لجأ عدد من وكلاء وموزعى السيارات إلى الاعتماد على قطاع مراكز خدمات ما بعد البيع والصيانة فى الوقت الذى تشهد فيه سوق السيارات حالة من التوقف فى حركة المبيعات إثر الإجراءات التى اتخذت فى مواجهة فيروس كورونا ومنها تعليق إصدار تراخيص المركبات فى وحدات المرور، وتعطيل العمل داخل مكاتب توثيق الشهر العقارى.
وأعلن عدد من شركات السيارات ومنهم «مجموعة IFG جروب، والكمونى للسيارات، وسوزوكى مصر، وعدد من الموزعين» عن تسهيلات للعملاء عند الالتزام بعمل الإصلاح والصيانات الدورية بالمراكز المعتمدة، بالإضافة إلى تدشين حملات صيانة متنقلة فى إطار الوصول للعملاء فى مختلف المناطق الجغرافية.
وأكد عدد من مسئولى شركات السيارات، أن قطاع خدمات ما بعد البيع والصيانة يعتبر الملاذ الأكبر للوكلاء والموزعين فى تدبير الموارد المالية التى يمكن من خلالها تغطية تكاليف التشغيل بالفروع، والقدرة على سداد رواتب العاملين.
وأوضحوا أن العديد من الشركات اتجهت إلى الاعتماد على قطاع خدمات ما بعد البيع والصيانة فى الحفاظ على استمرارية تشغيل دورة رأس المال لديهم، والعمل على تقليص الخسائر التى يتكبدونها جراء من توقف مبيعات السيارات خلال الوقت الراهن.
وقال محمد فرج، رئيس مجموعة «IFG جروب»، وكلاء العديد من العلامات التجارية «زوتى، ساوايست، هانتنج، فيكتورى» إن شركته دشنت حملة صيانة متنقلة فى عدد من المحافظات، فى إطار الوصول للعملاء الراغبين بعمل الإصلاحات والصيانات الدورية المقررة.
وأضاف أن معدل إقبال المستهلكين على مراكز خدمات ما بعد البيع والصيانة يشهد انخفاضًا حاليًا، نتيجة اتجاه المستهلكين إلى تقليل حركة التنقل باستخدام المركبات تطبيقًا للإجراءات الاحترازية فى مواجهة فيروس كورونا.
وأوضح أن المجموعة طبقت الإجراءات الاحترازية داخل كل الفروع ومراكز الصيانة التابعة لها، بما يضمن سلامة وصحة الموظفين لديها بجانب الحفاظ على تقديم كل الخدمات للعملاء عن طريق توجيه عدد من الإدارات الداخلية للعمل عن بعد، فضلا عن تخصيص خدمة الحجز المسبق لعمل الصيانات والإصلاحات بالفروع.
كانت مجموعة «IFG جروب» أعلنت فى وقت سابق عن إغلاق جميع فروعها من صالات العرض فى مختلف المناطق ، بجانب تخفيض عدد العاملين لديها فى مراكز خدمات ما بعد البيع والصيانة على أن تقتصر ساعات العمل من 9 صباحا حتى 4 مساءً بنهاية الشهر الحالى.
وتابع: «سيتم استئناف آليات العمل داخل الفروع ومراكز الصيانة بكامل طاقتها الاستيعابية بعد التأكد من الصحة العامة وانحسار إصابات الوباء، مشيرًا إلى أن كل الأسواق العالمية تأثرت بالسلب من تداعيات “كورونا” عبر توقف منظومة العمل بكل القطاعات والمصانع ومنها “السيارات” التى قررت تعليق الإنتاج لمنع انتشار الوباء بين العاملين».
وتطرق إلى الحديث عن سعى «IFG جروب» لتقديم عدد من الطرازات الجديدة ومنها “X7، وX5” فى السوق المحلية تزامنًا مع استئناف الإنتاج داخل المصانع الصينية بكامل طاقتها الإنتاجية وإعادة حركة التصدير.
من جانبه، أكد محمد يونس، رئيس شركة «سوزوكى مصر»، أنها تقوم بتطبيق كل الإجراءات الاحترازية فى صالات العرض ومراكز الصيانة عن طريق تخفيض الطاقة الاستيعابية بالفروع التابعة لها بنسبة %50 بالإضافة إلى تقسيم عدد ساعات العمل بين الموظفين؛ بما يضمن الحفاظ على الخدمات المقدمة للعملاء.
وأوضح أن قطاع خدمات ما بعد البيع والصيانة يعتبر أحد العناصر الرئيسية التى يمكن من خلالها الحفاظ على استمرارية تشغيل دورة رأس المال، خاصة بالتزامن مع حالة التخبط التى تشهدها سوق السيارات من تداعيات فيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية التى اتخذت لمواجهة انتشار الوباء.
وأرجع الأداء السيئ لمبيعات سوق السيارات إلى قرارات تعليق إصدار تراخيص المركبات فى وحدات المرور، التى دفعت المستهلكين إلى تأجيل قراراتهم الشرائية.
وقال الدكتور صلاح الكمونى، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف التجارية، رئيس شركة الكمونى للسيارات، الموزع المعتمد للعديد من العلامات التجارية ومنها «شيفروليه، وأوبل، تويوتا، هيونداي»، إن شركته أصبحت تعتمد على قطاع مراكز خدمات ما بعد البيع والصيانة فى تدبير الموارد المالية التى يمكن من خلالها سداد فاتورة تشغيل الفروع، ودفع رواتب العاملين خاصة فى الوقت الذى تشهد فيه توقف حركة البيع فى سوق السيارات.
وأكد أن شركته تقوم حاليًا بتقديم تسهيلات تتعلق بخدمات ما بعد البيع والصيانة للعملاء عند التزامهم بإجراء الصيانات الدورية المقررة، قائلًا «قطاع ما بعد البيع والصيانة يعتبر أحد الحلول الرئيسية فى القدرة على استمرارية تشغيل دورة رأس المال» على حد تعبيره.
وأوضح أن سوق السيارات تعتبر أكثر القطاعات التى تضررت من تداعيات فيروس كورونا من تطبيق الإجراءات الاحترازية التى اتخذت فى مواجهة الحد من انتشار الوباء، والتى من بينها «تعليق إصدار تراخيص المركبات فى وحدات المرور وتعطيل العمل داخل مكاتب توثيق الشهر العقارى»، الأمر الذى تسبب فى توقف حركة البيع داخل قطاع السيارات بشكل كبير.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية تقدمت بمقترح إلى مجلس الوزراء خلال الأسابيع الماضية لإعادة ترخيص المركبات الجديدة “الزيرو” عن طريق مندوبى معارض السيارات فقط بما يسهم فى احتواء أزمة توقف النشاط بقطاع السيارات مع ضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس، قائلا : “الغرفة لم تتلق أى رد رسمى على المقترح حتى الآن” على حد تعبيره.
فى سياق متصل، أكد منتصر زيتون، عضو رابطة تجار السيارات، ورئيس شركة “الزيتون أوتو مول”- الموزع المعتمد للعلامات التجارية “جيلى، وجاك”، أن هناك شريحة كبيرة من الموزعين وتجار السيارات تكبدت خسائر مالية كبيرة إثر توقف حركة المبيعات؛ الأمر الذى دفع البعض منهم إلى إغلاق معارضهم فى إطار تخفيض تكلفة التشغيل بالفروع.
وأشار إلى أن الرابطة قامت باحتواء عدد من الأزمات لدى بعض التجار الذين فقدوا القدرة على سداد رواتب الموظفين لديهم، عن طريق نقلهم إلى معارض أخرى.
وأضاف أن هناك العديد من شركات السيارات اتجهت للبحث عن قطاعات ومنها “ما بعد البيع والصيانة” فى الاعتماد عليها لتدبير الموارد المالية التى يمكن خلالها سداد التزاماتهم المحصلة من تكلفة التشغيل ودفع إيجارات الفروع الخاصة بهم.
فى سياق متصل، رحب زيتون بالقرارات التى اتخذتها الدولة فى تقسيط ضريبة الدخل على أنشطة بعض القطاعات والفئات ومنها «موزعى السيارات»، مؤكدًا أن القرار سيخفف من حجم الأعباء المالية التى يحولونها فى ظل توقف حركة البيع خلال الوقت الراهن.