شركات التأمين المتخصصة فرس الرهان الرابح

محسن: احتياجات المزارعين «أمن قومى»

شركات التأمين المتخصصة فرس الرهان الرابح
مروة عبد النبي

مروة عبد النبي

10:22 ص, الأحد, 30 يناير 22

“من لايتجدد يتبدد” و”من لايتقدم يتقادم”..هكذا قطاع التأمين الذى يحاول حاليا اختراق العديد من الأنواع الجديدة التى تجعله يستكمل مسيرة النمو عبر استقلاله قطار التطوير والتحديث وعدم التوقف عند الأنواع التقليدية التى تم الاعتياد عليها عبر اقتحام التأمينات المتخصصة التى باتت أكثر جاذبية مثل التأمين متناهى الصغر وحماية إلغاء الفاعليات والأمن الإلكترونى – منع اختراق البيانات- هو فرس الرهان الرابح خلال السنوات المقبلة وحتى إن كان ينقص بعض هذه النوعيات الدعم الحكومى والمعلوماتى حاليا وبصورة مؤقتة لكن لاخلاف على أن فرص النمو المستقبلى ستولد منها.

أبو العزم: بزوغ نجم متناهى الصغر بقوة خلال المرحلة المقبلة

وقال مصطفى أبو العزم القائم بأعمال العضو المنتدب لـ” الجمعية المصرية للتأمين التعاونى” إن هناك العديد من أنواع التأمين يراهن عليها قطاع التأمين فى الفترة المقبلة أهمها التأمين متناهى الصغر والتأمين الزراعى.

وأضاف أن جمعيته اخترقت التأمين متناهى الصغر بقوة منذ نهاية العام الماضى عبر الحصول على موافقة الهيئة العامة للرقابة المالية على أول وثيقة متناهى الصغر ومن خلال تأسيس إدارتين مستقلتين للإصدار والتعويضات لهذا النوع خصيصا من التأمين.

محسن: احتياجات المزارعين «أمن قومى»

وأكد ضرورة انفتاح السوق على التأمين الزراعى لأهميته للفلاحين والمزارعين ولكن عبر التعاون مع جهات كبرى مثل وزارة الزراعة، علاوة على أنه يحتاج إلى الإعفاء من الرسوم الحكومية والتمغات أسوة بالتأمين متناهى الصغر.

وأشار إلى أن تأمين الإنتاج الحيوانى موجود ولكن فى حاجة إلى تشجيع من البنوك وشركات التمويل على زيادة منح القروض لعملائها، بالإضافة إلى ضرورة عمل المعاينات اللازمة من جانب شركات التأمين لتقييم الضرر وسرعة سداد التعويضات.

وأوضح أن للاتحاد المصرى للتأمين دورا كبيرا فى محاولة التوسع فى التأمينات متناهية الصغر والزراعية إذ قام بعمل العديد من المؤتمرات والخروج منها بتوصيات كثيرة فى هذا الشأن وآخرها تدريس التجربة السودانية فى التأمين الزراعى وضرورة تدخل الدولة فى دعم هذا القطاع تحديدا من خلال عمل قاعدة بيانات عن الأراضى الزراعية والحيازات والفلاحين والماشية ليتسنى لقطاع التأمين التسعير السليم لهذه الوثائق والتى تقتصر حاليا على ضمان مخاطر عدم سداد التمويلات الممنوحة.

ولفت إلى مراهنة شركات التأمين فى الفترة المقبلة على التوسع فى تأمينات الحوادث الشخصية لأهميتها الضرورية للعائل وأسرته إذ يضمن هذا النوع للمؤمن عليه أو ورثته تعويضا فى حالات الوفاة أو العجز الكلى أو الجزئى المستديم أو العجز الكلى المؤقت والناتجة عن حادث يتعرض له المؤمن عليه.

وتابع إن التأمين على المسكن نوع من أنواع تأمين الممتلكات الذى يختص بحماية المنازل من الأخطار المتوقعة سواء المبانى فقط، أو المحتويات فقط أو كلاهما معا، وتتميز الوثيقة بالمرونة التى تتيح تصميم التغطية التأمينية المناسبة على المنازل وفق الحاجة.

وأشار إلى أن تأمين المسكن يشمل المبانى ومحتويات المنازل والحوادث الشخصية وتكاليف الإيجار والمنازل البديلة فى حال حدوث حادث مفاجئ يجعل مقر الإقامة غير قابل للسكن، بالإضافة إلى تغطية تأمينية لمسئوليات المؤمن عليهم تجاه العاملين بالمنزل وعامة الجمهور.

وأكد زيادة الطلب على وثائق التأمين والائتمان خاصة بعد كورونا سواء من البنوك كعميل مؤسسى أو عملاء شركات التأمين الأفراد تخوفا من التعثر مما دفع شركات التأمين إلى محاولة التوسع فى هذه النوعية من التأمين بالرغم من ارتفاع سعرها فإنها مطلوبة للغاية وبكثرة هذه الفترة.

وبدوره، قال وليد فارس الخبير التأمينى إن النمو المستقبلى لقطاع التأمين سيكون من خلال جاذبية أنواع التأمين الجديدة للعملاء مثل التأمين الزراعى وإلغاء الأحداث وتأمين المخاطر التكنولوجية والتى ستكون فرس الرهان الرابح.

وأشار إلى أن شركات التأمين لايوجد لديها مانع من تغطية التأمين الزراعى وقادرة على التوسع فيه حال وجود إحصائيات دقيقة لأن الخسائر والتعويضات من هذا الفرع شبه مؤكدة لذا فإن نظرية الأعداد الكبيرة فى الوثائق لإدخال الأقساط الكبيرة للشركة هى الحل، بالإضافة إلى أن شركات التأمين فى حاجة إلى خطوة جادة وشجاعة على سبيل المثال اقتحام مزارع نموذجية والتأمين عليها من خلال إبرام عقود مع وزراة الزارعة وجهات أخرى أعلى من ذلك باعتبار ذلك مشروعا قوميا.

وكشف عن وجود تخوف من اقتحام التأمينات الزراعية لعدم وجود حصر بالأراضى الزراعية فى الجمهورية ومساحتها والحيازات الموجودة، مشيرا إلى أن شركات التأمين قادرة على تأمين أى خطر موجود حال وجود بيانات واضحة وصريحة عن الشئ موضوع التأمين.

فارس: حماية البيانات من الاختراق يجب أن تكون إجبارية

ولفت إلى أهمية تأمين المخاطر الإلكترونية –الأمن السيبرانى- وأن يكون إلزاميا على البنوك وعلى الشركات التى لها مطالب مالية بالبورصة لحماية الشركة من الآثار الناتجة عن اختراق البيانات، وكذلك الجهات التى تحتفظ ببيانات العملاء مثل المستشفيات وشركات الاتصالات.

وأضاف أن التأمين متناهى الصغر من الأنواع التى يراهن عليها القطاع من الآن فصاعدا إذ بدأت الشركات فى التعاقد مع جمعياته وجمعيات التمويل الاستهلاكى والبنوك التى تقدم قروضا من هذه النوعية بسبب سهولة التحصيل لغالبية أقساطه التأمينية.

ولفت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد طلبا كبيرا على وثيقة تأمين إلغاء الأحداث متوقعا وجود العديد من الفاعليات المهمة قريبا فى السوق المصرية مؤتمرات،أحداث رياضية -مما يجعل هناك حاجة مُلحة لهذه الوثيقة وأهمها فى القريب العاجل ملتقى شرم الشيخ الذى ينظمه اتحادا التأمين المصرى والأفروآسيوى للتأمين وإعادة التأمين نهاية الشهر الجارى.

من ناحيته، اتفق محمود محسن مدير عام تطوير الأعمال فى شركة “طوكيو مارين” جنرال تكافل مع سابقيه على أن رهان النمو بقطاع التأمين الفترة المقبلة سيكون مبنيا على جاذبية أنواع التأمين المتخصصة للعملاء ومدى أهميتها بالنسبة لهم مثل وثائق إلغاء الأحداث والتى تغطى تخفيف تكاليف الخسارة حال إلغاء الفاعلية مثل المعارض والمهرجانات والأحداث الرياضية والمؤتمرات وغيرها.

وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد زيادة الطلب على وثائق تأمين كثيرة بعد “كورونا” وليس فقط “إلغاء الأحداث” ولكن جميع المؤسسات خاصة التى تحتفظ بأى معلومات عن العملاء مثل البنوك وشركات الاتصالات لابد من عمل وثيقة تأمين الهجمات الإلكترونية لضمان تخفيف الخسائر التى يمكن أن تتعرض لها هذه الكيانات بسبب الاحتيال.

ولفت إلى أن شركات التأمين فى الفترة المقبلة لابد أن تعيد ترتيب أولوياتها فهى لديها خبرات واسعة فى فروع التأمين التقليدية بكل أنواعها وفى التفاوض حولها مع معيدى التأمين لكن الأنواع الجديدة تحتاج إلى المزيد من المهارات فى الحصول على بيانات دقيقة ثم التسعير السليم الذى يوازى الخطر الحقيقى المؤمن عليه، إضافة إلى التعامل مع معيدى التأمين المتخصصين فى هذا الصدد لتحقيق ربحية من هذه الفروع.

وتابع إن شركات التأمين لابد أن تقتحم أنواعا أخرى من التأمين بقوة مثل التأمينات الزراعية والتى تعد بمثابة “أمن قومى” وتأمين الائتمان والضمان على الرغم من حذر معيدى التأمين ومنحهم أسعار مرتفعة إلى حد ما وباتفاقيات منفصلة.

وأضاف أن مزاولة هذه الأنواع فى المستقبل القريب يثبت مدى قوة وقدرة قطاع التأمين على ترويض الأخطار خاصة وأن عليها طلبا لكن ينقصها وجود إحصائيات دقيقة.

وأكد أن التأمين متناهى الصغر يستهدف ذوى الدخول المنخفضة فى مجالات تأمين الممتلكات والأشخاص لحمايتهم من أخطار قد يتعرضون لها مقابل سداد أقساط تتناسب مع طبيعة الخطر المؤمَّن عليه وقامت “الرقابة المالية” والاتحاد المصرى للتأمين عبر اللجنة المختصة بعمل مجهودات كبيرة لتنوير القائمين على هذه الأنشطة باحتياجات هذا النوع العديد من التسهيلات والتعديلات بالقوانين حتى يتم إزالة التحديات التى تواجهه وبالفعل تم الكثير منها.