شركات البترول والغاز الطبيعى الأمريكية تتجه لتقليص الإنقاق 30% خلال العام

مع هبوط الأسعار بسبب كورونا

شركات البترول والغاز الطبيعى الأمريكية تتجه لتقليص الإنقاق 30% خلال العام
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

10:43 م, الثلاثاء, 17 مارس 20

تخطط كبرى شركات البترول والغاز الطبيعى الأمريكية لتقليص إنفاقها 30% هذا العام، مع انخفاض أسعار البترول أكثر من 50% ليهبط السعر إلى 30 دولارًا لبرميل برنت بسبب انتشار فيروس كورونا، وهو ما أدى إلى ضعف الطلب وإغلاق العديد من المصانع فى معظم الدول، وتراجع النشاط الاقتصادى العالمي.

وانخفضت أسعار البترول أيضاً بسبب الحرب السعرية بين السعودية وروسيا واعتزامهما ضخ أكبر كميات، بعد فشل الدول الكبرى المنتجة فى منظمة أوبك وخارجها على تمديد اتفاق خفض الإنتاج، الذى بدأ منذ 3 أعوام لإعادة التوازن إلى أسواق الطاقة.

ذكرت وكالة رويترز أن كبرى شركات البترول والغاز الطبيعى حول العالم تدرس تقليص الإنفاق بسبب ضعف الطلب من الدول الكبرى مثل الصين-أكبر مستورد للبترول فى العالم- التى من المتوقع أن ينكمش اقتصادها خلال الربع الحالى %6 بسبب وباء كورونا، الذى أدى لتوقف مصانعها عدة أسابيع منذ بداية العام.

أفادت رويترز أن شركات النفط الصخرى الأمريكية تعتزم خفض الإنفاق  بين %25 و%30 خلال العام الجارى، لأن تكاليف هذا النوع من البترول مرتفعة ولن يكون إنتاجه مجديًا اقتصاديًا مع انخفاض أسعار بترول تكساس إلى 29 دولارًا للبرميل.

أعلنت شركة أرامكو السعودية للبترول أنها تخطط لخفض الإنفاق إلى ما بين 25 و30 مليار دولار هذا العام مقارنة مع 32.8 مليار دولار العام الماضى.

تابع التقرير: «من بين الشركات العالمية التى أكدت أنها تنوى تقليل إنفاقها للعام الجارى «BP» البريطانية التى لم تحدد حجم التخفيض لكنها أنفقت فى 2019 أكثر من 15 مليار دولار، بينما تبحث شركة شيفرون الأمريكية عن وسائل لتقليص الإنفاق إلى 20 مليار دولار مع خفض الإنتاج وسط المعروض الضخم الموجود حاليا فى الأسواق العالمية .

قال دارين وودز، الرئيس التنفيذى لإيكسون موبيل أكبر شركة منتجة للنفط فى الولايات المتحدة، إنه جار  تقييم ميزانية الإنفاق بقيمة 33 مليار دولار، تم وضعها حين كانت الأسعار مرتفعة، وأنه سيضع تفاصيل التخفيضات المحددة فى وقت لاحق.

من المتوقع أن تخفض شركة إيكسون موبيل مبالغ ضخمة هذا العام، لكنها لم تذكر التفاصيل، غير أنها أعلنت فى بداية يناير عن تخصيص (30 إلى 33) مليار دولار لمجموعة من المشروعات خلال العام الجارى، فى مواجهة تراجع غير مسبوق لأسعار النفط بسبب تفشى فيروس كورونا.

علقت شركة جلف كيستون بعض أنشطة الحفر التى تنفذها فى المنطقة الشمالية بالعراق، بينما أعلنت شركة سانتوس-ثانى أكبر منتج للغاز الطبيعى فى أستراليا- أنها تقوم بمراجعة خطط إنفاقها على ضوء انهيار أسعار البترول خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتنوى تجميد جميع مشروعاتها الجديدة لحين التخلص من وباء كورونا.

أكدت الحكومة الأمريكية أنها تعتزم استغلال انخفاض أسعار النفط لتأمين الاحتياطى البترولى الاستراتيجي، وتنوى دول وشركات أخرى اتخاذ إجراءات مماثلة لزيادة المخزون لديها، لكن منشآت التخزين تمتلئ بسرعة، ومتوقع انهيار أسعار النفط أكثر، وعندها تضطر الأسواق العالمية لتعليق آمالها على حل الخلاف بين السعودية وروسيا، وإنهاء الحرب السعرية بينهما، ووقف السباق على إغراق السوق.

جاء فى تقرير لمؤسسة IHS العالمية لأبحاث أسواق الطاقة، أن فيضان الإمدادات القادم من السعودية ودول منتجة أخرى متوقع أن يسفر عن أضخم تخمة من المعروض العالمى من البترول الخام فى التاريخ، وبلغ أضخم فائض عالمى لستة أشهر خلال القرن الحالى 360 مليون برميل، لكن الفائض القادم سيكون الضعف أو أكثر، لا سيما أنه تقرر إلغاء اجتماع فنى لأوبك وخارجها كان مقررا اليوم الأربعاء فى فيينا، فى ظل عدم تقدم محاولات الوساطة بين السعودية وروسيا عقب انهيار اتفاقهما الخاص بالإمدادات.