كشفت شركة نيورالينك Neuralink المتخصصة في علوم الأعصاب والتابعة للملياردير إيلون ماسك النقاب أمس الجمعة عن خنزير تم زرع شريحة كمبيوتر بحجم العملة المعدنية في دماغه منذ شهرين، فيما يشير إلى خطوة مبكرة نحو تحقيق هدف علاج الأمراض التي تصيب الإنسان بزراعة نفس النوع من هذه الشرائح، بحسب وكالة رويترز.
وتهدف Neuralink التي شارك ماسك في تأسيسها في 2016 ومقرها سان فرانسيسكو إلى زراعة وصلات لاسلكية بين الدماغ والكمبيوتر تضم آلاف الأقطاب الكهربائية في أكثر عضو بشري تعقيدًا للمساعدة في علاج حالات عصبية مثل مرض ألزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي.
وقال ماسك يوم الجمعة ” يمكن لجهاز تم زرعه أن يحل بشكل فعلي تلك المشكلات“، مشيرا إلى أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق.
تسعى الشركة للحصول على الموافقة لزرع جهازها عبر تجارب بشرية
وقال ماسك خلال عرض تقديمي لشركة Neuralink في يوليو 2019 إن الشركة تهدف إلى الحصول على الموافقة التنظيمية لزرع جهازها خلال تجارب بشرية بحلول نهاية هذا العام.
ويبلغ قطر جهاز الاستشعار الخاص بشركة Neuralink ثمانية مليمترات تقريبا أو أصغر من طرف الإصبع، ويتم زرعه في الجمجمة وموصل بأسلاك صغيرة.
وبمساعدة روبوت متطور يتم زرع خيوط مرنة أو أسلاك أدق من شعر الانسان في المناطق المسئولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ، بينما يكون المتلقي تحت التخدير الموضعي فقط، مضيفا إنه يمكن إزالة هذا الجهاز.
وقال خبراء علم الأعصاب إنه على الرغم من أن مهمة Neuralink لقراءة وتحفيز نشاط الدماغ لدى البشر ممكنة ، إلا أن الجدول الزمني للشركة يبدو مفرطًا في الطموح.
وقال جرايم موفات ، الباحث في علم الأعصاب بجامعة تورنتو ” سينبهر جدا الجميع في هذا المجال إذا أظهرت (Neuralink) بالفعل بيانات من جهاز مزروع في الإنسان“.
وتم زرع أجهزة صغيرة تحفز الأعصاب ومناطق الدماغ إلكترونيا لعلاج ضعف السمع ومرض الشلل الرعاش في البشر منذ عشرات السنين.
وأجرى علماء الأعصاب أيضًا تجارب زرع مخ على عدد صغير ممن فقدوا السيطرة على وظائف الجسم بسبب إصابات الحبل الشوكي أو حالات عصبية مثل الجلطات الدماغية.
ويمكن للبشر في تلك التجارب التحكم في الأشياء الصغيرة، مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو مؤشر الماوس، ولكن لم يتمكنوا بعد من إكمال مهام أكثر تعقيدًا.
ولاحظ العلماء أن معظم الأبحاث المتطورة الحالية في الوصلات بين الدماع والكمبيوتر تُجرى على الحيوانات؛ لأن تحديات السلامة وإجراءات الموافقة التنظيمية المطولة تمنع إجراء تجارب أكبر على البشر.