خفضت شركة بوينغ توقعاتها بشأن الطلب على الطائرات التجارية للعقود المقبلة، بفعل تأثر عمليات التسليم باحتمالية تراجع النمو الاقتصادي العالمي والضبابية تجاه روسيا.
“بوينج” توقعت في أحدث تقديراتها طويلة الأجل للسوق أن يسلم المصنعون حوالي 41170 طائرة جديدة للعملاء حتى عام 2041. ما يعد بمثابة وتيرة أبطأ مما كانت عليه التوقعات قبل عام، حين قدّرت الشركة أن يتم 43610 عمليات تسليم على مدى 20 عاما حتى 2040 (أي ما يوازي انخفاضا بنحو 5.5%)
كذلك، قلّصت “بوينغ” توقعاتها للنمو السنوي لحركة الركاب على مدى الأعوام العشرين المقبلة من 4% إلى 3.8%.
تسلط النظرة المستقبلية المخفضة الضوء على كيفية تأثير الاضطرابات الجيوسياسية والاقتصادية بشكلٍ دائم على قطاع الطيران التجاري.
وبالمثل، خفضت شركة “إيرباص”، منافسة “بوينغ”، توقعاتها للطلب على السفر للعقدين المقبلين، مشيرة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة كعامل رئيسي خلف هذا التراجع.
انخفاض الطلب على الطائرات الجديدة
دارين هولست، نائب رئيس التسويق التجاري لدى “بوينغ”، أفصح أن شركته تتوقع أيضاً نمواً اقتصادياً عالمياً أقل حتى عام 2041 مقارنةً بتوقعات العام الماضي، ما يترجم أيضاً انخفاضاً في الطلب على الطائرات الجديدة.
تستبعد أحدث توقعات صانعة الطائرات الأمريكية أي عمليات تسليم محتملة مستقبلية لمشترين من روسيا، التي استُبعدت بالفعل من سوق الطيران العالمية بسبب العقوبات الشاملة المفروضة من قِبل الولايات المتحدة ودول أخرى عقب غزوها لأوكرانيا.
وكانت “بوينغ” توقعت العام الماضي أن يشكل العملاء الروس حوالي 1500 عملية مبيعات لطائرات خلال العقدين المقبلين.
هولست أكد للصحفيين قبل إصدار التوقعات: “روسيا ليست سوقاً قابلة للتوجه إليها بالنسبة لنا”.
الطلب على الطائرات التجارية
رغم المخاوف واسعة النطاق، ما زال الطلب على طائرات الشحن قوياً، إذ يُتوقع أن ينمو الأسطول العالمي إلى 3610 طائرات في 2041، من 2010 طائرات في عام 2019.
كما يُتوقع أن تكون مبيعات الطائرات الجديدة قوية خلال العقد المقبل، وسط تعزيز شركات الطيران لأساطيلها من أجل استقبال الطلب الآخذ في الانتعاش على السفر الجوي بعد جائحة كورونا.
استناداً لهذا التقدير، ترى “بوينغ” أن شركات الطيران ستحتاج إلى 19575 طائرة جديدة حتى عام 2031، مقارنةً بـ19330 طائرة حتى 2030 وفق توقعات العام الماضي.
واعتبر هولست أن “هناك قدراً هائلاً من مدرجات المطارات التي تترقب عودة صناعة السفر إلى المستويات الطبيعية”.