شركات التأمين: «البارامتري» أداة فعالة لمواجهة المخاطر المناخية التي تهدد الزراعة

يعد التأمين البارامتري وسيلة فاعلة لحماية المحاصيل المعتمدة على الطقس، حيث يعتمد على مؤشرات محددة مثل معدلات هطول الأمطار ودرجات الحرارة لتفعيل التعويضات تلقائيًا.

شركات التأمين: «البارامتري» أداة فعالة لمواجهة المخاطر المناخية التي تهدد الزراعة
مروة صلاح

مروة صلاح

6:07 م, الأحد, 23 مارس 25

أكد اتحاد شركات التأمين المصرية في نشرته الصادرة اليوم الأحد الموافق 23 مارس 2025، أهمية التأمين البارامتري كأداة فعالة لمواجهة المخاطر المناخية التي تهدد قطاع الزراعة في مصر والعالم.

وأوضح الاتحاد أن هذا النوع من التأمين يمثل حلًا مبتكرًا لتعويض المزارعين بسرعة وكفاءة عند وقوع كوارث طبيعية مثل الجفاف والفيضانات والصقيع، دون الحاجة إلى إجراءات المطالبات التقليدية التي تستغرق وقتًا طويلًا.

دور التأمين البارامتري في حماية المحاصيل الزراعية

يعد التأمين البارامتري وسيلة فاعلة لحماية المحاصيل المعتمدة على الطقس، حيث يعتمد على مؤشرات محددة مثل معدلات هطول الأمطار ودرجات الحرارة لتفعيل التعويضات تلقائيًا. وتشمل المحاصيل المناسبة لهذا النوع من التأمين الذرة والقمح وفول الصويا والأرز، إلى جانب المحاصيل الاستوائية مثل الموز والحمضيات والبن، وكذلك المحاصيل القابلة للتلف كالزهور والفواكه والخضروات.

كما يمكن أن يمتد التأمين البارامتري ليشمل قطاعات أخرى مثل الاستزراع المائي، حيث يتم قياس عوامل مثل درجة حرارة المياه ومستويات الأكسجين لتحديد توقيت صرف التعويضات، مما يعزز قدرة المنتجين على مواجهة المخاطر المناخية.

أهمية أنظمة الإنذار المبكر في تعزيز التأمين البارامتري

أبرز الاتحاد في نشرته أن أنظمة الإنذار المبكر تلعب دورًا محوريًا في تحسين كفاءة التأمين البارامتري، إذ توفر بيانات دقيقة حول توقعات الطقس والظواهر المناخية القاسية. وتعد إفريقيا من أكثر القارات تأثرًا بتغير المناخ، حيث تشير التقارير إلى أن 60٪ من سكانها يفتقرون إلى أنظمة إنذار مبكر فعالة، مما يزيد من حجم الخسائر الاقتصادية والبشرية.

وفي ظل تصاعد الظواهر المناخية المتطرفة، دعت منظمات دولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي إلى ضرورة الاستثمار في أنظمة مراقبة الطقس المتقدمة لتمكين شركات التأمين من تقديم حلول تأمينية أكثر دقة واستجابة للمخاطر المحتملة.

نماذج دولية ناجحة في تطبيق التأمين البارامتري

شهدت العديد من الدول تجارب ناجحة في تطبيق التأمين البارامتري، حيث قامت كينيا بتغطية أكثر من 200 ألف مزارع ضمن برامج التأمين ضد الجفاف منذ عام 2014، بينما وفرت الهند تغطية تأمينية لحوالي 9 ملايين مزارع بين عامي 2016 و2021. كما ساعد هذا النوع من التأمين في تقليل الفقر بين المزارعين الكينيين بنسبة 15٪، وفقًا لتقارير اليونيسف.

التجربة العراقية في تطبيق التأمين البارامتري

في خطوة رائدة، أطلقت العراق أول برنامج تأمين بارامتري بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) لحماية المزارعين من آثار تغير المناخ. ويستهدف البرنامج مزارعي الحيازات الصغيرة والمشروعات الزراعية متناهية الصغر في أربع محافظات، حيث يغطي مخاطر الجفاف وموجات الحر التي تهدد الإنتاج الزراعي.

ويعد العراق من أكثر الدول تأثرًا بالتغيرات المناخية، حيث شهد انخفاضًا في تدفقات مياه نهري دجلة والفرات بنسبة تصل إلى 40٪ خلال العقود الأربعة الماضية، مما أدى إلى تفاقم أزمة المياه والزراعة في البلاد.

التأمين البارامتري في مصر يدعم قطاع الزراعة

يرى اتحاد التأمين المصري أن تطبيق التأمين البارامتري في مصر يمثل فرصة هامة لدعم قطاع الزراعة، خاصة في ظل تزايد المخاطر المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه. إلا أن التحديات تكمن في ضرورة توفير بيانات مناخية دقيقة، وتعزيز وعي المزارعين بأهمية هذا النوع من التأمين، بالإضافة إلى تطوير شراكات بين شركات التأمين والجهات الحكومية لتحفيز تطبيقه على نطاق واسع.

وفي ختام نشرته، أكد الاتحاد المصري للتأمين أن تبني التأمين البارامتري يمكن أن يسهم في تحقيق الاستدامة الزراعية، وتقليل فجوة الحماية التأمينية، وتعزيز قدرة المزارعين المصريين على الصمود أمام التغيرات المناخية، مما يدعم الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية في البلاد.