توقع خبراء التوظيف، إنتعاش الطلب على الوظائف بأسواق العمل الخارجية بحلول 2021، ورجحوا فقدان 10 إلى %20 من الوظائف للعمالة المصرية بسوق العمل الخارجى بنهاية العام الجارى جراء أزمة كورونا.
ويصل أعداد العمالة المصرية بأسواق العمل الخارجية لقرابة 5 ملايين عامل، ويبلغ عدد شركات توظيف العمالة المصرية بالخارج 1250 شركة يعمل بها 6 آلاف موظف.
وقالوا إن الطلب على المهن الطبية والهندسية وتكنولوجيا المعلومات والتسويق الإلكترونى سيكون الأكثر طلبًا خلال العام المقبل، حيث ستتغيير قليلًا خريطة الطلب على الوظائف بعد أزمة كورونا، وسيتأثر الطلب على مهن التجزئة والسياحة والتعليم بسبب الجائحة.
كانت منظمة العمل الدولية، فى أحدث تقرير لها صدر يوليو الجاري، قدمت ثلاثة سيناريوهات للتعافى من أزمة كورونا فى النصف الثانى من عام 2020، صنفتهم كالتالى سيناريو خط الأساس، والسيناريو المتشائم، والسيناريو المتفائل. ويؤكد التقرير أن النتائج فى المدى البعيد ستتوقف على المسار المستقبلى للجائحة وعلى سياسات الحكومات.
ويتوقع سيناريو خط الأساس الذى يفترض حدوث انتعاش فى النشاط الاقتصادى ينسجم مع التوقعات الحالية، ورفع القيود المفروضة على مكان العمل وتعافى الاستهلاك والاستثمار- انخفاض ساعات العمل بنسبة %4.9 (أى 140 مليون وظيفة بدوام كامل) عن الربع الأخير من عام 2019.
ويفترض السيناريو المتشائم حدوث موجة ثانية للوباء والعودة إلى القيود بطريقة ستؤخر التعافى لزمن طويل، وستكون النتيجة تراجع ساعات العمل بنسبة %11.9 (340 مليون وظيفة بدوام كامل).
أما السيناريو المتفائل فيفترض استئناف أنشطة العاملين بسرعة، مما يعزز الطلب الكلى ويزيد الوظائف بشكل كبير، وبحدوث هذا التعافى السريع جدًّا، تنخفض خسارة ساعات العمل فى العالم إلى %1.2 (34 مليون وظيفة بدوام كامل).
فى البداية رجح حمدى الإمام، رئيس شعبة إلحاق العمالة المصرية بالخارج بالغرفة التجارية بالقاهرة، نزوح أكثر من مليون مصرى من أسواق العمل العربية بنهاية العام الجارى يمثلوا قرابة %20 من جملة المصريين العامليين بتلك الأسواق والمقدر عددهم بقرابة 5 ملايين عامل ، وذلك جراء ازمة كورونا.
وكشف الإمام، عن توقف نشاط شركات التوظيف الخارجى منذ قرابة 5 أشهر مند بدء أزمة كورونا، حيث سجلت تلك الشركات خسائر بنحو مليار جنيه خلال فترة التوقف».
وتابع الإمام قائلاً إن شركات التوظيف تتعرض لأزمة هى الأكبر منذ بدء عملها عام 1973.
وطالب رئيس شعبة إلحاق العمالة بالخارج ، وزارة القوى العاملة بدعم عمالة شركات التوظيف أسوة بعمالة القطاع السياحى خاصة وأن نشاط التوظيف متوقف تماما وتوقعات نشاطه مطلع 2021 مع عودة الطيران بانتطام وانتعاش طلب الأسواق الخارجية على العمالة.
ورجح الإمام، عودة الطلب بهدوء على العمالة بالأسواق الخارجية بدءا من 2021، وأن يرفع إتجاه الشركات لرقمنة الأعمال بسبب أزمة كورونا الطلب على العمالة فى مجال تكنولوجيا المعلومات حيث ستتصدر قوائم الطلب وتليها المقاولات والبناء، ثم المهن الطبية بكافة التخصصات.
وأعلنت منظمة العمل الدولية، فقدان قرابة 400 مليون وظيفة على مستوى العالم خلال 2020 جراء أزمة كورونا، وذلك فى تقريرها الخاص بتأثير الجائحة على سوق العمل دوليًا.
ورجح محمد سعد، العضو المنتدب لشركة الخليج الدولية لالحاق العمالة بالخارج، وعضو شعبة إلحاق العمالة المصرية بالخارج بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن يبدأ الطلب على العمالة المصرية فى عدة قطاعات خلال 2021.
أما العام الجاري، فرجح سعد، فقد بين 10 إلى 15%من الوظائف للعمالة المصرية بسوق العمل الخارجي.
وتوقع، أن تبدأ أسواق العمل فى الإنتعاش فى بعض القطاعات كقطاع الصحة والهندسة وتكنولوجيا وأمن المعلومات، والتسويق الإلكترونى حيث سيتغيير الطلب على الوظائف عقب الأزمة الحالية.
وقال إن أكثر القطاعات تضررًا هى قطاعات السياحة و التجزئة والتعليم عقب تحول العديد من الأنظمة للتعليم أون لاين بسبب ازمة كورونا.
وأوضح أن متوسط حجم فرص العمل التى كان يجرى توفيرها من قبل شركات الحاق العمالة المصرية بالخارج يقترب من 100إلى 150 ألف فرصة عمل متوقعًا تقلص تلك النسبة إلى النصف خلال العام القادم بسبب الأزمة.
وأوصى بدعم وزارة القوى العاملة لشركات التوظيف لسرعة إستعادة الطلب على العمالة المصرية فى الأسواق التقليدية كالسعودية والبحرين والكويت والإمارات، ودعم الشركات التى ستتخد توجهاً جديداً بعد أزمة كورونا، مع السعى لفتح أسواق دول أخرى كالدول الإفريقية والآسيوية.
وقال فريد جبريل، رئيس شركة الفريد لإلحاق العمالة المصرية بالخارج بالغرفة التجارية بالقاهرة، إن حجم الخسائر الحقيقية فى أسواق العمل سيظهر خلال الربع الأخير من العام الجاري، وتحديدًا عقب أجازة عيد الأضحي، وعودة الدول لفتح خطوط الطيران والأسواق.
وأوضح، أن تللك الفترة ستُظهر بوضوح حجم النزوح الحقيقى للعمالة المصرية من أسواق العمل الخارجية، فضلًا عن أن العديد من المصريين كانوا قد حصلوا على أجازات من وظائفهم خلال الجائحة وعادوا إلى مصر، وهؤلاء سيرجعون إلى أماكنهم فى أسواق العمل.
ولفت إلى أن السفارة السعودية بدأت فى إصدار تأشيرات عمل للعمالة المصرية منذ أسبوع تقريًبا، وذلك للعاملين فى القطاع الطبى والتعليمى الحكومي.
وأشار إلى أن ذلك مؤشر جيد لبدء الطلب على العمالة المصرية فى تلك الوظائف للقطاع الخاص بعد العيد.
كان التقرير الأخير لمنظمة العمل الدولية الصادر مطلع يوليو الجاري، أشار إلى إن الخسارة فى عدد ساعات العمل فى العالم خلال النصف الأول من عام 2020 أسوأ بكثير من التقديرات السابقة، وحذر من أن الانتعاش غير المؤكد نهائيًّا فى النصف الثانى من العام لن يكون كافيًا للعودة إلى أوضاع ما قبل الوباء حتى فى أفضل السيناريوهات، مما يهدد باستمرار فقدان الوظائف على نطاق واسع.
فبحسب الإصدار الخامس من تقرير منظمة العمل الدولية: «كوفيد- 19 وعالم العمل» انخفضت ساعات العمل العالمية بنسبة %14 خلال الربع الثانى من عام 2020، أى ما يعادل خسارة 400 مليون وظيفة بدوام كامل (على أساس أسبوع عملٍ مُدته 48 ساعة)، وهذا أعلى بكثير من تقديرات الإصدار السابق فى 27 مايو، البالغة %10.7 أى 305 ملايين وظيفة.