أعلنت عدة شركات صينية كبرى ومنها “SAIC” و “BYD” عن تعديل بعض خطوط إنتاجها لتصنيع أقنعة واقية للوجه ضمن جهود حكومة بكين للوقاية من عدوى فيروس كورونا الذى تسبب فى وفاة أكثر من 1000 شخص و إصابة حوالى 42 ألف حالة .
وذكرت وكالة بلومبرج أن نقص أقنعة الوجه فى الصين – أكبر دولة فى العالم فى تعداد السكان – جعل حكومة بكين تحث الشركات من قطاع السيارات والطاقة إلى البطاريات والموبايلات لإنتاج أقنعة لملايين الصينيين الذين يعانون من عدم وجود هذه الأقنعة الواقية ولا حتى القفازات ولا الكمامات أو النظارات الواسعة التى تحمى أكبر مساحة فى الوجه.
ورغم أن الصين أكبر منتج فى العالم للأقنعة الواقية للوجه لدرجة أن طاقتها الإنتاجية حاليا تبلغ 15 مليون قناع يوميا، فإن هذا العدد لا يكفى لمواجهة فيروس كورونا الذى ينتشر بسرعة بعد أن توقعت مدينة “ووهان” موطن المرض المعدى إصابة أكثر من 500 ألف شخص قبل احتواء الوباء.
وأكدت شركات “سينوبيك” عملاق البترول و “فوكسون” التى تنتج موبايلات “آيفون” و” BYD” للسيارات أنها ستقوم بتعديل خطوط إنتاجها بأسرع ما يمكن لتطرح إنتاجها الجديد من هذه الأقنعة مما يظهر قدرة الصين أكبر قاطرة صناعية على تحويل إنتاج شركاتها بسرعة فائقة لمواجهة الوباء المميت.
وأغلقت معظم الشركات الصناعية الصينية أبوابها منذ عطلة السنة القمرية الجديدة ومددت الإغلاق حتى الأسبوع المقبل على الأقل مع انتشار العدوى لنقص تدابير السلامة الصحية المناسبة ومنها هذه الأقنعة التى بدونها فإنها تخاطر بإصابة العاملين فيها.
وكانت المصانع الصينية أنتجت خمسة مليارات قناع فقط العام الماضى أو ما يعادل نصف الإنتاج العالمى ولكن مع تفاقم العدوى هذا العام يحتاج السكان إلى المزيد منها ولاسيما أن بلديات الحكومات المحلية حظرت على العاملين فيها ارتداء الأقنعة وتسليمها للمستشفات التى فى أمس الحاجة إليها لعلاج المرضى.
وقالت شركة “SAIC-GM-Wuling” المتحالفة مع جنرال موتورز الأمريكية إنها بدأت هذا الأسبوع تخصيص 14 خطا لإنتاج 1.7 مليون قناع فى اليوم بينما ستنتج شركة “BYD” التى يدعمها الملياردير الأمريكى وارين بوفيت خمسة ملايين قناع فى اليوم قبل 17 فبراير الجارى و 50 ألف زجاجة مطهر يوميا قبل نهاية هذا الشهر.
وتتوقع شركة “فوكسون” التى يعمل فيها مليون شخص فى إنتاج أقنعة بمعدل مليونى قطعة يوميا مع نهاية الشهر الجارى بينما بدأت شركة “شانكسى أوتوموبيل” للشاحنات إنتاج نظارات واقية للوجه بمعدل أكثر من ثلاثة آلاف وحدة يوميا.
وحصلت شركات أخرى مثل “سينوبيك” للبترول والكيماويات على معدات إنتاج الأقنعة وخصصت 11 خطا لإنتاجها وتتجه شركة “جوانجزو أوتوموبيل” التى تنتج سيارات بالتعاون مع “تويوتا” اليابانية إلى إنتاج أقنعة و المعدات التى تصنع هذه الأقنعة لبيعها لشركات أخرى.
وكانت غالبية شركات السيارات و المكونات وقطع الغيار أغلقت أبوابها وفقا لإرشادات حكومة بكين لمنع انتشار العدوى بالفيروس المميت ومنها شركة “BMW” الألمانية التى أعلنت العودة للإنتاج اعتبارا من 17 فبراير الحالى بينما أكدت شركة هوندا اليابانية فتح مصانعها الثلاث فى مدينة “ووهان” موطن الوباء غدا.
وأعلنت أيضا شركة “نيسان موتور” عن استئناف الإنتاج مع شريكتها “دونج فينج موتور” هذا الأسبوع ومددت شركة “تويوتا” اليابانية التى تشغل 12 مصنع سيارات ومكونات إغلاق مصانعها فى مدينتى “تيانجين” فى الشمال و “جوانج دونج” فى جنوب الصين حتى 16 الشهر الجارى.
وتعد “هيونداى موتور” الكورية الجنوبية أول شركة سيارات كبرى خارج الصين تعلق إنتاجها فى بلادها بسبب الوباء و ذلك لأن معظم مكونات إنتاجها يأتى من مصانع صينية غير أنها ستبدأ الإنتاج من جديد مع نهاية هذا الأسبوع بينما تخطط “سوزوكى” اليابانية لاستيراد مكونات سياراتها من خارج الصين بسبب كورونا الذى يهدد إنتاجها فى الهند أكبر سوق لها فى العالم.
وأعلنت شركة “بيجو ستروين” الفرنسية عن استئناف إنتاجها من مصانعها فى “ووهان” بعد يوم 14 فبراير الحالى كما قالت شركة “أليو” الفرنسية لقطع الغيار أنها ستواصل إغلاق مصانعها فى “ووهان” حتى 13 فبراير الحالى على الأقل.