«نجاح فى كيان ضخم» عنوان يتماشى مع طبيعة ضيف «المال» فى ذلك الحوار، وهو شريف سالم الخبير المصرى البارز فى صناعة الصناديق الاستثمارية، الذى تدرج فى رحلته المهنية وصولًا الى قيادة قطاع هام وهو «الصناديق المتداولة» فى احدى الكيانات العالمية والشهيرة فى المنطقة العربية «لونيت كابيتال» أو «شيميرا كابيتال» سابقًا.
وصناديق المؤشرات وفقًا لتعريف «البورصة المصرية» فإنها أداة استثمارية مثل سلة تضم مجموعة من الأوراق المالية المتداولة فى البورصة سواء كانت أسهم أو سندات والمكونة لمؤشر محدد بحيث يعتبر الاستثمار فىيها بمثابة الاستثمار فى كافة الأوراق المالية المكونة لهذا المؤشر، وهو ما يعطى المستثمر الفرصة لدخول أسواق وقطاعات محددة ومتنوعة.
«سالم» الذى بات شريكًا وومديرًا لإدارة الأسواق المالية فى «لونيت»، بمقرها فى دولة الامارات، فتح قلبه لـ «المال» من خلال حوار صحفى تم عبر تقنية ZOOM ليكشف عن ما يمكن الافصاح عنه وفقًا لقواعد «لونيت» ليرصد قيمة الأصول المدارة فى الشركة، وحجم قطاع صناديق المؤشرات المتداولة، وفلسفة إطلاق الصناديق ذاتها.
وأفصح «سالم» عن أن حجم صناديق المؤشرات المتداولة فى «لونيت كابيتال» يقدر بـ 220 مليون دولار من اجمالى محفظة أصول مدارة تقدر بـ 105 مليارات دولار فى سبل متنوعة.
يُذكر أن أكبر صندوق مؤشرات متداول فى العالم هو iShares Core S&P 500 التابع لشركة BlackRock حيث تبلغ قيمته السوقية أكثر من 521 مليار دولار أمريكي، ويتم حساب القيمة السوقية لصندوق الاستثمار المتداول (ETF) عن طريق ضرب عدد الأسهم المصدرة فى الصندوق بسعر السهم.
فى البداية، تحدث شريف سالم الشريك ومدير إدارة الأسواق المالية فى شركة «لونيت» عن مسيرته المهنية منذ حصوله على بكالوريوس الاقتصاد من الجامعة الأمريكية عام 1996، حيث انضم إلى المجموعة المالية هيرميس فى عام 1997 بقطاع إدارة الأصول، ثم انتقل إلى دولة الإمارات فى عام 2003 ليعمل فى عدد من قطاعات إدارة الأصول فى بنوك وشركات الاستثمار، ومن أبرزها بنك أبوظبى الأول وبنك الإمارات دبى الوطنى وشركة أبوظبى للاستثمار، وبعدها انتقل شريف إلى شركة «شيميرا كابيتال» فى ديسمبر 2019،وفى عام 2024 تولى منصب شريك ومدير إدارة الأسواق المالية فى شركة «لونيت».
ولفت إلى أن «لونيت» تعد شركة عالمية مستقلة لإدارة الاستثمارات البديلة تتخذ من أبوظبى مقراً لها، وهى مرخصة من سلطة تنظيم الخدمات المالية فى سوق أبوظبى العالمي، وتابعة لشركة «لونيت هولدينج ريستركتد ليمتد»، وأعلنت شركة «شيميرا كابيتال» فى عام 2023 عن تغيير اسمها لتصبح «لونيت كابيتال» كشركة تابعة لـ«لونيت هولدينج ريستركتد ليمتد».
وأوضح الشريك ومدير إدارة الأسواق المالية فى «لونيت» أن الشركة تدير أصولاً بقيمة 105 مليارات دولار تتنوع بين استثمارات خاصة ورأسمال مخاطر وصناديق متداولة.
كما لفت سالم إلى أن لدى «لونيت» 17 صندوق مؤشرات متداولة ومدرجة فى الأسواق المالية الإماراتية حتى الآن، منها 12 صندوقاً أطلقتها شركة «شيميرا» بين عامى 2020 و2023، حيث تمكّن هذه الصناديق المستثمرين من الاستثمار فى أكبر الاقتصادات المتطورة والناشئة فى العالم.
وبيّن الشريك ومدير إدارة الأسواق المالية فى «لونيت» أن حجم صناديق المؤشرات لدى الشركة يقدر بـ220 مليون دولار تقريباً، مؤكداً بأنه يتم العمل وفقاً لاستراتيجية محددة الأهداف بشأن إطلاق الصناديق.
ويعد صندوق «شيميرا ستاندرد أند بورز ألمانيا يوستس المتداول» أحدث صندوق تطلقه الشركة وتم إدراجه فى سوق أبوظبى للأوراق المالية فى 26 سبتمبر 2024، وهو الأول من نوعه من حيث تغطية أكبر 30 شركة ألمانية مدرجة من حيث السيولة ومنها شركات عالمية كبرى مثل «سيمنز» و«مرسيدس بنز».
وأكد سالم أن استراتيجية «لونيت» تقوم على تمكين المستثمرين فى دولة الإمارات من الاستثمار فى أحد أكبر وأقوى الاقتصادات فى أوروبا، من خلال إطلاق صناديق استثمارية تتبع مؤشرات المؤسسة الشهيرة «ستاندرد أند بورز» (S&P).
وأوضح سالم أن صناديق «لونيت» توفر تغطية متنوعة للأسواق المالية، مثل الأسواق المتقدمة كالولايات المتحدة، بنموذجين أحدهما متخصص فى الاستثمار بأكبر 30 سهماً متوافقة مع الشريعة من حيث نمو السيولة بمنهجية إعادة استثمار العوائد، والآخر يعمل على استهداف أسهم القًيِّمة المتداول بمنهجية توزيع الأرباح والمتوافقة مع الشريعة.
وأضاف أن قائمة الصناديق تغطى كذلك أكبر الأسواق الناشئة ممثلة فى الهند والصين، إلى جانب البورصات العربية الكبرى مثل السعودية والكويت، بالإضافة إلى اليابان وباكستان وتركيا والإمارات.
وأشار سالم إلى أن الشركة عملت على تحقيق التوازن للمستثمرين بمحافظهم المالية عبر تدشين صندوق للسندات فى الإمارات وصندوق آخر للصكوك، وذلك عقب تنوع صناديق مؤشرات الأسهم سواء ذات العائد الموزع أو تراكمية العوائد.
ولفت الى أن حجم صناديق المؤشرات يختلف بحسب السوق، حيث يعتبر صندوق «شيميرا ستاندرد آند بورز باكستان» أصغر الصناديق قيمةً بنحو 1.7 مليون دولار، بينما تصل قيمة صندوق «شيميرا فوتسى سوق أبوظبى للأوراق المالية 15 المتداول – ذات العائد الموزع» إلى 66 مليون دولار.
وأكد سالم أن التنبؤ بحجم الصناديق عند إطلاقها أمر ليس سهلاً، خاصةً أن هذا القطاع مازال فى مراحل تطوره الأولية بالمنطقة مقارنة بالأسواق المتقدمة، لافتاً الى عدم وجود مستهدفات لصندوقها الذى يغطى السوق الألمانية، حيث أشار إلى أن الحد الأدنى لحجم إطلاق صندوق للاكتتاب طبقاً للوائح هو 1 مليون درهم إماراتي.
ودلل على ذلك بأن الإقبال على أول صندوق أطلقته «شيميرا» فى يوليو 2020، وهو صندوق «شيميرا ستاندرد آند بورز الإمارات شريعة المتداول»، لم يكن كبيراً فى البداية، ثم بدأ فى جذب العملاء لاحقًا.
يُذكر أن حجم صندوق «شيميرا ستاندرد آند بورز الإمارات شريعة المتداول» يبلغ حاليا نحو 1.5 تريليون درهم إماراتى .
وفى نوفمبر 2023، تلقت الشركة طلبات بقيمة 70 مليون دولار للاستثمار فى صندوق «شيميرا فوتسى سوق أبوظبى للأوراق المالية 15 المتداول – ذات العائد الموزع».
وأوضح سالم بأن «لونيت» تلقّت طلبات بقيمة 4 ملايين دولار عند إطلاق صندوق «شيميرا جى بى مورغان للصكوك العالمية» فى يوليو الماضى والذى يتتبع مؤشر J.P. Morgan Global IG Sukuk.
ويُذكر أن مؤشر J.P. Morgan Global IG Sukuk. يضم حالياً أكثر من 70 من الصكوك ذات السيولة والمقومة بالدولار الأميركى ضمن عدد من الأسواق العالمية.
ويضم الصندوق مجموعة من الصكوك المصدرة من الجهات السيادية وشبه السيادية والشركات التى تحظى بدرجة استثمارية.
ونوه سالم إلى أن «لونيت» تُراعى توقيت طروحات الشركات فى الأسواق المالية بأبوظبى ودبي، حيث تفضل عدم إطلاق أى صناديق عند اقتراب طرح لشركة ما، مشدداً على أنها تعمل على تعزيز قطاع صناديق المؤشرات المتداولة فى السوق الإماراتية من خلال زيادة مستويات الوعى بأهمية تلك الأداة.
ولفت أيضاً إلى أن صناديق المؤشرات تتطلب وقتاً كبيراً لاجتذاب المستثمرين، فمثلاً عانى أكبر صندوق فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو SPDR S&P 500 ETF Trust، من غياب التداولات فى البداية وكان هناك خطة لتصفيته قبل الاستقرار على استمراره ليتخطى حجمه حالياً 550 مليار دولار.
وأضاف سالم بأن حجم أصول صناديق المؤشرات عالمياً شهد نمواً كبيراً خلال الأعوام الـ 4 الأخيرة، إذ ارتفع من 7 تريليون دولار فى عام 2020 إلى 14 تريليون دولار خلال عام 2024.
من ناحية أخرى، أشار سالم إلى حصول شركة «لونيت» على الموافقة المبدئية من وزارة الموارد البشرية والتوطين وهيئة الأوراق المالية والسلع فى دولة الإمارات لتكون أول مدير صناديق فى أبوظبى يقوم بإدارة النظام الاختيارى البديل لمكافأة نهاية الخدمة «نظام الادخار» من خلال «صندوق لونيت لمكافأة نهاية الخدمة».
ولفت إلى أن نظام الادخار يتيح لشركات القطاع الخاص فى دولة الإمارات إمكانية استثمار مكافأة نهاية الخدمة الخاصة بالموظفين، بالنيابة عنهم، كمساهمة شهرية (نسبة من الراتب) فى صناديق الاستثمار المرخصة، كما أوضح بأن «صندوق لونيت لمكافأة نهاية الخدمة» سيتيح للموظفين اختيار الأداة الاستثمارية التى يرغبون فى الاستثمار بها.
يُذكر أن وزارة الموارد البشرية والتوطين الإماراتية قد أعلنت فى يوليو الماضي، عن اعتماد شركتى «لونيت» و«ضمان للاستثمار» كأول الصناديق الادخارية للبدء بتشغيل النظام الاختيارى البديل لمكافأة نهاية الخدمة «نظام الادخار».
بيانات عالمية
الجدير بالذكر أن شركة Blackrock تعد أكبر مزود لصناديق الاستثمار المتداولة على مستوى العالم، إذ تصنف بأنها الكيان الأول فى إدارة الأصول عالميًا.
ولدى Blackrock أكثر من 2.1 تريليون دولار أمريكى من الأصول الخاضعة للإدارة فى الصناديق المتداولة فى البورصة فى الولايات المتحدة وحدها، فى حين وصل إجمالى أصول بلاك روك الخاضعة للإدارة عبر جميع المنتجات إلى ما يقرب من 10 تريليونات دولار أمريكي.
يُذكر أن المؤسسة الشهيرة PwC الأمريكية قد أعدت استطلاع رأى حول مستقبل صناديق المؤشرات المتداولة، أظهرت خلاله بأن %50 من المشاركين توقعوا بأن تصل أصول صناديق الاستثمار المتداولة العالمية الخاضعة للإدارة (AuM) إلى 18 تريليون دولار أمريكى على الأقل بحلول عام 2026 – وهو ما يمثل معدل نمو سنوى مركب يبلغ %14.6 بين يونيو 2021 حتى نفس الشهر من 2026.