تستعد شركات أغذية عاملة فى الوجبات الخفيفة والأجبان للدخول فى جولة جديدة من تحريك أسعار المنتجات للمستهلك، نتيجة اضطراب سلاسل توريد الخامات وارتفاع أسعارها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
وذكر مسؤولون فى شركات صناعة الأغذية ومحللون ماليون فى بنوك استثمار أن أسعار الخامات قفزت بشكل جنونى، خاصة الدقيق والزيوت التى تعتبر المادة الأساسية فى صناعة الوجبات الخفيفة، كما ارتفع سعر اللبن البودرة المستخدم فى الأجبان.
وأكدوا أن شركات الأغذية الخفيفية والأجبان تدرس عدة طرق للتعامل مع الأزمة منها تحريك الأسعار بحد أدنى %10 أو تصغير حجم المنتج للمستهلك بما يسمح بتغطية الزيادة السعرية فى الخامات.
المنصوري: هوامش ربحية القطاع ستتأثر.. ونتبع سياسة مرنة لإدارة سلاسل التوريد والتوازن فى التكاليف
وقال مبارك المنصورى الرئيس التنفيذى للشؤون المؤسسية فى مجموعة “أغذية” الإماراتية، المالكة لشركة “أطياب” للحوم والدجاج المجمد إن أعمال الشركة ترتبط بسوق السلع والتى تأثرت بتقلبات العامين الماضيين سواء بسبب كورونا أو حالة عدم اليقين الجيو سياسى المستمرة.
وأوضح المنصورى أن الشركة تتبع سياسة مرنة لإدارة سلسلة التوريد بشكل استباقى بغرض التكيف مع ديناميكيات السوق المتقلبة، لافتا إلى أنها تتخذ حاليا تدابير للمراقبة لضمان البقاء فى صدارة سلسلة التوريد.
وأضاف أن عمليات الاندماج والاستحواذ التى نفذتها المجموعة خلال 2021 أدت إلى تنويع محفطتها وبالتالى قللت من التعرض لتقلبات أسعار السلع الأساسية فى الحبوب.
وأشار إلى أن الشركة لديها استراتيجية محددة للتغلب على الظروف الحالية لمنع وقوع تأثير كبير على العملاء، حيث توجد لجنة ستبحث الأسعار وتعمل على إيجاد طرق للحد من هذا التأثير.
وأكد أن الشركة لديها مخزون مستقبلى جيد يتم مراجعته على أساس أسبوعى من خلال أعمال اللجنة المخصصة لهذا الأمر، لافتا إلى أن ارتفاع أسعار الخامات سيؤثر على هوامش ربحية القطاع ككل.
وقال الرئيس التنفيذى للشؤون المؤسسية فى مجموعة “أغذية” إن الشركة تتحوط من ارتفاع أسعار السلع الغذائية كالقمح وغيرها فى ظل الأزمة الأوكرانية الروسية وذلك من خلال إدارة المخزون، متابعا: “يهمنا الآن الحفاظ على حصتنا السوقية ولهذا سيكون هناك توازن فى توزيع التكاليف بيننا وبين المستهلك النهائي”.
البهي: معظم المواد الخام تأتى من روسيا وأوكرانيا.. ونواجه أزمة فى الحصول عليها بالكميات المطلوبة
من جانبه، قال علاء البهى رئيس شركة فانسى فود إن شركات الصناعات الغذائية، خاصة المخبوزات تواجه أزمة كبيرة خلال الفترة الراهنة بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية فى ظل الارتفاع الكبير فى أسعار المواد الخام.
وأضاف أن الشركة تواجه ارتفاعا كبيرا فى أسعار المواد الخام تصل إلى 60 – %70 فى ظل وصول سعر الدقيق إلى 11 ألف جنيه للطن بدلا من 7000 جنيه سابقا، علاوة على ارتفاع أسعار الزيوت والزبدة والمارجرين، وأيضا البولى بروبلين فى ظل ارتباطه بسعر الدولار.
وتوقع استمرار الأزمة لمدة طويلة فى ظل التوقعات بطول مدة الحرب، موضحا أن الشركة لا تواجه فقط أزمة ارتفاع أسعار وإنما تواجه مشكلة فى الحصول على المواد الخام بالكميات المطلوبة، فالمورد يواجه أزمة تتعلق بصعوبة الاستيراد من الخارج وارتفاع الأسعار.
وأشار إلى أن معظم المواد الخام المستخدمة فى صناعة المخبوزات تأتى من روسيا وأوكرانيا، لافتا إلى أنه يجرى دراسة رفع الأسعار للمستهلكين ولكن بعض العملاء لا يقبلون ذلك، متابعا أن الشركة تعتمد بشكل رئيسى على التعاقدات مع الشركات وليس الأفراد.
وكشف البهى أن الشركة تسعى للحصول على تمويلات إضافية من البنوك لتمويل رأس المال العامل فى ظل الأزمة الحالية، لافتا إلى التفاوض مع البنوك للحصول على قرض بقيمة 10 ملايين جنيه لتمويل رأس المال العامل، لافتا إلى وقف الخطط التوسعية بسبب ارتباك وضع السوق نتيجة تداعيات الحرب الروسية والأوكرانية.
وكانت شركة فانسى فوود تبحث إضافة خط إنتاج جديد فضلا عن التوسع فى الصادرات للأسواق الخارجية، وتعمل «فانسى فود» بقطاع الصناعات الغذائية وتحديدًا بمجال تصنيع المخبوزات والحلويات وأيضًا منتجات الكرواسون والباتيهات، وتمتلك مصنعًا واحدًا بمدينة 6 أكتوبر الصناعية، تم افتتاحه فى أبريل من عام 2019.
مصادر: كيانات الأغذية الخفيفة والأجبان تدرس «التحريك» بحد أدنى %10 أو تصغير حجم المنتج
وأكدت مصادر متعددة فى شركات أغذية خفيفة وأجبان بالسوق المحلية أن تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية طالت جميع المواد الخام المستخدمة فى الصناعة من دقيق وزيوت واللبن البودرة، لافتة إلى أن سعر طن الدقيق ارتفع خلال الـ 15 يوما الأخيرة بمقدار 2000 جنيه إلى 11 ألف جنيه وهو أعلى مستوى تاريخى له.
وأوضحت أن أسعار زيت النخيل المستخدم فى العملية الإنتاجية لشركات الأجبان ارتفع بما يعادل 7 آلاف جنيه خلال أيام قيلة فقط ليصل إلى 31 ألف جنيه، مشيرة إلى أن الأسعار ارتفعت بشكل قياسى خلال العام الماضى من 12 الف جنيه بنهاية 2020 إلى 31 ألف جنيه للطن الواحد، إضافة إلى أن أسعار لبن البودرة زادت فى حدود %5 مؤخرا إلى 4400 جنيه للطن.
وأكدت المصادر أن شركات الأجبان والوجبات الخفيفة تدرس فى الوقت الحالى آليات التعامل مع ارتفاع أسعار الخامات سواء بتقليل أحجام المنتجات أو رفع الأسعار بحد أدنى %10، لافتة إلى أن الشركات تترقب نمو أسعار البنزين فى المراجعة المقبلة مطلع أبريل والتى من المرجح أن تعكس الزيادة الكبيرة فى أسعار البترول عالميا وتجاوزها مستويات قياسية.
ومن جهتها، قالت نيفين غنيمة محللة بشركة بلتون المالية القابضة إن شركات الأغذية تشهد ارتفاعا كبيرا فى التكلفة خلال الفترة الراهنة، مثل دومتى وعبور لاند وإيديتا فى ظل ارتفاع أسعار اللبن البودرة مؤخرا بعد زيادة سعره أيضا فى العام الماضى.
وأشارت إلى ارتفاع أسعار القمح والذى يمثل أحد مكونات الإنتاج لشركتى إيديتا ودومتى، لافتة إلى أنه من الصعب اتباع سياسات تحوطية فى الفترة الحالية بسبب ارتفاع أسعار المواد الخام، مما يصعب عملية شراء كميات كبيرة لتخزينها، كما أن المواد الخام التى يتم شراؤها محليا تشهد أيضا ارتفاعا فى الأسعار بسبب ارتباطها بالسلع العالمية.
الديواني: من المتوقع ارتفاع الألبان %5 خلال العام الجارى بعد نموها بنسبة مماثلة فى 2021
وقالت إنجى الديوانى محللة بشركة بلتون المالية القابضة إن كل القطاع الاستهلاكى سيتأثر بتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية فى ظل ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب الزيادات فى الذرة وحبوب الصويا، وأيضا ارتفاع تكلفة اللبن البوردة الذى صعد سعره بنحو %30 خلال العام الجارى.
وتوقعت ارتفاع أسعار الألبان خلال العام الجارى بنسبة %5 بعدما ارتفعت بنسبة مماثلة العام الماضى.
وأضافت أن شركة عبور لاند ستكون من الأقل تأثرا فى ظل اتباعها سياسات تحوطية مسبقة من خلال شراء كميات كبيرة من اللبن البودرة وتخزينها، فى حين ستكون جهينة ضمن الأكثر تأثرا فى ظل صعوبة تحريك سعر اللبن الذى يعد سلعة استراتيجية.
مصادر: كيانات الأغذية الخفيفة والأجبان تدرس «التحريك» بحد أدنى %10 أو تصغير حجم المنتج