باتت الخيارات محدودة أمام قطاع السياحة لتفادى التداعيات الكارثية لحادثة سقوط الطائرة الروسية التى تمثلت فى وقف الرحلات الروسية لمصر، بعد يومين من إعلان بريطانيا وقف طيرانها من وإلى شرم الشيخ.
كما بدأت روسيا وبريطانيا فى إجلاء رعاياهما من شرم الشيخ والغردقة، بما يعنى فقد نحو 70% من الإشغالات الفندقية الحالية وإلغاء 100% من الحجوزات المستقبلية، وفقًا لما أكده ممثلو القطاع.
«المال» ترصد الإجراءات العاجلة التى يراها ممثلو القطاع السياحى ضرورية لإنقاذ العمالة فى الفنادق من التشرد وانهيار القطاع بالكامل.
«ترافكو»: تنشيط السياحة الداخلية الأمل الوحيد.. و«محدش يخرج من مصر»
وفى هذا السياق، أكدت أمانى الترجمان، رئيس شركة ترافكو للسياحة، أكبر شركة للسياحة فى مصر، أن السياحة الداخلية هى الأمل الوحيد لإنقاذ القطاع بشكل عام وفنادق وعمال شرم الشيخ على وجه التحديد بعد إعلان روسيا وقف الرحلات لمصر وحظر بريطانيا الطيران من وإلى شرم الشيخ.
ودعت المصريين إلى إنفاق أموالهم فى مصر قائلًة “مصر محتاجه المصريين فى الوقت الحإلى، محدش يسافر يتفسح خارج مصر حتى لا تتشرد عمالة الفنادق”.
وشددت رئيس «ترافكو» على ضرورة وجود اهتمام حكومى لتشجيع السياحة الداخلية، من خلال طرح برامج سياحية ميسرة للغاية، داعية شركة مصر للطيران إلى أن تخفض أسعار رحلاتها، مضيفة «لا يمكن أن نتعامل مع المصرى على أنه الدرجة الثالثة لازم يكون فى المرتبة الأولى بالنسبة للسياحة».
وطالبت رئيس شركة «ترافكو» أصحاب الفنادق بطرح أسعار مخفضة تتناسب مع المصريين، بحيث تكون الإشغالات 100% خلال حفلات الكريسماس، ورأس السنة فى رسالة قوية للعالم بأن مصر آمنة.
وكانت وزارة السياحة، وافقت على مد مبادرة «مصر فى قلوبنا» التى تستهدف السياحة الداخلية بأسعار ميسرة تبدأ من 355 وحتى 1088 جنيها.
وأضافت «الترجمان» أن الأزمة الحالية أكبر بكثير من تدخل وزير لحلها، فالأمر يتعلق بقرار زعماء الدول بوقف الرحلات لمصر بسبب مخاطر أمنية. وأوضحت الترجمان أن الآلية الثانية للتعامل مع الأزمة تستلزم تشكيل مجلس للطوارئ، يضم ممثلين من جميع الجهات وفى مقدمتهم ممثل عن رئاسة الجمهورية، بحيث يكون هذا المجلس قادرا على التعامل مع حكومات دول العالم التى قررت وقف رحلات الطيران لمصر.
صدقى: تدريب جميع أطراف القطاع بما فيهم الجهاز الأمنى
ومن جانبه، قال عمرو صدقى عضو اتحاد الغرف السياحية، إن الوضع الراهن يتطلب من الدولة التحرك بشكل عاجل، لتأهيل كل أطراف المنظومة السياحية بحيث لا يقتصر الأمر على العاملين بالسياحة فقط، ولكن لابد من رفع كفاءة العاملين بالجهاز الأمنى أيضا، بحيث يكون قادرا على التعامل مع أى أزمات جديدة.
وأضاف أن هذا الإجراء سيؤكد للعالم، أننا بدأنا بأنفسنا من خلال إصلاح البيت من الداخل، مشيرا إلى أن الجانب الآخر لإدارة الأزمة يتطلب، أيضا طرح سلسلة من الحملات التسويقية مختلفة عن الحملات السابقة، تستهدف تغيير الصورة الذهنية السلبية التى تكونت لدى المواطن الغربى، بحيث يكون الهدف من تلك الحملات إثبات أن مصر ملتزمة بتأمين الوفود السياحية لفترة طويلة، وليس مجرد شهر أو اثنين.
وأكد «صدقى» أن وزارة السياحة عليها أن تهتم بأسواق جديدة، مثل المجر التى كان لها موقف إيجابى فى التضامن مع مصر خلال الأزمة، بعدما أعلنت رسميًا أنها لن توقف رحلاتها للسوق المحلية، بدلا من التركيز على الأسواق التقليدية ممثلة فى روسيا وبريطانيا.
وعن إطلاق حملات للتنشيط السياحة الداخلية، أوضح صدقى أنها حملات حميدة وتؤكد على الحس الوطنى، ولكن السياحة الداخلية لن تستطيع تعويض التراجع فى السياحة الخارجية سواء من حيث تدبير العملة الأجنبية، أو من حيث الأعداد خاصة أن غالبية السياحة المصرية موسمية.
ويتفق معه فى الرأى إلهامى الزيات رئيس الاتحاد العام للغرف السياحية قائلا : كنت أنتظر نتائج المؤتمر الصحفى الذى أعلنت عنه وزارة الطيران للكشف عن تفاصيل تحقيقات الحادث، ودعوة مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية لاجتماع عاجل لبحث تداعيات أزمة الطائرة الروسية.
وأشار إلى أن وزارة السياحة عليها العمل على أرض الواقع من خلال التركيز على المناطق التى لم يشملها حظر الطيران مثل الغردقة والأقصر وأسوان إلى جانب استضافة وفود أمنية عالمية تؤكد سلامة الإجراءات المتبعة.
مجدى صالح: الاستعانة بشركات عالمية لتأمين المطارات
ومن جانبه، طالب مجدى صالح رئيس غرفة شركات السياحة السابق بالبحر الأحمر، بضرورة الاستعانة بشركات عالمية لتأمين المطارات، بدلا من وزارة الداخلية، خاصة بعد انعدام ثقة العالم فى قدرة مصر على تأمين الوفود، مما أدى إلى فقدان أهم سوقين وهما الروسية والبريطانية.
بينما قال شريف جاد، مدير النشاط الثقافى بالمركز الثقافى الروسى بالقاهرة، إن الحكومة المصرية يجب أن تتخلى عن البطء فى اتخاذ القرارات مع العمل بإجراءات عاجلة وسريعة بتدخل من الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع الفريق أول صدقى صبحى لنشر قوات الجيش داخل المطارات.
وشدد على ضرورة تحديث أجهزة الكشف عن المتفجرات وإشراف الجيش على ذلك، وتابع إن الروس المتواجدين بمصر يخشون العودة إلى بلادهم على نفس الطائرة التى تقل الحقائب، ما يؤكد عدم ثقتهم فى إجراءات الأمن بالمطارات المصرية.
وأكد أن الموقف الحإلى حرج جدًا ويجب على مصر أن تدفع ثمن أخطائها،لأن الجانب الروسى خلال الأسبوع الماضى حافظ على الدبلوماسية مع مصر ولم يشأ إحراجها إلى حين أن تثبت التحقيقات أى جديد، وكان عادلا فى تصريحاته وهو ما يؤكد حسن النية مستبعدًا أن تكون السلطات الروسية قد انساقت وراء الغرب كما يتم الترويج له.
وقال عادل عبد الرازق المستثمر السياحى فى مدينة شرم الشيخ، إن الأزمة شديدة ولم يمر بها القطاع حتى فى أشد الأوضاع خلال أحداث ثورة 25 يناير 2011، خاصة مع توقعات بوصول الإشغالات لمستوى 0% بعد وصولها إلى 72%.
وأكد أن هناك أزمة سيتعرض لها العاملون فى القطاع، بسبب عدم قدرتهم على تحصيل مستحقاتهم لدى وكلائهم الأجانب الذين يحصلونها بعد فترة لا تقل عن 30 إلى 40 يوما، وبالتإلى سيمتنعون عن السداد بسبب إلغاء الحجوزات وتعويضهم المتضريين من عملائهم.
وشدد على ضرورة أن تتخذ الحكومة عدة إجراءات من ضمنها إعلان تشكيل لجنة للتحقيق فى الحادث يرأسها وزير الدفاع مباشرة وتعمل بها الأجهزة الأمنية ومن ضمنها جهاز المخابرات العسكرية.
عبد الرازق: توفير طيران منخفض التكلفة والبحث عن أسواق غير تقليدية
وتابع إن من ضمن الإجراءات التى لابد من اتخاذها أن تعمل الدولة على توفير طيران منخفض التكاليف للمطارات فى البلاد التى منعت تسيير رحلات إلى مصر، والآخرى التى يمكن جلبها مثل الأسواق الهندية لايجاد فرصة ولو قليلة لاستمرار تشغيل الفنادق.