؤكدًا أيضًا أهمية الشراكات بين القطاع الخاص والمؤسسات الدولية في تحقيق تلك الأهداف.