شركات السيارات تتحمل أعباء زيادة التكلفة وضخ استثمارات فى مواجهة أزمة الرقائق الإلكترونية

بعد إلغاء خطط إنتاج ملايين السيارات خلال العامين الماضيين.

شركات السيارات تتحمل أعباء زيادة التكلفة وضخ استثمارات فى مواجهة أزمة الرقائق الإلكترونية
أيمن عزام

أيمن عزام

6:07 ص, الأربعاء, 31 أغسطس 22

تحملت شركات السيارات تكاليف إضافية يستوجب عليها سدادها على خلفية تفاقم أزمة نقص أشباه الموصلات، بحسب تقرير لوكالة رويترز.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أجبر فيه عدد من الصناع على إلغاء خطط إنتاج ملايين السيارات خلال العامين الماضيين.

ومع سعى الصناع فى أغلب دول العالم إلى توفير الرقائق الإلكترونية أقبلوا على تطبيق إستراتيجيات طوارئ تحولت إلى منهج داخلى دائم للتعامل مع الأزمة والاستمرار فى تصنيع المركبات، وهو ما أكده بعض المدراء التنفيذيين لدى شركات السيارات وأشباه الموصلات على حد سواء.

وبحسب تقرير «رويترز» فإن تطبيق خطط الطوارئ استدعى تحمل شركات السيارات والمصانع تكاليف مخاطر إضافية تتحمل فى النهاية على أسعار الطرازات المنتجة.

وأقبلت شركات تصنيع السيارات، مثل «جنرال موتورز» و«فولكس فاجن» و«فورد موتور» على إنشاء فرق عمل جديدة تتولى إجراء مفاوضات مباشرة مع مصنعى الرقائق الإلكترونية.

وأكد آخرون مثل «نيسان» وغيرها الالتزام بطلباتهم من مصانع أشباه الموصلات ذات آجال أطول وبمخزون بكميات أكبر.

وأقبل الموردون الرئيسيون للرقائق وأشباه الموصلات مثل شركة «روبرت بوش ودنسو» على ضخ استثمارات جديدة لزيادة الإنتاج من الشرائح الإلكترونية.

وقالت شركتا «جنرال موتورز» و«ستيلانتس» إنهما سيتعاونان مع شركات منتجة للشرائح الإلكترونية لتصميم مكونات تتناسب مع الموديلات المصنعة.

وطبقا لـ«رويترز» فإن التغيرات التى فرضت على شركات تصنيع السيارات من إجراء تحولات جوهرية، شملت تحمل تكاليف أعلى والتدخل فى إنتاج الشرائح بالالتزام بخطط ضخ رءوس أموال أكبر مقابل ضمان الحصول على الإمدادات.

وأجبرت تلك الأزمة شركات السيارات على التخلى عن اعتمادها على موردين محددين لتوفير الإمدادات المطلوبة للإنتاج.

وأعتاد العديد من المدراء التنفيذيين فى شركات تصنيع الرقائق الإلكترونية إلقاء اللوم على صناع السيارات لعدم تفهمهم طريقة عمل سلاسل إمداد الشرائح وعدم رغبتهم فى تحمل جزء من التكلفة والمخاطر خلال الأزمة الحالية.

المعروف أنه تم إجراء تغيرات باهظة فى التكلفة فى الوقت الذى يتجه فيه قطاع السيارات للتعافى من أسوأ مراحل أزمة نقص أشباه الموصلات، إذ يشير أحد التقديرات إلى أن تلك الأزمة تسببت فى إلغاء خطط إنتاج ما يزيد على 13 مليون سيارة منذ مطلع عام 2021.

وقال توماس كولفيلد، المدير التنفيذى لدى شركة جلوبال فواندريز، إن شركات تصنيع السيارات أصبحت تدرك أنها لا يمكنها أن تدع شركات تصنيع الرقائق تخاطر وحدها ببناء مصانع لإنتاج أشباه الموصلات وتحمل تكاليف تصل إلى مليارات الدولارات.

وأضاف أن التغيرات التى نجمت عن الأزمة أجبرت المستهلكين على تحمل التزام تجاه التصنيع وامتلاك نصيب من الطاقة الإنتاجية جنبًا إلى جنب مع مصنعى الشرائح.

وأعلنت شركة فورد أنها ستعمل مع «جلوبال فواندريز» على ضمان حصولها على الإمدادات التى تحتاجها من الشرائح.

وتوقع مايك هوجان، الذى يقود أعمال السيارات لدى شركة جلوبال فاوندريز أن يتم توقيع المزيد من الصفقات مثل تلك التى تم إبرامها مع «فورد» خلال الفترة المقبلة.

وتجرى شركة «سكاى وواتر تكنولوجى»، المختصة بتصنيع أشباه الموصلات، محادثات مع عدد من شركات لتصنيع السيارات بخصوص شراء معدات أو سداد تكاليف نظير الأبحاث والتطوير، بحسب تصريحات أدلى لها توماس سوندرمان لوكالة رويترز.

وأبرمت شركة أونسيمى «onsemi» الأمريكية لتصنيع أشباه الموصلات عقودا طويلة الأجل مع شركات تصنيع السيارات بقيمة 4 مليارات دولار لتوفير شرائح مختصة بإدارة الكهرباء مصنوعة من مادة «سيلكون كاربايد» التى اكتسبت شهرتها كمادة خام جديدة، وفقا لحسن الخورى المدير التنفيذى بالشركة.

وتتوقع شركة «جارتنر» أن متوسط محتوى أشباه الموصلات لكل سيارة سيتكلف نحو ألف دولار بحلول 2028 مسجلة زيادة تصل إلى الضعف مقارنة بالعام الأول من جائحة كورونا.