شركات التكنولوجيا المحلية تراهن على أسواق الخليج

فى ظل وجود عمالقة التكنولوجيا العالمية، وللتغلب على انخفاض الطلب المحلى خلال السنوات الماضية أصبح تسويق الشركات الصغيرة لمنتجاتها بالاسواق الخارجية هو المنقذ الحقيقى لها.

شركات التكنولوجيا المحلية تراهن على أسواق الخليج
جريدة المال

المال - خاص

3:30 م, الأحد, 11 يناير 15

هبة نبيل _ سارة عبد الحميد

فى ظل وجود عمالقة التكنولوجيا العالمية، وللتغلب على انخفاض الطلب المحلى خلال السنوات الماضية أصبح تسويق الشركات الصغيرة لمنتجاتها بالاسواق الخارجية هو المنقذ الحقيقى لها.

اتجهت شركات نحو أسواق إقليمية وأبرزها دول الخليج، وكان التوجه نحو الأسواق الافريقية ضئيلا رغم المبادرات التى قامت بها الجهات الحكومية والزيارات التي تمت لبعض الدول الافريقية، وبحلول عام 2015.. هل ستتخذ الشركات موقفًا جديا للوجود بأفريقيا أم ستكون هناك عوائق تمنعها من ذلك ؟

أجمع عدد من مسئولى شركات تكنولوجيا المعلومات على أهمية القارة الأفريقية للشركات الصغيرة والمتوسطة لامتلاكها مجموعة من الاسواق الواعدة مع ضخ استثمارات وتوسعات هائلة بها على رأسها أسواق كينيا واوغندا ونيجيريا.

واستبعدوا امكانية التوجه قريبًا الى تلك الاسواق، مرجعين ذلك الى وجود مجموعة من التحديات وعلى رأسها اللغة والتمويلات الباهظة ودراسات السوق التى تقف حائلا أمام اختراق تلك الاسواق.

وأضافوا أن منطقة الخليج خاصة أسواق السعودية وقطر والامارات تمثل فرس رهان الشركات المحلية خلال العام الحالى، نظرا لوجود سابقة أعمال مع تلك الاسواق، متوقعين حدوث توسعات مرتقبة بأسواق البحرين والكويت بعد زيارة الرئيس السيسى لهما الاسبوع الماضى، مشددين على ضرورة القيام بتنظيم زيارات لتلك الاسواق لدراستها والوقوف على أهم مطالبها.

وأشار المهندس حسين الجريتلى، الرئيس التنفيذى لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «إيتيدا» فى حوار سابق لـ«المال» الى أهمية الأسواق الأفريقية لتسويق منتجات الشركات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة، لافتا إلى الاستعانة بهيئة استشارية عالمية، هى IDC لإعداد دراسة عن 6 دول، هى: نيجيريا وكينيا وغانا واثيوبيا والكاميرون وتنزانيا، علاوة على دراسة الشركات المحلية واختيار أكثرها كفاءة، والقادرة على عمل شراكات ناجحة مع الشركاء الأفارقة.

واكد الجريتلى مجموعة من المجالات يمكن الاستثمار بها بالأسواق الأفريقية، وتشمل تطوير البرامج والحلول التكنولوجية فى قطاعات الصحة والتعليم، لافتا إلى القيام بتوجيه الشركات إلى السوق السعودية خلال العام المقبل.
وأعلنت «ايتيدا» خلال اكتوبر الماضى عن إطلاق برنامج «معاً إلى أفريقيا» «Africa Together» لدعم صادرات الشركات المصرية من خدمات ومنتجات تكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع مؤسسة IDC الاستشارية العالمية المتخصصة في مجال الابحاث التسويقية.

من جانبه، قال تامر عبد النعيم، المدير التنفيذى لشركة الخليج للحلول التقنية، ان السوق الافريقية سوق واعدة للشركات الصغيرة والمتوسطة فى المستقبل البعيد.

وأكد ان الفرصة الحقيقية بأفريقيا الآن تتمثل فى اسواق الكوميسا عبر اتفاقيات الترابط التجارى معها لاسيما فى الدول المتحدثة باللغة الانجليزية، وتستطيع شركات الـ «it» تقديم برامجها التكنولوجية المختلفة بتلك الاسواق فى ميكنة قطاعات مثل الخدمات الحكومية والسياحة والعقارات والبنوك.

ولفت الى ان هناك مجموعة من التحديات تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة عند تسويق برامجها وهى عدم قدرتها على تقديم منتجاتها وجميع خدماتها بأسعار تنافسية فى مواجهة المنتجات الهندية علي سبيل المثال، علاوة على وجود تحدٍ خاص بعدم قدرة الـ «SMEs» على تكوين شراكات استراتيجية مع الشركاء المحليين فى تلك الاسواق لضمان استمرارية العمل وتقديم خدمات ما بعد البيع وتحقيق ربحية.

وأضاف ان تلك التحديات تتجلى بوضوح فى الاسواق الافريقية، فيما يأتى تحدٍ اخر خاص بالاسواق العربية والخليج وهو شرط وجود شركة محلية فى السوق المستهدفة بعكس السوق الافريقية الذى لا تشترط ذلك.

وأضاف محمد عمر، مدير عام شركة النيل لتكنولوجيا ونشر المعلومات، ان الاسواق الافريقية مازالت بكرا، وهى الاكثر ملاءمة لبرامج الشركات الصغيرة والمتوسطة حاليًا اكثر من دول الخليج، موضحا ان الشركات لديها منتجات تنافسية يمكن تسويقها بتلك الاسواق، لا سيما المتحدثة باللغتين العربية والانجليزية.

وأكد ان تلك الاسواق بحاجة لتطبيقات غير نمطية وتقليدية بل تخصصية فى مجالات مثل الصحة والفنادق وادارة الموارد البشرية واسواق المال، لافتا الى انه يجب التركيز على سوق او اثنتين قريبتين فى البداية ثم الانطلاق الى الاسواق الاخرى والأبعد، مقترحا في هذا الصدد السودان وكينيا واثيوبيا واوغندا.

وأشار الى ان الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها مرونة فى تسويق منتجاتها تجعلها اسرع من حكومات الدول، ويمكن ان تكون الحكومة هى همزة الوصل مع الحكومات الأفريقية وتقديم الدعم للشركات المحلية عند تقديم الاخيرة تطبيقات لصالح الجهات المسئولة بأفريقيا.

واكد ان هناك اربعة تحديات تواجه شركات الـ«SMEs» فى التوسع بأفريقيا وهى معلومات التسويق، والمعلومات عن المنافسين والمنتجات المنافسة، والمنتجات التى تناسب العميل بالخارج، وتقديم خدمات ما بعد البيع والدعم الفنى بما يضمن تحقيق الربح للشركات المحلية.

وأوضح مقبل فياض، رئيس مجلس ادارة شركة «بروسيلاب» لتكنولوجيا المعلومات، ان السعودية تمثل سوقا واعدة لتسويق منتجات الشركات التكنولوجية الصغيرة والمتوسطة خلال العام الحالى من خلال برامج الموارد البشرية والمالية والأجور والتى لابد ان تتم بطريقة جيدة لتستطيع منافسة نظيرتها ببقية أسواق الخليج.

وأضاف أن القارة السمراء تشكل فرصًا ناجحة أمام الشركات لمد توسعاتها، ولكن ذلك لايمكن اجراؤه خلال العام الحالى، وإنما من الممكن مستقبلا، مرجعا ذلك الى وجود مجموعة من التحديات التى ترجئ دخول تلك الاسواق، على رأسها اللغة لتحدث أغلب الدول الافريقية اللغة الفرنسية، في حين أن جميع البرامج التكنولوجية لدى الشركات المحلية تكون باللغتين العربية والانجليزية.

وتابع: تلك الاسواق تحتاج ايضا الى مهارات عالية فى مجال التسويق، لا سيما فيما يخص توفير التمويل اللازم للاستثمارات بما يمثل تحديات اخرى، الأمر الذي يجعل من الأسواق الخليجية أسهل في اختراقها، نظرًا لتشابه ظروفها مع السوق المحلية.
وأكد انه لابد من عمل دراسات وافية للاسواق الافريقية قبل الشروع فى العمل بها، وأيضًا جمع المعلومات عن المنافسين، لافتا الى وجود شركات صينية وهندية تعمل حاليا بتلك الاسواق، الامر الذى يحتم ضرورة امتلاك مهارات تسويقية جيدة وتقديم برامج بكفاءة عالية لتستطيع المنافسة.

وشدد على ضرورة قيام منظمات المجتمع المدنى بجمع المعلومات حول تلك الاسواق لمساعدة الشركات، متوقعا توجه الـ«SME’s» نحو أسواق البحرين والكويت خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد الزيارة الاخيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي بشرط أن تقوم وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بترتيب زيارات لتلك الاسواق للوقوف على متطلباتها.

وأشار وائل أمين، رئيس شركة «IT Worx» لتكنولوجيا المعلومات ان كينيا ونيجيريا واوغندا أبرز الاسواق الواعدة بالقارة الافريقية، موضحا ان المنافسة ستتم من خلال الحلول التكنولوجية التى تمتلكها الشركات المصرية لحل مشاكل بعينها، وأنه يجب توجيه الحلول التكنولوجية وتصميمها لقطاعات ومجالات معينة مثل المرور والكهرباء وميكنة القطاعات الحكومية، بالاضافة الى الخدمات الالكترونية.

وتابع: هناك فرصة كبيرة لدى الشركات نظرا لتعطش الاسواق السمراء لهذه البرامج والخدمات، وعدم امتلاكها لصناعة محلية تكنولوجية باستثناء دولة جنوب افريقيا، كما تمثل ايضا توجهًا قويًا للشركات المصرية مع وجود علامة استفهام كبيرة امام دول الخليج فى ظل انخفاض سعر البترول.

واتفق مع اغلب الاراء حول عدم امكانية توجه الشركات التكنولوجية المحلية نحو القارة الافريقية خلال العام الحالى، نظرا لوجود بعض التحديات مثل اللغة، لا سيما مع وجود بعض الشركات الهندية بتلك الاسواق، الامر الذى يحتاج الى دراسات جيدة حول طبيعة ومتطلبات السوق.

وأكد أن شركته تركز على اسواق الخليج خاصة السعودية والامارات وقطر والكويت والسوق المحلية خلال العام الحالى، لا سيما التحسن المرتقب مع اجراء الانتخابات البرلمانية بمصر واستقرار الاوضاع السياسية، مستبعدا توجههم نحو افريقيا خلال 2015.

فيما أكد عصام الكلزة، رئيس شركة «افق» المتحدة لتكنولوجيا المعلومات، استهدافهم التوجه خلال العام الحالى نحو الاسواق الافريقية وخاصة كينيا، ومن ثم التوجه نحو شرق أفريقيا بأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا، عبر برامج الموارد البرية خدمات «اوراكل»، وذلك بجانب الاسواق الخليجية.

وتوقع زيادة الطلب على خدمات تكنولوجيا المعلومات بالسوق المحلية خلال الفترة المقبلة، لافتا الى انتظار الشركات نتائج الدراسة التى تقوم بها حاليا احدى المؤسسات التسويقية تحت رعاية «ايتيدا» للاستفادة منها فى توجهاتها المستقبلية نحو الاسواق الافريقية .

جريدة المال

المال - خاص

3:30 م, الأحد, 11 يناير 15