وضعت مجموعة من شركات حلول الطاقة والمياه روشتة أمام الحكومة للاستفادة من مياه الأمطار، وتجاوز أزمات العواصف والمطر الشديد على خلفية ما شهدته مصر منذ أيام من موجة الطقس السيء، التى ضربت البلد وغمرت المياه العديد من المحافظات والمدن والقرى.
ماتيتو: إنشـاء سـدود ومخـرات للتخزين ومحطـات رفع أولوية عاجلة للمواجهة
أكدوا أنه لكى تستفيد مصر من مياه الأمطار ينبغى عليها أولا بناء سدود لتخزين المياه، وإنشاء محطات لرفع المياه حتى يمكن توزيعها على محطات الصرف ومعالجه المياه للاستفادة منها فى الرى والزراعة، وإمكانية تنقية بعضها فى مياه الشرب.
أعلنت الحكومة الأسبوع الماضى أن مصر استقبلت نصف مليار متر مكعب خلال موجة الطقس السيء نتيجة هطول مياه الأمطار، وأن تلك الكمية تعادل 1 بالمائة، من كمية المياه المتدفقة إلى مصر عن طريق نهر النيل.
قال كريم مدور، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لشركة ماتيتو بمصر وأفريقيا العاملة بمجال محطات معالجة المياه والشرب، أنه لكى تستفيد مصر من موجة الأمطار القوية التى شهدتها مؤخراً ينبغى عليها أولا تشييد سدود ومخرات للسيول لاستقبال تلك المياه وتخزينها.
أكد أن مصر لا تمتلك تلك السدود لمواجهة مثل هذه الأمطار الكثيرة، وحال إنشاء المخرات يتم تخزينها فى الجبال ثم رفعها إلى محطات المياه والصرف، لافتا إلى أن شبكات المياه فى مصر لها سعات تخزينية محددة لا تستطيع تحمل مثل تلك الكميات من المياه.
أوضح أن البنية التحتية لشبكات المياه ومحطات الرفع تحتاج لاستثمارات ضخمة للاستفادة من تلك المياه، عبر زيادة السعات التخزينية لهذه المحطات ورفع مستوى كفاءة المحطات القديمة حتى تستطيع استيعات تلك الكميات.
أضاف أن مياه الأمطار شهدت نسبة كبيرة من العكارة قدرتها الحكومة بنحو 3000 درجة، مؤكدا أن محطات تنقية المياه تستطيع التعامل مع نوعية المياه بنسبة عكارة تصل إلى %30 من المتوسط الذى يقدر بين 10 إلى 20 درجة، مؤكدا استحالة التعامل مع العكارة الأخيرة للاستفادة منها فى مياه الشرب.
لفت مدور إلى أن نسبة العكارة التى شهدتها مصر غير عادية، وأكثر من المواصفات الخاصة التى صممت بها المحطات الحالية، رغم أن محطات مياه الشرب الحالية تتمتع بعوامل أمان عالية وتكنولوجيا حديثة، موضحا أنه للحفاظ عليها ينبغى إيقافها عن العمل أثناء تلك العكارة.
أشار إلى أنه من الصعب الاستفادة من تلك المياه فى الشرب وأن أفضل استفادة منها معالجتها للزراعة وغيرها من الاستخدامات.
أوضح أن الشبكات الحالية للمياه مصممة على الجو الجاف وليس الممطر، كما أن إجمالى كمية المياه التى شهدتها مصر تؤثر سلباً على شبكات المياه والمحطات وغيرها من البنية التحتية.
أكد صابر عثمان، الخبير الدولى بمجال التغير المناخى والبيئة، أن ما شهدته مصر يسمى بالمنخفض الجوى نتيجة تغير مناخى، ما تسبب فى هطول لكميات كبيرة من الأمطار، ويحدث مرة كل 15 إلى 25 عامًا.
أضاف أنه من الممكن أن تشتد تلك المنخفضات نتيجة زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغير المناخى.
وأوضح أنه مع كل عام تزداد نسبة الحرارة فى الجو فى فصل الصيف، مؤكدا أن أغلب المبانى غير ملتزمة بكود البناء مع عدم وجود تشجير بالشكل الكافى ما يزيد الاحساس بالحرارة ويزيد من التغير المناخى.
أكد أن العواصف الترابية من المرتقب أن تزداد خلال الأعوام المقبلة مع التغير المناخى، لافتا إلى ضرورة قيام الحكومة بالعمل على تحديد الأماكن التى يتوقع أن أن تشهد ذلك، والعمل على زيادة نسبة التشجير فيها لمنع وصول العواصف الترابية ولخفض نسبة الاحتباس الحرارى.
أشار عثمان إلى صعوبة حدوث أعاصير فى مصر لأنها تقع بين بحرين المتوسط والأحمر كما أن مصر تصنف على أنها منطقة تصحر.
شنايدر: عرضنا على الحكومة أنظمة وتكنولوجيا للتحكم الآلى وإدارة المحطات
قال أحمد مدكور، نائب رئيس شركة شنايدر إليكتريك لقطاع الصناعة، إن شنايدر تعمل فى مجال التحكم الآلى وتوفير حلول الطاقة، كما تتعاون مع قطاع المياه والصرف الصحى فى تنفيذ أنظمة التحكم الآلى لعدد كبير من محطات المياه ومعالجتها.
أضاف أن شنايدر تقدم أنظمة للتحكم الآلى، التى يتم ربطها بالأرصاد عبر أنظمة لمراقبة روافع الصرف الصحى، وكمية المياه التى تهطل خلال فترة الأمطار، فضلًا عن مراقبة والتأكد من السعة التخزينية للمحطات وإمكانية استيعاب كميات المياه من عدمه.
أشار إلى أن أنظمة التحكم الحديثه تقوم بحماية محطات رفع المياه من الغرق أو التدمير أو حدوث طفح للمياه، مع وضع بدائل للمحطات حال حدوث غمر شديد لها، والعمل على تحديث محطات تنقية المياه من العكارة الخاصة بها.
أوضح أن مستوى العكارة فى المياه التى هطلت خلال الفترة الماضية وصل إلى 3000 درجة، فى الوقت الذى يصل متوسط العكارة العادية بين 10 إلى 20 درجة ، لافتاً إلى أنه مع مستوى العكارة المرتفع يصعب تماما الاستفادة من تلك المياه فى الشرب.
أكد مدكور أن الأنظمة الجديدة مثل التحكم الآلى، تعمل على منع وصول تلك المياه إلى محطات التنقية لمنع انهيارها وحدوث تلفيات بها، مع إمكانية الاستفادة من تلك المياه فى الزراعة.
أضاف أنه لا توجد أى تكنولوجيا تعمل مع مستوى العكارة العالية لأنها من الممكن أن تؤدى إلى انسداد فى مرشحات وسحب المياه فى محطات الشرب، وأن الحل الأفضل هو منع وصول تلك الأمطار للمحطات مع توقفها عن العمل لمنع انهيارها.
أكد أنه لا يمكن الاستفادة من تلك المياه دون قيام الحكومة بنقطتين، الأولى بناء عدد كبير من مخرات السيول وتجهيزها، ثانياً تشييد محطات رفع المياه لضخها فى أماكن الفلترة.
أوضح مدكور أنه يجب على الحكومة خلال الفترة المقبلة زيادة السعات والقدرات الخاصة ببعض محطات الصرف الصحى ومياه الشرب، لمواجهة مثل تلك الأزمات خاصة فى ظل عوامل تغير المناخ.
كشف عن أن الشركة قامت بتقديم حلول وتكنولوجيا خاصة بالتحكم الآلى للمحطات للقيام برؤية استباقية لتلافى حدوث خسائر فى المحطات وتحليل التقارير الاستباقية للتعامل مع المياه المتوقعة.