شركات السمسرة تحارب للبقاء وتسعى لفتح قنوات جديدة

فى ظل التوجه للأسواق الدولية لدعم قاعدة العملاء

شركات السمسرة تحارب للبقاء وتسعى لفتح قنوات جديدة
أسماء السيد

أسماء السيد

7:14 ص, الأثنين, 25 يناير 21

تسعى شركات سمسرة عاملة بالسوق المحلية لعقد شراكات مع نظراء بالخارج بهدف التوجه للعمل بأسواق المال العالمية، ما دفع «المال» لمحاولة معرفة أسباب ظهور هذا التوجه بالفترات الحالية تحديدًا.

وبرر مسئوولو شركات تلك التوجهات بالرغبة فى زيادة قاعدة العملاء، فى ظل بحثهم عن عامل التنوع فى أسواق المال العالمية والاستفادة من الأدوات المختلفة، موضحين أن أزمة الوباء كان لها دور كبير فى دفع الشركات لمحاولة البحث عن دعائم قوية تساعدهم على الصمود فى وجه مثل تلك الأزمات، فيما تبنوا نظرة متفائلة للسوق المحلية خلال العام الجارى بدعم من توافر لقاحات مضادة ضد الفيروس.

مسئولون : التفاؤل بأوضاع السوق المحلية خلال 2021 ليس كافياً

وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة «أصول للوساطة» مؤخراعن توقيع مذكرة تفاهم مبدئية لتأسيس شركة تداول بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ونشرت «المال» وفقًا لحديث مصادر أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين، تعزز رغبتهما فى البدء بمفاوضات تؤدى إلى إبرام اتفاقية تعاون بينهما، سيتم بمقتضاها تمكين عملاء شركة أصول المحليين والأفراد من التداول على الأوراق المالية المتداولة فى بورصات أمريكا وأسيا وأوروبا بشكل قانونى وآمن.

وكشفت المصادر، أن مجلس إدارة شركة «أصول» قرر المساهمة فى إنشاء شركة فى الخارج ستتولى عملية التعاقد مع «بى إتش مباشر الإمارات»، وبموجب اتفاقية التعاون ستتمكن الشركة الناشئة من الوصول إلى كافة الاسواق العالمية المتاحة فى أمريكا وأوروبا وأسيا.

وأشارت إلى أن الطرفين سيسعيان للاستفادة من الاتفاقيات الدولية الموقعة بين شركة «بى إتش مباشر الإمارات» مع العديد من المؤسسات المالية الدولية.

فيما أظهر آخرون رغبتهم بالسعى للسير على خُطى مماثلة خلال الفترات الحالية.

إيهاب السعيد: الجائحة دفعت للبحث عن أسواق

وقال إيهاب السعيد عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، إن أزمة الوباء الحالية دفعت بشركات السمسرة لمحاولة السعى لفتح أسواق جديدة، وهو أمر طبيعى فى الفترة الحالية.

وأوضح أن مساعى الشركات للتداول بالأسواق الدولية تأتى بهدف التوسع فى أنشطتها، وخاصة فى ظل قلة الآليات المتاحة بسوق الأسهم المحلية وأوضاعها الراهنة.

ولفت السعيد إلى أن الأسواق الخارجية تُتيح للعملاء عامل المنافسة بشكل أكبر عن غيرها، هذا إلى جانب التنوع ما بين إمكانية التداول على الأسهم أو السندات أو السلع كلاً حسب رغبتهُ، على عكس السوق المحلية.

وتابع: «وبالتالى تكون الأسواق الدولية مغرية وجاذبة بشكل أكبر للمستثمرين».

وأوضح إيهاب السعيد أن تنوع الأدوات القابلة للتداول هناك، تُتيح للمستثمرين اقتناء الآلية المناسبة حسب الظروف المحيطة.

وقال إن شركات السمسرة عانت بشكل كبير خلال الـ10 سنوات الماضية فى ظل أوضاع البورصة المصرية بتلك الفترات، ما دفع بعضها للتصفية والإغلاق.

شوكت المراغى: النظرة المتفائلة متعلقة بانتهاء تأثيرات كورونا

وقال شوكت المراغى العضو المنتدب بشركة «برايم لتداول الأوراق المالية» إنهُ قد يكون لدى الشركة دافع للتوجه للتداول بالأسواق الدولية مستقبلاً.

وأوضح أن الهيئة العامة للرقابة المالية تُتيح لشركات السمسرة المصرية الحصول على ترخيص لتنفيذ عمليات بالأسواق الدولية للأجانب غير المقيمين.

وأشار المراغي إلى أن استقرار الأسواق الدولية وخاصة فى ظل أزمة الوباء قد يكون الدافع وراء ذلك التوجه للشركات، موضحًا أن التوجه أيضًا قد يكون بمطلب من عملاء تلك الشركات .

وفيما يتعلق برؤيتهُ للسوق المحلية، قال إن التوقعات تُشير إلى احتمال أن تشهد السوق المحلية حالة من التعافى خلال العام الجاري، ومحاولة تعويض الخسائر التى لحقت بها خلال 2020.

وتابع : «لكن تلك الرؤية متعلقة بمدى انحسار أزمة الفيروس وتعافى الوضع الاقتصادى».

وأوضح العضو المنتدب بـ»برايم»، أن تداولات البورصة المصرية كانت قد نشطت بشكل متوسط خلال النصف الثانى من العام الماضي، ما قد يكون ساعد شركات السمسرة لتعويض جزء من الخسائر التى لحقت بها بالفترة الأولى من العام ذاتهُ بسبب وضع السوق بتلك الفترة.

إيهاب رشاد: مضاعفات ربحية أسهم البورصة المصرية تعد الأقل بمنطقة الشرق الأوسط

وقال إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس الإدارة بشركة «مباشر انترناشيونال لتداول الأوراق المالية»، إن التوجه الذى ظهر من قبل شركات السمسرة بمحاولة التعامل فى الأسواق الدولية، يأتى بدافع من العملاء ورغبتهم بالتواجد فى الأسواق العالمية، بدعم من كثرة الفرص المتاحة هناك على عكس السوق المحلية.

وأوضح أن مضاعفات الربحية للأسهم المقيدة بالبورصة المصرية تُعد من أقل مضاعفات الربحية بمنطقة الشرق الأوسط.

ولفت رشاد، إلى أن «مباشر» تأتى على رأس الشركات التى تتعامل بالأسواق الدولية، من خلال شركة تابعة لها بمملكة البحرين.

عادل عبد الفتاح: «السمسرة» تمكنت بأواخر 2020 من تعويض خسائر الفترات الأولى

وقال عادل عبد الفتاح رئيس مجلس الإدارة بشركة «ثمار لتداول الأوراق المالية»، إن الأسواق العالمية شهدت حالة من الاستقرار خلال الفترة الماضية على الرغم من تأثيرات أزمة الوباء.

ولفت إلى أن الأزمة أثرت على كافة أسواق المال على مستوى العالم، إلا أن الأسواق العالمية كسوق أمريكا وأوروبا تمكنت من التعافى خلال الفترة الأخيرة من العام الماضى.

وأشار عبد الفتاح إلى أن العام الماضى مر بشكل صعب على شركات السمسرة، حيث تمكنت من التعايش وخاصة خلال النصف الأخير من العام ذاتهُ والذى شهد تحسن بقيم التداولات.

وعلى صعيد السوق المحلية أوضح أن المؤشرات الأولية للعام الجارى تنبئ بأن حركة المؤشرات ستكون إيجابية وخاصة فى ظل الحديث عن وجود طروحات جديدة وخاصة الحكومية.

ولفت إلى أنه من المنتظر خلال العام الحالى أن تشهد الأسهم القيادية تحركات ايجابية مثلما تتحرك أسهم الأفراد.

وعلى صعيد خطة «ثمار» خلال العام الجاري، قال إن الشركة تتبنى خطة توسعية بخدمات الأون لاين، إلى جانب تطلعها لإطلاق خدمة الموبايل أبليكيشن.

أحمد أبو حسين: توسيع قاعدة العملاء وتنويع المحافظ أبرز دوافع التوجه للخارج

وقال أحمد أبو حسين العضو المنتدب بشركة «كايرو كابيتال لتداول الأوراق المالية»، إن مساعى الشركات بالتوجه للتداول بالأسواق العالمية تأتى لرغبتها فى توسيع قواعد عملائها.

وأشار إلى أن أحد أهم العوامل يتمثل فى رغبة عملاء تلك الشركات فى تحقيق عملية التوازن بمحافظهم والتواجد فى الأسواق العالمية كالسوق الأميركية وغيرها.

ولفت أبو الحسين إلى أن المستثمرين بالفترات الحالية يحاولون انتهاز الفرص المناسبة، موضحًا أن الأسواق الدولية قد تكون مناسبة فى الوقت الحاضر عن نظائرها بدعم حالة الاستقرار المنتظرة هناك ببعض الأسواق كالسوق الأمريكية على سبيل المثال.

وقال إنهُ على الرغم من إيجابية ذلك التوجه إلا أن عامل المخاطرة بتلك الأسواق أكبر من المخاطرة فى السوق المحلية.

وأوضح أن عوامل خفض الفائدة ستدفع بالمستثمرين للتفكير والتركيز على الاستثمار بأسواق الأسهم بشكل عام، وهو ما سيدفع شركات السمسرة لمحاولة الاستفادة من تلك التحركات.

وتوقع عودة المستثمرين الأجانب والمؤسسات للشراء بالسوق المحلية خلال العام الجارى على عكس ما حدث فى 2020.

يُذكر أن المستثمرين الأجانب كانوا قد توجهوا للبيع بالسوق المحلية بتعاملات العام الماضى بقيمة إجمالية سجلت بنهاية العام حوالى 15.3 مليار جنيه.

كما يُذكر أن ترتيب شركات السمسرة السنوى لعام 2020 جاء هادئًا ومغايرًا للعواصف التى هبت مع انتشار جائحة فيروس «كورونا» عالميًا ومحليًا، إذ انقلبت أحوال الأسواق وتكبدت خسائر جمّة إلا إن لعبة الكراسى الموسيقية لم تسجل تحركات عنيفة بين شركات السمسرة فى عام الكورونا.

وغاب تأثير الصفقات اللاعب الأبرز فى تحريك عجلة تغيير المراكز عن مشهد ترتيب شركات الوساطة فى نهاية عام 2020، اذ احتفظت شركات كثيرة بمراكزها وتحديدًا فى الصدارة، مع تغيرات طفيفة بين مركز أو مركزين، بإستثناء شركتى «نيوبرنت» التى قفزت 17 مركزًا و»تايكون» التى صعدت 8 مراكز، مدعومين بتحسن حصصهما السوقية فى تعاملات الأفراد.

فيما احتفظ أضلاع المثلث الذهبي، بمواقعهم المسجلة فى عام 2019، اذ تصدرت المجموعة المالية للسمسرة قاطرة تعاملات الشركات فى 2020، تلتها شقيقتها «هيرمس» فى مركز الوصافة، بينما أكملت «التجارى الدولي» ضلع المقدمة الثالث.