اتجهت شركات الهواتف المحمولة مؤخرًا إلى تعديل خططها التسويقية من خلال تغيير آليات برامج صرف الحوافز وزيادة نسب الربحية الممنوحة للتجار فى ضوء تسويق منتجاتها وتدعيم تنافسيتها فى السوق المحلية تزامنا مع تداعيات فيروس كورونا.
واعتمدت شركات هواتف محمولة ومنها «سامسونج، وهواوى، وسبيد تك» برامج حوافز استثنائية تستهدف زيادة نسب ربحية التجار على أجهزة «سمارت فون» تزامنا مع انتشار فيروس كورونا بنسب تبدأ من 0.5 إلى %4 فى الجهاز الواحد المباع للمستهلك.
وقال عدد من موزعى الهواتف المحمولة إن العديد من الشركات العاملة فى القطاع اتجهت لتغيير سياستها التسويقية عن طريق منح حوافز استثنائية للتجار، إضافة إلى إلغاء القيود المتعلقة بالكميات والحصص المسحوبة من أجهزتها «التارجت» فى إطار تحفيزهم على بيع منتجاتها وتخفيف عبء التسويق وسط حالة التخبط التى تشهدها السوق المحلية من تداعيات الوباء وانخفاض المبيعات.
وأضافوا أن الوقت الحالى يحتاج لتدخل شركات الهواتف الكبرى لاحتواء الأزمات والأعباء المالية التى يتعرض لها الموزعون والتجار، من خلال صرف عمولات وحوافز تمكنهم من استمرار نشاطهم.
عرفة: توقيع اتفاق مع «كايرو تريد» و«ماجيك» لتوزيع أجهزة «أيلا الصينية» محليا
وأكد محمد عرفة مدير التسويق بشركة “سبيد تك” الموزع المعتمد للهواتف المحمولة “أيلا الصينية”، أن بعض الشركات اضطرت لتعديل سياستها التسويقية من خلال منح التجار حوافز استثنائية على مدار الستة أشهر الأولى من العام الحالى لتشجيعهم على تسويق منتجاتها فى السوق المحلية. وكشف عرفة عن اتخاذ شركته مجموعة من الإجراءات المتعلقة بتعديل الخطط التسويقية لديها، وذلك بالقيام بمنح التجار حوافز استثنائية على أجهزة الهواتف المحمولة المباعة بنسب تتراوح بين 1.5 و%4 خلال شهرى أبريل ومايو الماضيين.
وأضاف أن “سبيد تك” قررت أيضًا إلغاء القيود المتعلقة بصرف نسب الربحية والحوافز المقررة على ضرورة تحقيق المبيعات المستهدفة “التارجت” على أن تستبدل باعتماد الحافز على أى كميات مباعة من قبل التجار.
وأشار إلى أن الشركة اتجهت لتخصيص مكافآت مالية وهدايا للتجار الذين يقومون بتطبيق سياستها التسعيرية والتركيز على تسويق منتجاتها؛ وذلك فى ضوء تعزيز تنافسيتها وزيادة المبيعات، خاصة فى الوقت الذى تعانى منه سوق المحمول من تداعيات أزمة فيروس “كورونا”.
على صعيد آخر، كشف عرفة عن توقيع اتفاق بين “سبيد تك” وشركتى “كايرو تريد” و”ماجيك” للاستيراد والتصدير على أن يقوما بمهام توزيع “هواتف أيلا الصينية” داخل محافظة القاهرة خلال المرحلة المقبلة.
وأرجع عصام بدر الدين، رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بالغرفة التجارية بالجيزة، سبب الحوافز التى تقدمها شركات الهواتف المحمولة للتجار إلى تخفيف العبء المالى الذى نتج عن التداعيات السلبية لفيروس “كورونا” من ركود حركة المبيعات.
وقال إن شركات الهواتف المحمولة عدلت من سياساتها التسويقية المتعلقة بآليات نسب وحوافر الربحية المقررة للتجار فى ضوء تحفيزهم على تسويق منتجاتها على حساب المنافسين الآخرين.
وتوقع أن تعيد باقى شركات الهواتف المحمولة النظر فى آليات صرف برامج حوافز الموزعين والتجار باعتبارهم أحد العوامل الرئيسية فى تداول عمليات البيع والتسويق محليًا، قائلًا: سيتجه أصحاب المحلات التجارية لترويج الموديلات ذات الربحية المرتفعة لتعويض الخسائر التى تكبدوها من ضعف المبيعات سابقًا.
ورجح أن تشهد خريطة سوق المحمول تغيرات مرتقبة فى نسب وحصص العلامات التجارية ومنها “سامسونج، وهواوي” من حيث زيادة حجم مبيعاتها، خاصة بعد صرف الحوافز وزيادة ربحية التجار مقارنة مع باقى الماركات الأخرى خلال الفترة المقبلة.
واتفق محمد المهدى، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية بالقاهرة، على أن حالة التخبط التى تشهدها سوق المحمول جراء أزمة “كورونا” دفعت بعض شركات الهواتف لتعديل سياستها التسويقية وآليات الحوافز المقررة للتجار؛ فى ضوء تشجعيهم على ترويج منتجاتها وتعويض خسائرهم من انخفاض المبيعات خلال الأشهر الماضية.
وأوضح المهدى أن تلك الخطوة تأتى ضمن البدائل التسويقية التى اتخذتها شركات الهواتف المحمولة لتعزيز تنافسيتها فى السوق المحلية، بجانب تخفيف العبء المالى عن الموزعين والتجار الذين يمثلون الحصان الرابح لها فى تسويق منتجاتها، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن هناك بعض شركات الهواتف لجأت لتقليص الحصص والكميات الموردة للموزعين تزامنًا مع انخفاض الطلب خلال الفترة الماضية فى ضوء عدم تحميل التجار أعباء مالية كبيرة، فضلا عن الحفاظ على أسعار منتجاتها والحد من إقبال التجار على تقديم خصومات تزيد عن القوائم الرسمية.
وبحسب الإحصائيات الصادرة عن مؤسسة الأبحاث التسويقية «GFK»، شهدت مبيعات سوق المحمول فى مصر ارتفاعًا بنسبة %7 لتصل إلى مليون و140 ألف جهاز بقيمة 214.8 مليون جنيه خلال شهر مارس الماضى، مقارنة مع مليون و68 ألف وحدة بقيمة 173.7 مليون جنيه خلال الفترة نفسها من 2019.