بدأت شركة OpenAI باختبار ميزة علامة مائية جديدة، على الصور التي يُنتجها المستخدمون عبر النسخة المجانية من روبوت المحادثة الشهير ChatGPT، وذلك بعد فترة وجيزة من إتاحتها قدرات متقدمة لتوليد الصور باستخدام نموذج ChatGPT-4o. في خطوة جديدة تعكس تطور أدوات الذكاء الاصطناعي وتوسع استخدامها بين المستخدمين حول العالم،
وكانت الشركة قد طرحت هذه الإمكانية لأول مرة لمستخدمي النسخة المدفوعة، قبل أن تفتح الباب أمام المستخدمين المجانيين خلال الأسبوع الماضي. ومنذ ذلك الحين، تزايد الإقبال على ميزة ImageGen الجديدة، التي تتيح إنشاء صور بجودة عالية، كثير منها يحاكي الطابع البصري لأفلام استوديو جيبلي، ما أثار موجة واسعة من الإبداع على الإنترنت.
وتعود تفاصيل اختبار العلامة المائية إلى الباحث في الذكاء الاصطناعي تيبوت بلاهو، الذي نشر لقطة شاشة عبر منصة X تظهر وجود سطر برمجي في النسخة التجريبية من ChatGPT على نظام أندرويد يشير إلى:
“image-gen-watermark-for-free”، وهو ما يُفهم منه أن OpenAI تعتزم وسم الصور التي ينشئها المستخدمون المجانيون بعلامة خاصة تميّزها.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود العالمية المتزايدة لضمان الشفافية في إنتاج المحتوى المُولَّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تصاعد الدعوات لوضع علامات مائية تساعد على التمييز بين ما ينتجه البشر وما تصنعه الآلات.
وفي حين تعتمد منصات منافسة مثل Gemini من Google وMeta AI بالفعل نظامًا موحدًا لإضافة العلامات المائية على جميع الصور المُنشأة عبر أدواتها، يبدو أن OpenAI تتبنى استراتيجية مختلفة، إذ تشير التحديثات الأولية إلى أن العلامة المائية ستُطبّق فقط على الصور المُولّدة عبر الحسابات المجانية، بينما تظل الصور التي ينشئها المشتركون المدفوعون دون وسم.
ويرى مراقبون أن هذه السياسة قد تهدف ضمنيًا إلى تحفيز المستخدمين على الترقية إلى الاشتراك المدفوع، في مقابل الحصول على صور خالية من العلامات.
في السياق ذاته، أجرت OpenAI تحديثًا على شروط الخدمة في 4 أبريل، نصّت فيه على أن أي محتوى – سواء كان صورة أو فيديو – يتم مشاركته علنًا عبر ChatGPT أو على صفحة الاستكشاف الخاصة بمنصة Sora التابعة لها، يحق للشركة “إعادة إنتاجه، وتعديله، وتوزيعه، وعرضه واستخدامه لأغراض تشغيل الخدمات أو الترويج لها”.
وبينما لم تُصدر OpenAI بيانًا رسميًا بشأن العلامة المائية حتى الآن، يبقى من المؤكد أن المشهد الرقمي يتجه إلى مزيد من التنظيم، في وقت يواصل فيه الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل طريقة إنتاج وتداول المحتوى على مستوى العالم.